شارون يهدد أعضاء الليكود بالاستقالة إذا لم يعطوا الأكثرية لخطته الانفصال عن الفلسطينيين

الاستطلاعات ما زالت في صالحه (53%) لكن تفاصيل الخطة تساعد معارضيه

TT

لجأ المقربون من رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، الى سلاح التهديد باستقالته من رئاسة الليكود والحكومة اذا لم يمنحه اعضاء حزبه اكثرية في الاستفتاء على خطة الانفصال الاحادي الجانب عن الفلسطينيين.

وكان اول من استل هذا السلاح ابنه عومري، فقال خلال لقاء مع ابرز قادة الليكود المؤيدين لخطة والده: اعلموا ان اريك (اي شارون الأب) لن يبقى يوما واحدا في قيادة الهرم السياسي في اسرائيل في حالة فشله في الاستفتاء.

واضاف شارون الابن «ان الخطر في استقالة شارون هو ليس خطرا شخصيا له. انما يهدد حكم الليكود بأسره. فالجمهور الواسع يؤيد خطة الفصل ويريدها. واذا قرر اعضاء الليكود اسقاط هذه الخطة، فإن الجمهور الواسع لن يسقطها. بل سيضغط لاجراء انتخابات جديدة، وسينتخب من يؤيدها. وكما نعرف جميعا فإن حزب العمل جاهز لأن يجعل خطة الفصل علما لسياسته. وهو يريد خطة فصل اسوأ، لأنه يبني سياسته على التنسيق والتعاون مع الفلسطينيين».

وكانت استطلاعات الرأي التي نشرت في اسرائيل امس اشارت الى ان نسبة المؤيدين للخطة بين اعضاء الليكود وصلت الى 53% (كانت 58% اول من امس، مباشرة بعد لقاء القمة الاميركي ـ الاسرائيلي في البيت الأبيض)، وعندما اجري الاستطلاع على عينة من الجمهور الواسع في اسرائيل ارتفعت النسبة الى 64%. مما يؤكد ان الجمهور يؤيد هذه الخطة بغالبيته الساحقة.

ويصب المعسكران المتنافسان في الليكود جلّ جهودهما، في الاسبوعين المتبقيين الى موعد الاستفتاء في 2 مايو (أيار) المقبل لتعزيز قوتهما، وكسب المؤيدين لموقف كل منهما. فشارون من جهته يريد ان يحافظ على الأقل على نسبة التأييد الحالية في الليكود. ولا يتورع في ذلك عن استخدام أية وسيلة لتحقيق ذلك. وما زال يضايقه موقف وزير المالية بنيامين نتنياهو، ويطالبه بحسم موقفه في احد الاتجاهين. علما بأن نتنياهو قال قبل سفر شارون الى الولايات المتحدة انه لا يؤيد الخطة بصيغتها الحالية. وعندما ظهر شارون سوية مع الرئيس الأميركي جورج بوش، في البيت الأبيض وراح بوش يسرد ضماناته لاسرائيل، صرح نتنياهو بأنه وجد ضالته لتأييد الخطة في موضوعين هما: اعلان بوش دعمه لاسرائيل في الامتناع عن الانسحاب الى حدود 1967 وفي عودة اللاجئين فقط الى الدولة الفلسطينية. لكنه لم يرتح إلى الصياغة الواردة حول الجدار العازل. وينتظر ان يعود شارون لكي يتفاهم معه حول هذه النقطة.

بيد ان المقربين من نتنياهو راحوا يبثون الشائعات بأنه مازال يعارض وبشدة خطة شارون. وسيكون من الصعب عليه تسويقها الى الجمهور. ورد مؤيدو شارون بغضب قائلين ان نتنياهو بهذا الموقف، يحاول ابتزاز شارون. وانه ـ اي شارون ـ لن يتنازل له عن شيء «فإما ان يدعم الخطة بصدق، او ان يعارضها ويتحمل تبعات موقفه».

لكن المراقبين يؤكدون ان وقوف نتنياهو ضد الخطة سيغير صورة الوضع ومن شأنه ان يفشلها. هذا فضلا عن انه سيدخل نتنياهو في مشكلة جدية مع الاميركيين. فمن يقف في اسرائيل ضد الادارة الاميركية، لن يستطيع الوصول الى رئاسة الحكومة. ولهذا يتوقعون ان يغير نتنياهو موقفه ويقف في نهاية المطاف الى جانب شارون.

والأمر نفسه ينطبق على وزير الخارجية سلفان شالوم، الذي يأتي بالدرجة الثانية بعد نتنياهو من حيث الشعبية داخل الليكود. فهو ايضا لا يؤيد الخطة. وانتقدها اكثر من نتنياهو، لكنه يعيد حساباته اليوم. ويرى ان الاستمرار في هذا الموقف سيؤدي الى خسارته موقعه في الحكومة لصالح شيمعون بيريس، زعيم حزب العمل. وبات أمام مشكلة جدية. فاذا تراجع وأيد الخطة، سيقال انه بلا موقف مبدئي. واذا تمسك بموقفه قد يخسر وزارته.

وكان شارون ارسل تفاصيل خطته بالفاكس، الى وزرائه قبل ان يعود من الولايات المتحدة، وهذا بحد ذاته أثار ضده انتقادات واسعة.

وعند قراءة تفاصيل الخطة تفاءل معارضوها من جديد بامكانية ارتفاع نسبة المعارضين لها.