أمين عام الحزب الإسلامي العراقي الذي يدير مفاوضات الفلوجة: لا تقدم بسبب تمسك الطرفين بشروطهما

السامرائي ينفي وجود الزرقاوي ويلوم القوات الأميركية على إفراطها في القوة والمقاتلين على العمل من الأحياء السكنية

TT

اعلن الأمين العام للحزب الاسلامي العراقي أياد السامرائي ان المفاوضات التي يديرها الحزب بين وجهاء مدينة الفلوجة والقوات الاميركية لم تتوصل الى نتائج حاسمة حتى يوم امس. وفيما نفى وجود ابو مصعب الزرقاوي في الفلوجة رجح وجود بعض المقاتلين العرب فيها، لكنه قلل من اهمية دورهم، ووجه اللوم الى المقاتلين لاتخاذهم الاحياء السكنية قواعد لعملياتهم ضد القوات الاميركية.

وقال السامرائي في حديث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف ان كلا الطرفين يصر على شروطه ومطالبه ولا يريد التنازل عنها، مشيرا الى ان وجهاء الفلوجة يطالبون برحيل القوات الاميركية من المدينة وان تعود الحياة الى سابق عهدها، بينما تطالب القوات الاميركية بتسليم قتلة المدنيين الاربعة الذين تم التمثيل بجثثهم وبتجريد الاهالي من السلاح.

واوضح السامرائي ان الحزب الاسلامي وممثلي سكان الفلوجة طلبوا من القوات الاميركية ترك المدينة وتسليم المسؤولية الامنية لقوات عراقية، الا ان القوات الاميركية رفضت ذلك قبل القبض على قتلة المدنيين الاميركيين بالرغم «من اننا اقترحنا تأجيل هذا الموضوع حتى تهدأ الامور ويستتب الامن على ايدي قوات من الشرطة العراقية».

وقال السامرائي ان لحزبه «قواعد كبيرة ومهمة في مدينة الفلوجة ولهذا تحمل مسؤولية التفاوض مع وجهائها ورجال الدين فيها». واوضح ان «من يقود المفاوضات باسم اهالي الفلوجة هو الدكتور أحمد حمدان وهو عنصر مهم في لجنة التفاوض وعضو في الحزب الاسلامي»، مشيرا الى ان «كل شروط أهالي المدينة هي انسحاب القوات الاميركية من الفلوجة ومحيطها وعودة الحياة الى سابق عهدها وهم غير مستعدين لإلقاء السلاح او وقف القتال من غير ان يتحقق شرطهم».

وحول الاخبار التي تحدثت عن وجود مقاتلين عرب من غير العراقيين في الفلوجة، قال السامرائي «ان كان الامر صحيحا، وانا لا استطيع ان اجزم بوجود هؤلاء المقاتلين، فهذا لا يعني ان هؤلاء المقاتلين يقاتلون وابناء المدينة يتفرجون. قد يكون هناك افراد وهؤلاء لا يغيرون في الميزان العسكري اي شيء ولا يؤثرون في سير الامور واذا وجدوا فباعداد محدودة ليس لها ثقل حقيقي وان القوات الاميركية تضخم من هذه الاخبار لتعطي انطباعا بان ما يجري في العراق هو نتيجة تفاعلات خارجية وليست بسبب اعتراضات داخلية». وفي هذا الاطار نفى السامرائي وجود ابو مصعب الزرقاوي في الفلوجة، وقال «هذه محض شائعات ولم تثبت صحتها».

وقال الامين العام للحزب الاسلامي العراقي «ان موضوع وجود المقاتلين العرب يعود الى بداية الحرب، حيث توافدوا على اساس مقاومة الاحتلال الاميركي وبدافع ديني تحت عنوان الجهاد، وهذه المسألة حصلت في أكثر من مكان مثل افغانستان والشيشان وغيرها، حيث يعتقد هؤلاء انهم يؤدون واجبا دينيا». واعتبر انه «ليس من المعقول معاقبة المدينة كلها وقصفها بهذه الصورة بسبب وجود عدد من المقاتلين العرب». واضاف «كان يمكن التحري عن قتلة المدنيين الاميركيين بأساليب اكثر هدوءا لا بمعاقبة كل المدينة».

والقى السامرائي باللوم ايضا على المقاتلين الذين اتخذوا من الاحياء السكنية مركز انطلاق لهم لضرب القوات الاميركية «ومن ثم تعريض حياة الاطفال والنساء للخطر». وقال «ان هناك من يتهم المقاتلين في الفلوجة بانهم من انصار النظام السابق ولا اعتقد بذلك، فاذا كانوا يعنون بالعسكريين العراقيين الذين تم تسريحهم والتحقوا نتيجة ذلك بصفوف المقاومة فلا تستطيع ان ندعو هؤلاء بانصار النظام السابق، وأشك في وجود بعثيين مناصرين للنظام السابق في الفلوجة».

ووصف الامين العام للحزب الاسلامي العراقي حملة اختطاف الاجانب من قبل بعض الجماعات العراقية بانها «غير سليمة وتؤدي الى تعقيد الامور أكثر وتتسبب في ردة فعل سلبية في العالم، وباعتقادي ان من يقوم بذلك يعتبرها وسيلة من وسائل الضغط وفي تقديرنا ان هذه الوسيلة غير صحيحة ولا ينبغي الاقدام عليها».