مسؤول فرنسي يتوقع انسحاب القوات الأميركية من العراق بعد الانتخابات

TT

قال مارك بيرين بريشمبو، مدير دائرة الشؤون الإستراتيجية في وزارة الدفاع الفرنسية إن «متابعة ما هو جار في واشنطن عن كثب ومقارنة ذلك بما حصل بخصوص حرب فيتنام تدفع الى الاعتقاد بأنه لم يعد من المستبعد حصول انسحاب للقوات الأميركية من العراق في فترة قريبة». ولكن بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخريف القادم. ويفسر المسؤول عن دائرة الشؤون الإستراتيجية توقعاته بالكلفة المرتفعة للتدخل الأميركي سياسيا والتحديات التي يتعين على واشنطن وقواتها العسكرية مواجهتها في العراق. وقال بريشمبو في ندوة خصصت لـ«تحديات العالم العربي» عقدت مؤخرا في معهد العالم العربي،إن ثمة إشارات مبكرة للانسحاب الأميركي، ولكن هذا الانسحاب سيأتي بعد أن تقوم واشنطن بجهد عسكري كثيف في العراق، وربما ترافق ذلك مع أعمال عسكرية عبر الحدود مع الدول المجاورة.

ويرى المسؤول الفرنسي أن الولايات المتحدة الأميركية تمتلك القوى العسكرية الكافية في المنطقة لتمارس عليها التأثير والهيمنة من الخارج، أي من غير الاضطرار لإبقاء قواتها مرابطة في قواعد داخلها.

ويسمي مارك بيرين بريشمبو هذه الهيمنة بـ«هيمنة الأوفشور» على غرار مصارف الأوفشور أو حقول نفط أوفشور. وبحسب المسؤول الفرنسي الذي لم يعرف إذا كان يتحدث باسمه الشخصي أم أنه كان يعبر عن وجهة نظر رسمية، فإن الولايات المتحدة الأميركية ليست بحاجة الى كل نقاط الإرتكاز في منطقة الخليج والشرق الأوسط، بل تكفيها نقطة واحدة هي اسرائيل، من اجل ضمان تزودها بنفط الخليج.

ويرى بريشمبو أن الصعوبات العسكرية والميدانية التي تواجهها الولايات المتحدة في العراق حدت كثيرا من طموحات واشنطن بخصوص الشرق الأوسط الكبير.

وفي السياق عينه، يرى الباحث البريطاني باتريك سيل ان ثمة إمكانية فشل أميركي عسكري وأخلاقي في العراق.

ويؤكد سيل أن الأهداف الإستراتيجية للحرب الأميركية في العراق قد تراجعت. فيما أخذ يتباعد حلم تحويل العراق الى دولة موالية لأميركا مثلما تراجعت أفكار ومفاهيم الحرب الوقائية ومصداقية الولايات المتحدة الأميركية. ويرى روبيرت ماليه، المستشار الخاص للرئيس الأميركي السابق كلينتون لشؤون النزاع العربي ـ الإسرائيلي أن الإدارة الأميركية تريد أقل قدر من المفاجآت بعد 30 يونيو (حزيران)، ولذلك، فإنها تريد العمل يدا بيد مع الأخضر الإبراهيمي الذي يقيم معه مساعد كوندوليزا رايس وعضو مجلس الأمن القومي الأميركي المكلف الملف العراقي في المجلس بلاكويل أفضل العلاقات. وكان بلاكويل قد عمل مع الإبراهيمي بخصوص ملف أفغانستان. وبحسب ماليه، فإن الملف العراقي هو الان بعهدة مجلس الأمن القومي الأميركي فيما الخارجية الأميركية مهمشة. ويقول أن علامة الاستفهام الكبرى تتناول ما قد يحصل في العراق إذا لم تحصل الانتخابات التشريعية في موعدها المقرر أي في يناير (كانون الثاني) من العام القادم لأسباب أمنية أو سياسية. ويؤكد ماليه أن الأمم المتحدة ليست متحمسة لتحمل دور كبير في العراق وأن كوفي أنان لا يرى ما يمكن أن تربحه المنظمة الدولية في العراق في الوقت الحاضر وبأي حال قبل أن يستقر الوضع الأمني، مما يفسر رغبة الأمين العام بإبقاء الملف الأمني تحت عهدة قوى التحالف حتى إن ترافق ذلك مع تشكيل قوة دولية تحظى بانتداب من مجلس الأمن.