خطيب المسجد الحرام: الاعتداء على رجال الأمن فعل إجرامي آثم وإشاعة للفوضى

TT

شن الشيخ الدكتور صالح بن حميد رئيس مجلس الشورى السعودي أمس هجوما لاذعا على الارهابيين الذين يستهدفون رجال الأمن في السعودية بالقتل. وأكد الشيخ بن حميد في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام في مكة المكرمة حيث أمّ الجموع: «ان بلاد الحرمين الشريفين، المملكة العربية السعودية، مكان الاسلام ومنبع الدعوة الى الله وأمان الخائفين وعون المستضعفين ويد حانية تداوي جراح المسلمين تنطلق منها أعمال الاحسان وانواع البر، وهي مصدر للخير بانواعه». وقال الشيخ بن حميد إن السعودية «لمّا تبين صحة تدينها وصدق أفعالها وثمار أعمالها وقوة رجالها وصلابة مواقف ولاة الأمر فيها، وجه اليها الاعداء التهم يريدون تقويض قيامها والعبث بأمنها ونهب خيراتها فكالوا لها التهم جزافا يريدون منها ان تغير أو تبدل ولكن هيهات هيهات». واضاف «ان ما حدث هذه الأيام من اعتداءات على إخواننا رجال الأمن اعتداء آثم وفعل طائش وإجرام صارخ وترويع وإشاعة للفوضى يصب في هذه المسلك الظالم»، موضحا ان دافعه استبطان أفكار مضللة وآراء شاذة ومبادئ منحرفة في خطوات زائلة ومفاهيم مغلوطة وقد جمعوا هؤلاء بين قتل النفوس المحرمة وقتل انفسهم.

وذكر الشيخ بن حميد ان هناك ثمة سببا في الانحراف الكبير وهو «الوقوع في دائرة الغلو»، «وان الغلو في دين الله سبب الهلاك وظلم للنفس وصد عن سبيل الله»، وقال «ان مصير الغلاة هو الهلاك»، مشيرا الى ان مسالك الغلاة لا تهزم القيم الكبيرة ولا تقوض المنجزات السامقة، لا تحرر شعبا ولا تفرض مذهبا ولا تنصر حزبا. وقال «ان هذه البلاد لن تهتز بإذن الله من أي نوع من انواع التهديد او الابتزاز الذي يحاول النيل من ثوابتنا الاسلامية وسياستها وسيادتها، وان الأمة والدولة واثقة من خطوها ثابتة على نهجها في شجاعة وصبر وحلم وتوازن». وأوضح خطيب المسجد الحرام ان كيان هذه الدولة قام واستقام على قواعد ثابتة وأصول راسخة من الدين والخبرة والعلم والعمل وجهود جبارة للتأسيس والبناء «لا يمكن هزها فضلا عن تقويضها بمثل هذه التصرفات غير المسؤولة». وشدد القول على «ان هذه الاعتداءات الآثمة والأفعال الطائشة والتصرفات الاجرامية لن تثني إخواننا رجال الأمن عن مواصلة استبسالهم في أداء واجبهم ومواقفهم البطولية».

ولفت الشيخ بن حميد النظر الى ان مسؤولية مواجهة هؤلاء الضالين ليست على رجال الأمن وحدهم، بل مسؤولية الجميع كلٌ حسب موقعه، وقال «ان الاحساس بالخطر على الدين والأهل والديار والفرقة والفوضى هو الامر الذي يجب ان ينتشله الجميع ليكونوا اكثر يقظة وحذرا ونباهة ولتكون التصرفات اكثر وعيا وحكمة لما يحاك ضد هذه الامة ودينها واهلها وعملها وولاة الامر فيها».