بعد حظر المشروبات الغازية .. وزارة التربية والتعليم السعودية تمنع بيع وترويج الكاكاو والشيكولاته في المقاصف المدرسية

TT

حظرت وزارة التربية والتعليم في السعودية بيع وترويج «الكاكاو» و«الشيكولاته» في المقاصف المدرسية، بعد منعهما في وقت سابق تداول المشروبات الغازية داخل المدرسة واستبدالها بالحليب ومشتقات الألبان، وينتظر ان تتجه نية الوزارة الآن نحو فرض حظر على المقرمشات وشرائح البطاطس المعروفة باسم «الشيبس» بعد أن تحصل على رأي دقيق حول صحة وجود أضرار صحية على متناوليها من مراكز أبحاث متخصصة.

ويأتي هذا التحرك من قبل الوزارة بعد تقدم عدد من أولياء الأمور بطلب منع بيع «الشيبس» في المقاصف المدرسية لتسببها في أضرار صحية على متناوليها، معتمدين على رأي خبير تغذية سعودي أكد وجود علاقة بين الإصابة بالسرطان وتناول تلك المقرمشات، وخاصة في من هم في عمر النمو، لما تحتويه تلك المنتجات من نسب عالية من «الاكريلاميد» الناتج عن استخدام زيوت القلي لعدة مرات، وإضافة النكهات الصناعية الملونة غير الطبيعية والمواد الحافظة إليها.

وذكر الدكتور عبد الله القحطاني اخصائي تغذية، ان المطالبة بمنع بيع هذه المنتجات في المدارس يأتي بهدف حماية الطلاب من خطر تأثيرها على صحة الطالب، علاوة على أنها لا تعطيه كفايته من الغذاء اللازم. وأوضح القحطاني أن وزارة التربية سبق ان اتخذت قرارات ايجابية وجريئة لمصلحة الطالب وصحته من خلال منع بيع المشروبات الغازية في المدارس والتأكيد على بيع الحليب ومشتقاته، وهو ما ساهم في بناء عادات غذائية ايجابية للطالب خاصة في المراحل الصغرى من العمر.

وبين القحطاني أن شركات المشروبات الغازية لم تقف عند حدود منعها من دخول المدارس، بل وصلت للطالب عبر وسائل وطرق متعددة، عبر بيع منتجاتهم أمام المدارس، ودخولها أخيرا من خلال انتاجها مقرمشات البطاطس، التي أكدت دراسات علمية عديدة احتوائها على مادة «الاكريلاميد» المسببة للسرطان، مفيدا، أنه ما يقال انها تحتوي على بطاطس طازجة هو ترويج اعلامي وتسويقي.

وبين أخصائي التغذية أنه لا صحة لما يذكر من أن الحليب طويل الأجل غير صحي، مشيرا إلى أن الحليب يظل دائما الأكثر فائدة لصحة الطالب في مراحل نموه وحتى في الكبر.

وتعليقا على ذلك رفض عبد الله النافع مدير عام الشركة السعودية للمأكولات الخفيفة، مقولة إن المداومة على أكل المقرمشات وشرائح البطاطس قد تعرض الطفل لخطر الإصابة بالسرطان، مفيدا أن منتجاتهم تعتبر ضمن السلسلة التي يستهلكها البعض وهي تحتوي على عناصر غذائية ضرورية، وهي مزودة للطاقة للاطفال والكبار.

وشدد النافع على ان الشركة السعودية للمأكولات الخفيفة تنتج البطاطس عبر مصنعيها في الرياض وجدة من بطاطس طبيعية تحصل عليها الشركة من حائل والجوف ووادي الدواسر، وتستخدم زيوت نباتية في قليها، مبينا أن «الأكريلاميد» موجود في الخبز واللحم المقلي والبسكوت والقهوة وغيرها، وهو ليس بالجديد في التكوينات الغذائية. وأضاف، أنه ليست ثمة دراسة تثبت وجود علاقة بين هذه المادة والسرطان، مشيرا الى انه لا يوجد طعام جيد أو غير جيد، وانما يوجد نظام الغذائي جيد أو غير جيد.

من جهة اخرى، أوضحت مصادر في وزارة التربية والتعليم، أن الوزارة ستدرس هذا الامر بشكل جدي، وأنها ستعتمد على رأي مراكز الأبحاث في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وجامعة الملك سعود وخبراء التغذية. وأشارت المصادر الى أن منع الوزارة للمشروبات الغازية جاء بعد ثبوت ضررها على صحة الطالب والطالبة، كما انها منعت بيع منتجات «الكاكاو» و«الشيكولاته» كون ما يوجد في السوق من منتجات تحوي هذه المادة لا تحتوي على «الكاكاو» أو «الشيكولاته» كاملة العناصر، بل مواد تضاف على المنتج الأساسي ولا تقدم الفائدة الغذائية الكاملة للطالب. يذكر أن عدد طلاب التعليم العام في السعودية يقترب من 4.5 مليون طالب وطالبة، في حين يصل حجم السوق المحلي للمقرمشات والبطاطس إلى نحو 700 مليون ريال (187 مليون دولار) تخصص نحو 300 مليون ريال (80 مليون دولار) منها للمنتجات الموجهة للأطفال وغير البالغين، كما تسيطر الشركات الأجنبية على نحو 80 في المائة من انتاج السوق، وتمتلك شركات ليز وتسالي السعودية التي تعمل تحت مظلة شركة بيبسي كولا و«بروكتر اند جامبل» مصانع لها داخل السعودية، وتقدر حصتها بالاكبر في الإنتاج الداخلي، وتتقاسم شركات اخرى أصغر الحصة الباقية.