عضو مناوب في مجلس الحكم: لا نرضى بانتهاك القانون لكننا لا نقبل بالتصعيد الأميركي المبالغ فيه إن في الفلوجة أم مع مقتدى الصدر

TT

نفى الناطق الرسمي باسم الحزب الاسلامي العراقي الدكتور حاجم الحسني ان يكون رئيس الحزب عضو مجلس الحكم في العراق الدكتور محسن عبد الحميد، قد هدد بالانسحاب او الاستقالة من المجلس، مشيرا الى ان حزبه ما يزال يتابع تطور الاحداث في الفلوجة ويجري الاتصالات مع قوات التحالف من جهة ومجلس الحكم من الجهة الثانية لوقف قصف المدينة وفك الحصار عنها.

وأضاف الحسني الذي ينوب عن عبد الحميد في اجتماعات مجلس الحكم انه اجتمع أمس مع اللجنة الامنية في المجلس وأول من أمس مع الحاكم المدني السفير بول بريمر للموافقة على ادخال المساعدات الدوائية والغذائية والانسانية الى الفلوجة «وقد دخلت عدة قوافل للمساعدات»، موضحا ان القوات الاميركية لم تسمح بدخول المسيرة الراجلة التي انطلقت من بغداد وحتى الفلوجة أمس لكنها سمحت بدخول المساعدات.

وألقى الحسني في حديث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف أمس ببعض المسؤولية عما يحدث في العراق على ما وصفة بـ«التدخل الايراني» مطالبا بأن تكون قوات التحالف اشد حزما مع موضوع السيطرة على الحدود.

ونفى وجود اية علاقة او تنسيق بين ما حدث في الفلوجة وما يحدث في المدن الشيعية من تحركات لانصار مقتدى الصدر، وقال «على العدالة والقانون ان يأخذا مسارهما الصحيح»، متسائلا عن سبب اثارة قوات التحالف القضية الجنائية ضد مقتدى الصدر الان والمطالبة باعتقاله.

* تناقلت الاخبار موضوع تهديد محسن عبد الحميد بالاستقالة او الانسحاب من مجلس الحكم، ما مدى صحة هذه الاخبار؟

ـ ليس هكذا وانما قال سنراقب الى اين ستصل الاوضاع ومن ثم سيكون لكل موقف حديث.

* هل يعني هذا انه لم يهدد بالاستقالة؟

ـ لا..لا، انه لم يهدد.

* ما هو موقف الحزب الاسلامي مما يجري الان في الفلوجة والمدن الشيعية؟

ـ منذ عدة ايام ونحن نتحدث وكنا من اول الذين اعترضوا على هذه الطريقة في التعامل مع مسألتي النجف والفلوجة، قلنا دائما انه بالامكان ان نجد حلا سياسيا لهذه المشاكل بدلا من استخدام القوة العسكرية. نعم نحن مع القانون ومع النظام والديمقراطية ولكننا لسنا مع محاصرة مدينة وضربها بهذه الطريقة وحتى اذا قالوا ان الضربات دقيقة وهذا يكذبه ما نشاهده على شاشات التلفزيون وما نسمعه من الفلوجة ونحن لنا وضعنا الجيد هناك ومن الاحزاب القوية الموجودة هناك ولنا قواعد كبيرة في الفلوجة ولنا اتصالات يومية معهم والاخبار التي تصلنا ان الوضع سيئ للغاية وان القصف ينال المدنيين من اطفال ونساء وشيوخ وهذه قضية مرفوضة بالنسبة لنا.

* هل تحدثتم مع قوات التحالف حول هذا الموضوع؟

ـ نحن في حوار مستمر منذ أول من أمس وأمس مع قوات الاحتلال وقلنا لهم انه يجب ان يوضع حد لهذه التصرفات ووقف قصف المدنيين ولا بد من ان يدخل فريق مفاوض الى المدينة ويحدث الناس ويسمع منهم لنصل الى معالجة سياسية لهذه المشاكل. انهم يدفعون بالعراق الى الهاوية بهذه الطريقة لان هناك مناطق كثيرة في العراق بدأت تتحرك وهناك دعوات الى الجهاد وعلينا ان نكون حريصين وان لا تفلت الامور ونحن مقدمين على تسلم السيادة والسلطة من قوات الاحتلال، لهذا تحتاج سلطة التحالف الى ان تنظر للامور بحكمة وترو وان يتشاوروا مع مجلس الحكم ويصلوا الى نتيجة. قوات التحالف تتخذ القرارات لوحدها وليس بالتشاور مع مجلس الحكم وهذا شيء خطير، هم يشرحون لنا ما يحدث ولكن عندما نبدي آراءنا فلا يأخذون بها في كثير من الاحيان.

