خطيب الجمعة في النجف يدعو «جيش المهدي» إلى مغادرة المدينة

وكيل مقتدى الصدر في البصرة يدعو لاختطاف الجنديات البريطانيات وتسليمهن إلى مكتبه لاتخاذهن جواري

TT

بينما دعا احد ابرز خطباء الجمعة الشيعة في مدينة النجف العراقية المسلحين التابعين لرجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر الى الانسحاب من المدينة، حض وكيل الصدر في مدينة البصرة اتباعه على خطف الجنديات البريطانيات وتسليمهن الى الزعماء الدينيين لاتخاذهن جوار، وعرض مكافأة قدرها 170 دولارا عن كل جندية مخطوفة.

ويعتبر نداء الشيخ صدر الدين القبانجي المقرب من المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الذي يتزعمه عضو مجلس الحكم عبد العزيز الحكيم من اكثر الكلام تشددا ضد الصدر، منذ انتشار عناصر «جيش المهدي» في المدينة الشيعية المقدسة ومحيطها بعد المواجهات التي وقعت بينهم وبين القوات الاميركية الشهر الماضي.

وقال القبانجي في خطبة صلاة الجمعة في مسجد ضريح الإمام علي «اسمعوا نصيحة العلماء. انتم ابناؤنا وشبابنا... تعالوا نسلك طريقا آخر. ارجعوا الى مناطقكم ودافعوا عنها واطردوا الاحتلال والبعثيين». واضاف «النجفيون يتحملون مسؤولية حماية النجف».

ودعا الى ميثاق بين كل القوى الشيعية ومن بينها «جيش المهدي» التابع لمقتدى الصدر «من اجل تخليص النجف الاشرف»، مضيفا «ادعو اهالي مدينة النجف الى تحمل اعباء المسؤولية وحماية مدينتهم من الاجتياح الاميركي. ان اهدافنا مقدسة (...) اهدافنا واحدة وهي انهاء الاحتلال، والاستقلال».

جاء هذا الكلام بعد عملية عسكرية اميركية جديدة بدأت اول من امس ضد عناصر «جيش المهدي»، واعتبر من اكثر الكلام تشددا حيال الصدر، لا سيما انه صادر عن رجل دين معروف بصلاته مع المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني، وكان وفد من المرجعية الشيعية وزعماء العشائر في النجف التقى الصدر الثلاثاء الماضي، وطلب منه وضع حد لحركته العسكرية التي تسببت ايضا في خنق الوضع الاقتصادي في النجف.

ودعا القبانجي ايضا «الى وحدة وطنية لمكافحة الارهاب البعثي». ووصف استعانة الاميركيين بالبعثيين مجددا بانها «تحالف الادارة الاميركية المدنية مع الارهاب».

وقال «من سوء حظ الادارة المدنية ان يتحالفوا مع البعثيين الارهابيين، وهذا يدل على فشل السياسة الاميركية في المنطقة. هذه خيانة». وتابع متوجها بكلامه الى الناس «قفوا في ابواب الدوائر ولا تسمحوا لهم (للبعثيين) بالدخول، هذا امر، هذا تكليف، ماذا تنتظرون؟».

وقد تمكن مقتدى الصدر من الوصول الى مدينة الكوفة امس، رغم الدوريات ونقاط التفتيش الاميركية المحيطة بالنجف، وألقى خطبة في المسجد الكبير في الكوفة تجنب التطرق فيها الى العمليات العسكرية ضد انصاره، بل حمل بعنف على الرئيس الاميركي جورج بوش بسبب الانتهاكات التي ارتكبها جنود اميركيون بحق معتقلين عراقيين في سجن ابو غريب قرب بغداد. وكان برفقته مئات من المسلحين في ميليشيا «جيش المهدي» التابعة له.

