لبنان: صفير وقباني وفضل الله و«حزب الله» مستاؤون من إسقاط بوش حق الفلسطينيين بالعودة لديارهم

TT

ابدى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني والبطريرك الماروني في لبنان نصر الله بطرس صفير والمرجع الشيعي اللبناني الشيخ محمد حسين فضل الله استياءهم من موقف الرئيس الاميركي جورج بوش الرافض لحق الفلسطينيين في العودة الى ديارهم والمؤيد لخطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بالفصل العنصري.

البطريرك صفير استقبل في مقر البطريركية المارونية في بكركي (شمال شرقي بيروت) وفداً من منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة امين سر اللجان الشعبية العقيد حسن شاكر ياسين الذي قال ان الوفد حمل رسالة من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى البطريرك الماروني «ونقلنا له تحيات اخواننا في القيادة». واضاف «ان الزيارة للمعايدة، ولكننا لمسنا لدى غبطته استياءه من خطاب بوش لجهة حق عودة الفلسطينيين الى ديارهم، وأكد لنا البطريرك رفض التوطين في لبنان وحق العودة للشعب الفلسطيني».

اما المفتي قباني فقال في تصريح له امس «ان الحكم الشرعي في الاسلام يؤكد ان الجهاد في سبيل تحرير فلسطين واجب شرعي على كل مسلم وكل عربي لنصرة الشعب الفلسطيني واقامة دولته المستقلة خصوصاً بعد دعوة الرئيس الاميركي الفلسطينيين الى التخلي عن حق العودة». وتساءل المفتي قباني «هل يقبل الرئيس بوش لجزء من شعبه هذا الظلم؟ وكيف يدعو الفلسطينيين المشردين الى التخلي عن حق عودتهم الى وطنهم وهو يزعم انه راع لحقوق الانسان».

اما الشيخ فضل الله فتساءل «من الذي اعطى بوش الحق في ان يقدّم الارض الفلسطينية والشعب الفلسطيني لليهود الذين جاءوا من اقاصي الارض الى فلسطين وشرّدوا اهلها؟. هل يملك ان يصادر ارضاً لشعب ليقدّمها لشعب آخر؟ ثم اين هي الشجاعة التاريخية التي تحدث عنها في انسحاب اسرائيل من غزة المحتلة، وهل ان خروج المحتل من الارض المحتلة يمثل شجاعة وكرماً؟ وما معنى الحديث عن الحرية وحقوق الانسان في خطاب هذا الرئيس الاميركي «الشاروني»؟ ورفض «حزب الله» تصريحات الرئيس بوش حول القضية الفلسطينية واعتبرها «تطوراً خطيرا» وجاء في بيان اصدره الحزب امس ان هذه التصريحات «تعبر في الشكل عن مواصلة هذه الادارة انحيازها الواضح بما لم تسبقها اليه اية ادارة اميركية الى جانب الاحتلال والاستيطان والعدوان.

وتعبر في المضمون عن موقف سياسي وعملي شديد الخطورة في قضايا الحدود واللاجئين وحق العودة والمستوطنات والجدار، واننا اذ نرفض هذه التصريحات بشدة نعتبرها عدواناً جديداً على الشعب الفلسطيني وعلى العرب والمسلمين قاطبة.

وبدورها شجبت «حركة التجدد الديمقراطي» التي يرأسها النائب اللبناني نسيب لحود وعود بوش لاسرائيل.، وندعو الى التعامل على هذا الاساس، لمن المؤسف والمهين ان تطلق هذه المواقف فيما يؤم واشنطن عدد من الزعماء العرب، ويستعد آخرون لشد الرحال اليها، وهم كانوا منذ زمن قريب قد بشروا مع الرئيس الاميركي نفسه بمستقبل واعد ومشرق مع «خريطة الطريق» التي كان الاميركيون والاسرائيليون اول من تنكّر لها وتخلى عنها تاركين لآلة القتل الصهيونية رسم خارطة المنطقة بالدم والبارود».