مشاورات فرنسية مع قادة عرب حول العراق والسلام

TT

يستقبل الرئيس الفرنسي جاك شيراك اليوم السبت رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري في إطار سلسلة مكثفة من النشاطات الدبلوماسية الفرنسية عالية المستوى التي تتركز على مسألتي العراق والشرق الأوسط ومشاريع الإصلاح الخاصة بالمنطقة.

يأتي اجتماع اليوم في إطار سلسلة المشاورات الموسعة القائمة بين فرنسا ومجموعة من القادة العرب التي كان من ضمنها القمة الفرنسية ـ اليمنية الأربعاء الماضي في باريس ثم زيارة الرئيس الفرنسي جاك شيراك السريعة الى الجزائر واجتماعه بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي أعيد انتخابه مؤخرا.

وفي السياق عينه، يلتقي شيراك الاثنين القادم في قصر الاليزيه الرئيس المصري حسني مبارك الذي يزور باريس المرة الثانية في أقل من شهرين. وفي الأسبوع عينه، يقوم رئيس الوزراء الليبي شكري غانم بزيارة الى باريس، هي الأولى من نوعها لمسؤول ليبي على هذا المستوى.

ويستقبل شيراك رئيس الوزراء الليبي يوم الأربعاء، كما سيجتمع غانم مع نظيره الفرنسي جان بيار رافاران ووزيري الخارجية والتجارة الخارجية وأرباب العمل وآخرين. في السياق عينه، يزور وزير خارجية ليبيا عبد الرحمن شلقم باريس في اليوم نفسه حيث يلتقي نظيره ميشال بارنيه الذي يقوم بمشاورات مكثفة مع نظيره الألماني يوشكا فيشر والإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس.

وقالت الخارجية الفرنسية أمس إن زيارة مبارك الى باريس «تأتي في مرحلة صعبة» تجتازها منطقة الشرق الأوسط في العراق أوفي ما يخص تطورات النزاع الفلسطيني.

ووصفت مصر بأنها «طرف رئيسي في المنطقة: والرئيس مبارك بأنه ملتزم البحث عن حلول» لتوفير الاستقرار والتقدم على درب الإصلاحات فيها.

وتأتي كل هذه القاءات بعد أن أعربت فرنسا عن مواقف قوية إزاء التغير في السياسة الأميركية حول المسألة الفلسطينية كما عكسته تصريحات الرئيس الاميركي جورج بوش الأخيرة. وكان شيراك قد رفض من الجزائر مبدأ انفراد طرف واحد أو أكثر في إشارة الى الولايات المتحدة واسرائيل بتقرير مصير الحدود وحق اللاجئين في العودة ومصير المستعمرات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية. كذلك فإن شيراك طالب من الجزائر بأن يكون موعد الثلاثين من يونيو (حزيران) بمثابة «قطيعة حقيقية» مع الاحتلال، كما دعا شيراك الى مؤتمر وطني عراقي يعقد تحت رعاية الأمم المتحدة ويجمع كل التيارات العراقية ويكون شبيها بمؤتمر برلين حول أفغانستان. ورفض الرئيس الفرنسي ارسال قوات فرنسية الى العراق في الإطار الحالي أي في ظل= استمرار الهيمنة الأميركية على العراق.