وقال «أطالب العالم لاخضاع بوش وكل من قام بالجريمة البشعة في ابو غريب لمحاكم عراقية»، مؤكدا ان تلك المحاكم «يجب ان تكون في المكان نفسه والاسلوب نفسه الذي تعرض له العراقيون هناك»، اي في سجن ابو غريب.

واضاف الصدر «اقول انهم اسرى وليسوا معتقلين»، وقال «اطالب باخضاع المسؤولين عن هذه الجريمة الى محكمة عراقية وتدمير السجن الارهابي او تحويله الى مؤسسة ثقافية والافراج عن جميع الاسرى الموجودين فيه واحالة المجرمين الى المحاكمة». وأكد انه اذا لم يتم ذلك «سنفعل ما لا يمكن لكم ان تعرفوه».

وأدت المواجهات التي وقعت اول من امس الى مقتل عشرات المسلحين من انصار الصدر بينهم 41 قرب الكوفة، بحسب التحالف. فيما نفت ميليشيا الصدر هذا الرقم، مشيرة الى سقوط ثلاثة قتلى في صفوفها فقط.

وكان هدوء حذر يسيطر صباح امس على النجف بعد سماع دوي انفجارات عدة فجرا عند طرف المدينة الشمالي الشرقي.

ورأت عناصر في الشرطة العراقية ان العملية الاميركية ستزيد من نسبة الهجمات التي ينفذها المسلحون من انصار الصدر.

وكانت الشرطة العراقية اعلنت ان حافلتين لنقل حجاج ايرانيين احترقتا الليلة قبل الماضية في كربلاء (وسط) بعد اصابتهما بنيران قوات التحالف التي كانت ترد على المسلحين الشيعة، بحسب ما افادت الشرطة العراقية.

واطلقت قوات التحالف صباح امس قنبلتين صوتيتين باتجاه مسجد مخيم الذي يضم مكاتب مقتدى الصدر في مدينة كربلاء، مما تسبب في اصابة شخصين بجروح طفيفة.

وفي البصرة، اعلن عبد الستار البهادلي، وهو من وكلاء مقتدى الصدر خلال خطبة الجمعة التي ألقاها امام آلاف المصلين في مدينة البصرة الخاضعة للقوات البريطانية عن مكافآت بقيمة 250 الف دينار عراقي(170 دولارا اميركيا) لمن يقبض على مجندة بريطانية على ان تسلم الى مكتب الشهيد الصدر حيث ستعامل كجارية.

وقال البهادلي انه سيتم تقديم مكافأة قدرها 100 الف دينار اي ما يعادل نحو 70 دولارا اميركيا لأي شخص يختطف جنديا اميركيا او بريطانيا ومبلغ 25 ألف دينار لمن يقبض على عضو من مجلس الحكم الانتقالي العراقي.

وعلى الصعيد الميداني، قالت مصادر طبية ان الاشتباكات التي جرت امس بين القوات الاميركية وميليشيا «جيش المهدي» في مدينة كربلاء اسفرت عن مقتل ثمانية عراقيين بينهم ثلاثة من افراد الميليشيا.

وقال شهود ان القوات الاميركية انسحبت من المدينة بعد التوغل الذي حدث في ساعة مبكرة من الصباح.

وذكرت مصادر مستشفيات ان 15 عراقيا اصيبوا في الاشتباكات.

واعلن متحدث عسكري اميركي في بغداد امس عن مقتل 12 من عناصر «جيش المهدي» في مدينة النجف وحولها.

واوضح المتحدث باسم سلطة التحالف الجنرال مارك كيميت للصحافيين ان هؤلاء قتلوا خلال سلسلة اشتباكات جرت بين عناصر ميليشيا «جيش المهدي» ودوريات القوات الاميركية التي تجوب اطراف النجف.

واشار كيميت الى ان مبنى محافظة النجف الذي سيطرت عليه القوات الاميركية اول من امس تعرض لـ13 هجمة بقذائف الهاون بدون ان يشير الى وقوع اصابات.