ردود فعل عربية حول أحداث العراق

موسى يدعو إلى حماية المدنيين وأمين عام مجلس التعاون يناشد قوات التحالف تحمل مسؤوليتها في حفظ الأمن * إخوان مصر وحماس والجهاد يحملون قوات التحالف مسؤولية «المجازر»

TT

ابدى الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى خلال اتصال اجراه مع مسعود بارزاني الرئيس الدوري لمجلس الحكم الانتقالي امس استعداده للاسهام قدر الامكان في أية جهود تهدف الى وقف التدهور الحالي في العراق.

ودعا الامين العام الى «حماية المدنيين في العراق» مؤكدا انه اجرى اتصالا بهذا الشأن مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان.

وقال موسى للصحافيين ان «موضوع العراق وصل الى درجة خطرة جدا ونحن جميعا لا نتقبل هذا الموقف بصرف النظر عن اسبابه» مضيفا ان «لا بد من حماية المدنيين في العراق». وشدد موسى على ان «قوات الاحتلال تتحمل مسؤوليتها ازاء المدنيين» وفقا للقوانين الدولية.

واكد موسى ان «ابواب الجامعة مفتوحة لكل القوى العراقية لكي تجتمع فيها وتتحرك نحو موقف سياسي واضح» لمعالجة الموقف هناك. ويشهد العراق منذ الاحد الماضي مواجهات دامية في مدينة الفلوجة السنية وعدد من مدن شيعية اسفرت عن مقتل قرابة 200 عراقي واكثر من عشرين عسكريا اميركيا.

ومن جهته أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد الرحمن بن حمد العطية عن أسفه للأحداث الدامية التي راح ضحيتها أرواح بريئة. وناشد العطية جميع الأطراف المعنية بالشأن العراقي بالوقف الفوري لأعمال العنف المتصاعدة في العراق تمهيدا لعودة الحياة الطبيعية ورفع الحصار عن المدن العراقية واتخاذ إجراءات سريعة على ارض الواقع لتجنيب الشعب العراقي المزيد من إراقة الدماء، مؤكدا أن ما يجري هناك من سفك للدماء يعد أمرا غير طبيعي إلا أن تفاقم الموقف بين جميع الأطراف في الساحة يؤدي إلى اتساع نطاق العنف المسلح على نحو يبدو معه الصدام حالة مؤسفة، وحذر من تردي الأوضاع وحالة الفوضى. ودعا العراقيين إلى تغليب مصلحة الوطن على أية مصلحة أخرى وتكريس الوحدة الوطنية مناشدا قوات الاحتلال بتحمل مسؤولياتها الكاملة بشأن توفير أسباب الأمن للشعب العراقي. وجدد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية موقف دول المجلس المتمثل في التعاطف والتضامن التام مع الشعب العراقي في محنته وأهمية تجنيبه ما يؤدي إلى تجزئة العراق، مؤكدا أهمية وحدة أراضيه وضرورة الحفاظ على سيادته واستقلاله وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، مشددا على ضرورة أن يكون للأمم المتحدة دور محوري في إدارة الأمور في العراق وتهدئة الموقف والعمل على كل ما من شأنه ضمان الأمن والاستقرار فيه.

وفي القاهرة دعت جماعة الاخوان المسلمين المصرية العراقيين الى دعم مقاومة القوات الاميركية حتى يهزم الاحتلال.

وقالت الجماعة في بيان «اننا نحيي كل الزعماء العراقيين الذين رفضوا الاحتلال ونناشد الشعب العراقي كله بكل طوائفه ومذاهبه أن يكون جبهة واحدة ضد الاحتلال وأن يحتضن المقاومة الباسلة وأن يقوي نسيج وحدته الوطنية حتى يدحر الاحتلال».

وقال البيان انه يتعين على حكومات الدول العربية والاسلامية وشعوبها امداد المقاومة العراقية «بكل ألوان الدعم والمساندة ماديا ومعنويا وسياسيا واقتصاديا واعلاميا... فهذا أقل واجبات الاسلام». وقالت الجماعة المحظورة في مصر لكن يجري التساهل معها داخل حدود معينة انها تذكر المقاومة العراقية «باحترام أحكام الاسلام في كل شأنهم وألا يسمحوا لاحد أن يشوه صورة المقاومة باعمال التمثيل بالجثث التي حرمها الاسلام».

وفي بيان مشترك حملت حركتا المقاومة الاسلامية حماس والجهاد الاسلامي في فلسطين القوات الاميركية المسؤولية عن تبعات ما وصفتاه «بالمجازر الاميركية» في العراق. وقالت حماس والجهاد في البيان «ندين كل اشكال العدوان والاعمال الارهابية والجرائم الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال الاميركي وحلفاؤها في العراق والذين يتحملون المسؤولية عن كل ما يترتب على هذه الجرائم من نتائج». ودعت الحركتان الشعب العراقي الى الوحدة والتضامن «واسقاط كل دسائس المحتل ومكائده». وقال البيان ان سقوط القتلى العراقيين يكشف عدم صحة ما تروج له الولايات المتحدة من تطبيق الديمقراطية ونشر الحريات. وتابع «هذه المجازر تفضح كل الشعارات التي حاول المحتل الاميركي تسويقها من حرية وديمقراطية وحقوق انسان، فها هو يغلق الصحف ويكمم الافواه ويعتقل العلماء».

وفي بيروت حث رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط اكراد العراق على «الالتحاق بكل الشعب العراقي في الانتفاضة ضد الاحتلال الاميركي». وانتقد رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني لادانته مقتل المقاولين الاميركيين في الفلوجة، واصفاً هؤلاء بانهم «مرتزقة». وقال بعد اجتماعه مع امين عام حزب الله الشيخ حسن نصر الله امس: «ان في العراق اليوم عشرات الآلاف من المرتزقة ينتهكون الحرمات ويعتقلون ويقتلون».

وفي مسقط، قال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية العمانية امس ان تفاقم الاحداث الدامية التي تشهدها الساحة العراقية منذ اليومين الماضيين احداث مؤسفة وتدعو الى مزيد من القلق نتيجة التصاعد في عدد القتلى والمصابين.

واضاف المصدر في تصريح امس «انه من المهم في هذه المرحلة التي تسبق انتقال السيادة الى العراق يجب ضبط النفس والتحلي بالمرونة والمسؤولية في سبيل تهيئة الظروف والمناخ المناسب لانتقال السلطة بما يخدم المصلحة العليا للشعب العراقي».

من جهة اخرى حذر دبلوماسي عربي بمسقط، طلب عدم ذكر اسمه، من تردي الاوضاع وحالة الفوضى، مناشدا العراقيين تغليب مصلحة الوطن على اية مصلحة اخرى وتكريس الوحدة الوطنية لبناء عراق جديد ديمقراطي حر.