اختتام مؤتمر مديري السجون في المدينة المنورة بحضور 60 سيدة وأبرز المحاور مناقشة تدهور العلاقات الإنسانية بين السجناء والسجانين

TT

اختتم مديرو سجون السعودية أمس مؤتمرهم الأول الذي انعقد على مدى يومين في المدينة المنورة، بتحديد جملة من التوصيات التي تستهدف تعزيز التوجه الرسمي في البلاد الى جعل السجون مراكز اصلاح بدلا من الوحشة. وأكد اللواء الدكتور علي بن حسين الحارثي، مدير عام مديرية السجون: «اقررنا جملة من التوصيات التي اخذنا في اعتبارنا قابلية تحويلها الى قرارات ينطلق العمل بها لحظة استكمال آلية تنفيذ القرارات اداريا وميدانيا».

ومن المقرر إعلان التوصيات اليوم الجمعة حال اطلاع الجهات العليا على مضمونها، حيث من المنتظر ان تعكس تلك التوصيات مضمون النقاش الذي جرى على مدى 7 جلسات «مغلقة» تواصلت حلقاتها على مدى اليومين الماضيين، والتي غطت اربعة محاور رئيسية للمؤتمر. ويبرز محور خطط الانقاذ وطوارئ السجون كأحد اهم المحاور التي تناولها أكثر من 120 ضابطا يمثلون الادارة العليا لجميع سجون البلاد، وحضروا المؤتمر الذي انعقد في فندق ميريديان المدينة المنورة. وسبق بدء اعمال المؤتمر بيومين، الاعلان الرسمي عن نتائج لجنة التحقيقات في كارثة حريق اصلاحية «سجن» الحائر في العاصمة الرياض* وهي النتائج التي قضت بإعفاء مدير سجون الرياض، وكف يد سبعة مسؤولين رئيسيين في اصلاحية الحائر عن العمل وتحويلهم الى القضاء الشرعي. ورغم عدم تناول ضباط السجون الذين حضروا المؤتمر، الحديث علانية عن مضمون نتائج لجنة التحقيقات في تلك الحادثة التي وقعت فصولها في منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، إلا ان ظلال النتائج ألقت بثقلها عند مناقشة محور خطط الانقاذ والطوارئ، وهو ما ينتظر ان تعكسه أكثر من توصية. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» اعلن الحارثي عن ان منح الادارة الكاملة للنساء «يتطلب مزيدا من الوقت، ربما عاما فقط، لاستكمال متطلبات مثل هذه النقلة المهمة في ادارة اصلاحيات النزيلات». ويذكر ان مؤسسة السجون السعودية بدأت، أخيرا، اطلاق اسم «نزيل ـ نزيلة» بدلا من الصفة المتعارف عليها لعقود طويلة «سجين ـ سجينة»، وذلك عند التحدث من أو مع جميع المحكومين جنائيا. وسبق ذلك الاجراء اعتماد مسمى «اصلاحية» بدلا من «سجن». وجاءت المشاركة النسائية فاعلة في المؤتمر الاول، حيث شاركت اكثر من 60 سيدة سعودية مثلن القيادات النسائية لسلطة سجن النساء، وباحثات، واختصاصيات اجتماعيات، حيث قدمن وناقشن جملة من الابحاث الخاصة بتحسين مستوى كفاءة الأداء داخل محيطهن. وركز المؤتمر الذي وصفه الحارثي بـ«الهام والجاد» على مناقشة الاجراءات النظامية وتحديثها بما يتوافق مع فصل المديرية العامة للسجون عن الأمن العام، وهو الاجراء التنظيمي الذي اتخذ في مطلع العام الماضي، كذلك مناقشة سبل تطوير برامج اصلاح وتأهيل نزلاء السجون، وتفعيل دور رجال الاعمال والمؤسسات والشركات الخاصة في اعمال السجون.

وعلى هامش المؤتمر، جرى تنظيم معرض، هو الاول من نوعه لعرض وبيع منتجات نزلاء السجون، وهي عبارة عن مشغولات يدوية، واعمال نجارة، وسباكة، وسلع جاهزة مثل الحلويات والاحذية والجلديات واستهلت الجلسات صباح الاربعاء، بورقة عمل «مسؤولية القطاع الحكومي تجاه السجون» وهي التي ترأسها العميد محمد بن عايض الزهراني مدير سجون الرياض الذي اعفته الحكومة من منصبه الاحد الماضي على خلفية حادثة «الحائر». ولفت العميد الزهراني الانتباه بقوة مشاركته وقدرته على ضبط وادارة اعمال الجلسة، وتحدث في الجلسة العميد محمد بن حامد الغامدي، والمناقش العقيد كامل بن حامد الحازمي. في حين ناقشت الجلسة الثانية ورقة عمل «كيفية تفعيل دور رجال الاعمال والمؤسسات الخاصة في اعمال السجون» وترأسها العميد محمد بن مسفر النفيعي، وبحثت الجلسة الثالثة ورقة عمل «إدارة سجون النساء» وترأسها العميد أحمد بن صالح الزهراني، وهنا اتيح للمشاركات عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة القدرة على مناقشة أوضاع اصلاحيات النساء وضرورة التمهيد الجيد للتوجه القائل بمنحهن الادارة الكاملة لعنابر النساء وهو الوقت الذي قدره اللواء الحارثي بحدود العام «حتى نصل الى آلية متينة ومحكمة لمثل هذه النقلة المهمة»، وتواصلت الجلسات صباح امس الخميس، بالجلسة الرابعة وورقة عمل بعنوان «انتشار الممنوعات بين النزلاء وسبل القضاء عليها»، حيث ترأسها العميد ناصر بن محمد الشهري، وناقشت الجلسة الخامسة ورقة عمل «برنامج التدريب على رأس العمل» وترأسها العميد ناصر بن محمد السبيعي، وخصصت الجلسة السادسة لورقة عمل بعنوان «أسباب تدني مستوى العلاقات الإنسانية بين العاملين والنزلاء» ورأس الجلسة العميد عبد الله بن سعد الحميدي، وهي ورقة العمل التي شهدت تفاعلا طاغيا من المشاركين. واختتم المؤتمر بالجلسة السابعة والتي اكتسبت اهمية مضاعفة عقب كارثة اصلاحية «الحائر» وحملت ورقة عمل بعنوان «خطط الطوارئ ووسائل الأمن والسلامة في السجون»، وترأسها العقيد محمد بن عبد الله الخنيني.

وقال مدير عام السجون لـ«الشرق الأوسط» عن توقيت ربط الاعلان عن نتائج تحقيقات حادثة الحائر بموعد انعقاد المؤتمر الاول لمديري السجون: «شخصيا لا أرى أي رابط مهني، أو أي نوع آخر لاعلان النتائج قبل يومين من انعقاد مؤتمرنا».