قائد القوات الأميركية في القرن الأفريقي يزور شمال كينيا وسط أنباء عمليات سرية في الصومال

TT

قام قائد القوات الاميركية في منطقة القرن الافريقي (ومقرها جيبوتي) الجنرال مارتن روبنسون بزيارة الى شمال كينيا ذات الاغلبية المسلمة على الحدود مع الصومال، وقد كانت زيارة الجنرال روبنسون مفاجئة واحيطت بقدر كبير من السرية وكانت معلومة فقط للمسؤولين الحكوميين في المنطقة الشمالية من كينيا.

وهبطت الطائرة العسكرية التي كان يستقلها الجنرال روبنسون في مطار مدينة وجير بشمال كينيا ترافقه مجموعة من كبار الضباط في الجيش الكيني وعقد اجتماعا مغلقا مع المسؤولين الكينيين في المنطقة.

وقال الجنرال روبنسون في حديث مقتضب للصحافيين «ان القوات الاميركية تعتزم تنفيذ عدة مشاريع اغاثية وتنموية تفيد السكان المحليين في شمال كينيا مماثلة للمشاريع الانسانية التي تنفذها هذه القوات في جيبوتي (المقر الرئيسي للقوات الاميركية في منطقة القرن الافريقي) ومن بين هذه المشاريع بناء بعض المدارس في المنطقة واعادة تأهيل بعضها». واضاف الجنرال روبنسون «ان هذه الجهود تأتي في اطار تحسين سمعة الولايات المتحدة، خاصة في المناطق التي تقطنها المجتمعات الاسلامية».

ويقوم الجنرال روبنسون بزيارة ميدانية الى المدن والقرى الرعوية في المنطقة الشمالية من كينيا قبل ان يتوجه الى مدينة جاريسا على بعد امتار من الحدود الصومالية مع كينيا، ونفى الجنرال روبنسون ان تكون لنشاطات القوات الاميركية في المنطقة اية علاقة بأمور اخرى. وقال «ان مهمة هذه القوات هي تقديم العون للسكان المحليين وتنفيذ مشاريع اغاثية وتنموية في المنطقة».

وقد تردد في وسائل الاعلام الصومالية والكينية في الآونة الاخيرة ان القوات الاميركية تعتزم القيام بعمليات عكسرية خاطفة داخل الحدود الصومالية انطلاقا من الأراضي الكينية، خاصة ان معلومات استخباراتية افادت بان اثنين من اكثر المطلوبين للولايات المتحدة يختبآن في مناطق من جنوب الصومال.

والمتهمان الاثنان هما فضل عبد الله محمد، الذي قيل انه مواطن من جزر القمر ومتهم بأنه كان العقل المدبر للتفجيرات التي استهدفت السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام عام 1998. وقد وضعت الولايات المتحدة مكافأة 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى القبض عليه. والرجل الثاني هو صالح علي نبهان، من اصل يمني والمتهم بأنه كان وراء تفجيرات ممباسا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2002 التي استهدفت فندقا وطائرة اسرائيليتين.

وتعتبر زيارة الجنرال روبنسون الثانية من نوعها لكينيا خلال هذا العام، وقوبل وجود القوات الاميركية في شمال كينيا باحتجاج شعبي، وقام السكان المحليون بمظاهرات في وجه وحدة من قوات المارينز الاميركية التي كانت تجري مناورات عسكرية في المنطقة الى جانب توزيع بعض الأدوية على السكان. كما قام المتظاهرون برشق مقر الجنود الاميركيين بالحجارة، مطالبين بخروجهم من المنطقة، الامر الذي ادى الى تدخل الشرطة الكينية التي ابعدت المتظاهرين من المنطقة.