إمام مسجد في بريطانيا يرفض الخضوع للأصوليين ويبحث فرض حظر على عناصر حركة «المهاجرين»

TT

يجد الحاج محمد سليمان المسؤول عن المسجد المركزي في لوتن، شمال لندن، نفسه في خضم التوتر الذي تشهده الجالية المسلمة في المدينة بين غالبية تعيش اسلاما هادئا واقلية متطرفة عازمة على فرض قوانينها.

وقال سليمان وهو في الخامسة والسبعين لكنه يبدو اقل منها بعشر سنوات وصاحب لحية مشذبة بعناية ويرتدي الزي التقليدي لسكان كشمير «منذ 11 سبتمبر (ايلول) 2001، يواجه جميع المسلمين مشاكل». واضاف «غادر عدد من شبان لوتن الى افغانستان حيث قتل اثنان منهم، واليوم تأتي حركة «المهاجرين» لتسبب مشاكل رغم ان انصارها قلة». وحركة «المهاجرين» فئة متطرفة يقودها الاسلامي السوري عمر بكري. ويبحث اليوم سليمان ابعاد الجالية المسلمة عن بلبلة الاصوليين فبعد تفكير معمق مع مسؤولي المساجد الاخرى في لوتن، يتوقع الحاج سليمان منع عناصر حركة «المهاجرين» نهائيا من الدخول الى اماكن الصلاة في المدينة لان ما «يفعلونه ليس جيدا بالنسبة للمسلمين».

ومن جهته قال عمر بكري زعيم حركة «المهاجرين» في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» انني اقول لهم اتقوا الله في المسلمين والمجاهدين... وأقول لمن يمنعنا من الصلاة في المساجد: «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا». واشار الاصولي السوري الى ان ظاهرة منع من أعلن مناصرته لاسامة بن لادن من دخول المساجد حتى للصلاة أصبحت منتشرة في بريطانيا وكل يتسابق على الاتصال بالشرطة اما لكسب المكافأة أو لتحسين صورته من شدة خوفهم من قانون مكافحة الارهاب. وقال: «ان أكذوبة أن شباب الحركة يتعرضون لهم لم تعد تنطلي على أحد»، مضيفا: «ان اتحاد المساجد في تعاونه مع السلطات البريطانية وموالاتهم ضد المسلمين قد يحول تلك المساجد المتعاونة الى مساجد ضرار».

وولد سليمان في كشمير بينما كانت الهند ما تزال خاضعة للسيطرة البريطانية، وفور وصوله الى بريطانيا ابان الخمسينات ساهم في تأسيس الجالية المسلمة في لوتن، ويؤكد ان «المسلمين يعيشون بسلام في هذه المنطقة كما انهم يقيمون علاقات ممتازة مع الشرطة والمجلس البلدي».

وفي اواخر مارس (اذار)، قامت الشرطة بدهم عدة منازل في لوتن ضمن اطار حملة اوسع لملاحقة ارهابيين في لندن وضواحيها لكن جماعة «المهاجرين» واصلوا توزيع بيانات على ارصفة لوتن تدعم «القاعدة» وتدعو الى الجهاد باسم وحدة العالم الاسلامي.

وتابع سليمان، وهو من شيد اول مصلى للمسلمين في المدينة عام 1985، ان «عمر بكري وغيره مثل ابو حمزة جاؤوا الى هنا لالقاء الخطب واعطاء الدروس في مسجدنا». واضاف «طلبنا منهم ان يغادروا ومنعناهم من الخطابة في مسجدنا».

واثر ذلك، تعرض الحاج سليمان الى حملة ترهيب على حد قوله، وقال في هذا الصدد «الحق انصار حركة «المهاجرين» الاصولية اضرارا بسيارتي اكثر من مرة، انهم يريدون اخافتي لانني منعتهم من استخدام المسجد».

واضاف «يهاجمون المسلمين المثقفين كونهم يشكلون تهديدا لهم». واغلقت الشرطة البريطانية مسجد ابو حمزة المتطرف الذي سحبت لندن جنسيته العام الماضي، في فينسبري بارك في يناير (كانون الثاني) 2003.

ومن جهته، قال ياسين عبد الرحمن مسؤول مجلس مساجد لوتن: «ان «المهاجرين» هي مجموعة صغيرة لكن التطرف ينمو في اوساط الجالية المسلمة لاسباب اجتماعية».

واضاف «يشعر الشبان المسلمون بالتهميش في المجتمع» البريطاني وفي هذه الحال «يمكن تجنيد البعض منهم والتلاعب به».

ويواجه الشبان مصاعب اقتصادية واجتماعية، وتدفع الاوضاع الدولية في العراق وفلسطين وافغانستان او الشيشان بالبعض منهم الى الالتفات نحو التيارات الاكثر تطرفا.

واوضح من جهة اخرى، ان الموقف الذي تبنته فرنسا حيال الازمة العراقية «استقبل بترحاب كبير» من قبل الشبان المسلمين في بريطانيا.