* هل التقيتم الحاكم المدني السفير بول بريمر؟

ـ نعم فأنا عضو مناوب في مجلس الحكم عن الحزب الاسلامي العراقي، وكان لنا لقاء مع كل من بريمر والجنرال ريكاردو سانشيز وتكلمنا معهما، ومع سانشيز لوحده وطرحنا ان نكون طرفا لوضع حل سياسي لقضية الفلوجة وطلبنا منهم ان يفسحوا امامنا المجال لادخال المساعدات الطبية والغذائية وبقية المواد الاغاثية وقد تحقق جزء من ذلك ودخلت قوافل المساعدات ونحاول ادخال مجموعة من الاطباء الى المدينة.

* هل تعني بهذا القافلة التي رافقت امس المسيرة التي ذهبت الى الفلوجة؟

ـ دخلت قبل امس مساعدات اغاثية وكذلك قافلة امس وصلت وسمحوا لها بالدخول لكنهم منعوا المسيرة من دخول المدينة. حزبنا اقام غرفة عمليات تعمل على مدار 24 ساعة لمتابعة ما يحدث ومحاولة القيام بما نستطيع القيام به.

* ماذا قال لكم بريمر بالضبط؟

ـ تحدث عن سيادة القانون والنظام ونحن ليس عندنا مشكلة فيما يقوله ولكننا نختلف في طريقة معالجة الامور. ونحن نعتقد ان العلاج لا يتم هكذا وانما الكي آخر الدواء وليس اوله. وعلينا ان ننتبه الى ان هناك تدخلات قوى خارجية في العراق، ايران تلعب دورا كبيرا في توتير الاوضاع داخل العراق وهذه الاضطرابات غالبيتها بسبب التدخلات الخارجية في الوضع العراقي ويجب معالجة مشكلة الحدود بطريقة صحيحة وسليمة، وبدلا من معالجة هذه الامور يأتون ليقصفوا المدن ويقتلوا الاطفال والنساء.

* باعتقادك ما هي الاسباب التي دفعت بالقوات الاميركية لقصف الفلوجة بهذه الطريقة؟

ـ مثلما قلت لك اولاً مسألة التدخلات الخارجية والمسألة الاخرى هناك استحقاقات انتخابية في الولايات المتحدة. نعم ما حدث في الفلوجة بقتل الاميركيين الاربعة والتصرف مع جثثهم بطريقة شاذة لا يقبلها الدين ولا العقل ولا اية نظم لحقوق الانسان في العالم، نحن نتفق مع ذلك وان الفاعلين يجب ان ينالوا عقابهم على ذلك. ولكن هذه المسألة اخذت بعدا اعلاميا وسياسيا اكبر بكثير مما تستحقه بسبب الاستحقاقات الانتخابية الرئاسية هناك. نحن نعرف، وانا كنت استاذا للاقتصاد في جامعة كنيتيكيت الاميركية واعرف انه ليس مسموحا عرض لقطات مثل تلك التي تظهر الجثث محترقة ومشوهة في وسائل الاعلام ولكن قنوات التلفزيون الاميركية كلها عرضت هذه اللقطات واستخدمت كجزء من الحملات الانتخابية.

* وردت انباء عن قصف القوات الاميركية لمسجد كان فيه اكثر من 40 مصليا او مسلحا، هل تحققتم من ذلك؟

ـ نحن نعرف ان المسجد تم قصفه ولا تتوفر لدينا تأكيدات عما اذا كان فيه مصلون ام مقاتلون ولكن عندنا اخبار عن عائلة من 22 شخصاً ابيدت بالكامل. هم في اجتماعاتهم ولقاءاتهم معنا او مع غيرنا يقولون انهم يحترمون المساجد واماكن العبادة كافة وانهم يتوخون الحذر.

* هل حدث اي اتفاق بينكم وبين مقتدى الصدر؟ ـ لا يوجد مثل هذا الامر ولكن هناك اطرافاً متزمتة تحاول ان تثير المتطرفين بين الشيعة والسنة ليعملوا ضد قوات الاحتلال لتعم الفوضى في هذا البلد ويتم تأخير تسليم السلطة للعراقيين ويبقى العراق ساحة فوضى وعدم استقرار ولا يستفيد في ذلك الا القوى الخارجية.

* من هذه الاطراف التي تعنيها؟

ـ هناك اطراف تريد ان تجعل من العراق ساحة حرب لتصفية حسابات معينة.

* وماذا عن مقتدى الصدر؟

ـ أعود واقول نحن مع تطبيق القانون لكنني اتساءل لماذا اثار الاميركيون هذه القضية الان.