رئيس الوزراء الاسرائيلي يطلع وزراءه على خطته بالفاكس ومعارضوه يدققون في تفاصيلها لاستخدامها ضده

TT

اطلع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وزراءه على خطته للانفصال الاحادي الجانب، عن طريق الفاكس. وبعث بها اليهم قبل ان يعود من الولايات المتحدة. وهذا بحد ذاته اثار ضده انتقادات واسعة.

وعند قراءة تفاصيل الخطة تفاءل معارضوها من جديد بامكانية ارتفاع نسبة المعارضين لها، وذلك لأنهم وجدوا فيها مقاطع لم تكن معروفة جيدا حتى الآن وهي لصالح الفلسطينيين وضد مصلحة اسرائيل، حسب وجهة نظرهم، ومن هذه البنود التي ظهرت في رسالة ملحقة بالرسالة الاساسية التي قدمها شارون للرئيس الأميكي جورج بوش وموقعة من مدير مكتبه دوف فايسغلاس، نقتطف ما يلي:

* الادارة الاميركية ستراقب بشكل حثيث عملية توسيع المستوطنات. ويشكل لهذا الغرض طاقم اميركي ـ اسرائيلي مشترك برئاسة السفير الاميركي في تل ابيب، دانييل كرتزر.

* اسرئيل تقدم للويات المتحدة لائحة تضم اسماء ومواقع البؤر الاستيطانية العشوائية التي التزمت باخلائها وبهدمها. وترفق ذلك بجدول زمني لتنفيذ تفكيكها.

* وزير الدفاع الاسرائيلي يسلم الولايات المتحدة لائحة وخرائط تبين توزيع الحواجز العسكرية الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية المحتلة ويوضح ايا منها ستتم ازالته مع جدول زمني واضح بذلك، مع ضمان ان تخلو منطقة الشمال (ما بين نابلس وطولكرم وجنين) تماما من هذه الحواجز.

*اسرائيل تعلن التزامها التام امام الولايات المتحدة بـ«خريطة الطريق» وبالتسوية النهائية على اساس دولتين للشعبين.

* الانسحاب من قطاع غزة يكون كاملا، باستثناء خط فيلادلفيا (خط الحدود المصرية ـ الفلسطينية من جهة رفح)، الذي ستوجد فيه قوات من جيش الاحتلال بشكل مؤقت «الى حين تولي مصر مسؤولية الامن على حدودها».

اما بقية المناطق فيكون الانسحاب منها كاملا لقوات الجيش فتهدم المعسكرات والقواعد بغالبيتها الساحقة.

* جميع المستوطنات اليهودية من قطاع غزة تخلى من سكانها، ولكنها لا تهدم. بل تسلم كاملة الى جهة دولية تتصرف بها كما تشاء، بما في ذلك تسليمها للفسلطينيين. وتدفع لإسرائيل ثمن ذلك، لكن اسرائيل لا تقبض الثمن، بل تضعه في صندوق لتعويض اللاجئين الفلسطينيين.

* اسرائيل تنسحب من اربع مستعمرات في الضفة الغربية على طريق جنين ـ نابلس وهي: كريم، غنيم، شانور، حومش. كما تزيل قاعدة التدريب العسكرية لسلاح المظليين (والتي كانت بمثابة معسكر للجيش الأردني قرب جنين ثم استولى عليه جيش اسرائيل بعد احتلاله عام 1967) وتخلى هذه المنطقة من أي أثر اسرائيلي.

* اسرائيل تعود الى تحرير الاموال الفلسطينية التي تحتجزها، من الجمارك التي تجبيها في الموانئ الاسرائيلية عن استيراد البضائع للتجار الفلسطينيين.

ويعتبر معارضو خطة شارون في الليكود وفي معسكر اليمين المتطرف، هذه البنود، بمثابة ضربة قاتلة للخطة. وعندما يطلع عليها اعضاء الليكود سينتقل منهم الوف الى معسكر المعارضة.

تجدر الاشارة الى ان احد ابرز شخصيات اليمين الاسرائيلي، بيني بيغن ( نجل رئيس الحكومة اليمينية الاولى في اسرائيل، مناحم بيغن، في السنوات 77 ـ 1983)، انضم الى معارضي خطة شارون.

فبعد خمس سنوات من العزلة السياسية التي فرضها على نفسه، قرر العودة الى النشاط السياسي ضد هذه الخطة، لأنها ـ كما قال ـ تطير النوم من عينيه.