الملتقى الإسلامي الأول في دمشق ينهي أعماله ويدعو إلى تحصين الأمة من المؤثرات الفكرية وتأكيد مبدأ الوسطية

TT

اختتم الملتقى الاسلامي الاول الذي نظمته رابطة العالم الاسلامي في دمشق أعماله التي استمرت يومين بمشاركة عدد كبير من علماء ومفكري العالم الإسلامي، ودعا المشاركون في الملتقى الذي كان بعنوان «الاجتهاد بين التجديد والتفريط»، علماء الامة الى رص الصفوف ووحدة الكلمة ونبذ التفرق والاختلاف، والى التعاون بين اصحاب القرار والعلماء والمفكرين والمثقفين بما يخدم الأمة، وان المحافظة على بناء الامة وتكوينها الحضاري يمر عبر طريق الاعتصام بحبل الله عز وجل. وأوصى المشاركون ببذل الجهود في تحصين الامة من المؤثرات الفكرية والتلوثات العقائدية والانحرافات الثقافية وتأكيد مبدإ الوسطية والاعتدال في التعليم الشرعي والالتزام بمنهج الاسلام السليم القائم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما سار عليه سلف الامة الصالح. وأكدوا اهمية تحلي طلبة العلوم الشرعية بالاخلاق الفاضلة وتزكية نفوسهم وتطهيرها وفق منهاج القرآن الكريم والسنة النبوية، مشيرين إلى ضرورة التسليم بالثوابت القطعية في نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية. ودعا المشاركون المسلمين حكاما وعلماء ومفكرين وجميع شرائح المجتمع للتركيز على عالمية الاسلام وحضارته وقيمه وصلاحيته لكل زمان ومكان وتقوية الروح المعنوية لدى الشعوب مبرزين اهمية العناية بحضارة الامة الاسلامية من خلال دراستها وتدريسها وتحقيق مقاصدها. وأشار المشاركون الى وجوب التأكيد على الالتزام بضوابط الاجتهاد المتفق عليها بين العلماء تجنبا لاي تفريط او انحراف في الاجتهادات المعاصرة ومطالبة مجمع الفقه برابطة العالم الاسلامي بتكوين لجنة لمتابعة ذلك وبيان الحق فيه، ودعا المشاركون وسائل الاعلام الى عرض ما يحافظ على أصالة الامة ووحدة كلمتها في مواجهة الاخطار المحدقة بها من خلال بناء العقل السليم والفكر المستنير والتربية الخلقية الواعية المستمدة من الكتاب والسنة، كما دعوا الى العناية بالدراسات الاسلامية في مختلف المراحل التعليمية ودعم المعاهد والمؤسسات المعنية بذلك في مختلف بلدان العالم الاسلامي. وعن ما يجري في العالم العربي والإسلامي من أحداث دامية أعرب المشاركون عن استنكارهم لهذه الأحداث خاصة في فلسطين والعراق مؤكدين ضرورة مساندة الشعبين الفلسطيني والعراقي في حقهما في الامن والسلام والاستقرار وتقرير المصير وتحرير الارض ليتجه ابناء الشعبين العربيين المسلمين الى البناء والنهوض ببلديهما والتعاون مع الامة العربية والاسلامية.

وكان المشاركون قد تناولوا في الجلسة الأولى من الملتقى موضوع الاجتهاد المفتوح وشروطه وضوابطه واكدوا في هذا الصدد ان باب الاجتهاد مفتوح وان الاجتهاد هو السبيل الأوحد الذي يسلكه الباحثون من أجل الوصول الى الحلول الناجحة لأزمات الامة الفكرية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها وان العلماء القادرين هم الذين يعنون بالاجتهاد حيث انهم هم المطالبون بإعادة وسائل فهم النصوص من الكتاب والسنة على ضوء ما يطرأ على الحياة من تطور وتقدم دون المساس بالثوابت الدينية.

وتطرق المشاركون الى مشكلات الاقليات الاسلامية في الدول غير الاسلامية وحاجة الاقليات الى الاجتهاد المتجدد لمعالجة قضاياها المتجددة في جميع الميادين الدينية والاجتماعية والتربوية والاقتصادية والسياسية وتحقيق المقاصد الشرعية باجتهاد يتوافق مع ظروفهم دون المساس بالثوابت الاسلامية التي تنطلق من العقيدة واساسيات الدين حيث ان هذه الثوابت ثابتة وواحدة لجميع المسلمين في العالم مهما اختلفت الظروف او الزمان او المكان.

وحثوا العلماء على فهم حقيقة ما تعاني منه الامة من مشكلات وجروح ونكبات وان يصرفوا جهودهم الى توحيد الصف والاهتمام بالعمل الاسلامي وايضاح حقيقة الاختلاف في الفروع وتصحيح مفاهيم الناس حوله وإزالة تلك الاختلافات ودراسة المشكلات والاوضاع الحديثة دراسة اجتهادية بجد وإخلاص.