نص رسالة الرئيس الأميركي جورج بوش إلى الملك عبد الله الثاني

TT

اود ان اخبركم عن مدى فرحتي برؤيتكم خلال زيارتكم لواشنطن، وكما هو الحال دائما فان مناقشاتنا اثبتت انها قيمة جدا في مساعدتي على فهم سلسلة من القضايا التي تواجه بلدكم في هذا الوقت الحافل بالتحدي والفرص في الشرق الاوسط. كان مفيدا لنا ان نستعرض القضايا الثنائية الكثيرة على اجندتنا وانا سعيد وفخور لان العلاقات الثنائية بين بلدينا لم تكن في يوم من الايام اقوى مما هي عليه الان، اننا نواصل تقوية العلاقات التجارية والاستثمارية الثنائية وايجاد فرص جديدة للعمل في الاردن والولايات المتحدة تظل اتفاقيتنا للتجارة الحرة نموذجا للمنطقة فيما نسعى وراء منطقة تجارة حرة شرق اوسطية، كما ان التعاون حول القضايا الاقتصادية حاليا اقوى من اي وقت مضى.

انني مسرور لان الولايات المتحدة تدعم بقوة رؤيتكم لاردن حافل بالسلام والازدهار من خلال دعم مباشر لبرنامج التحول الاجتماعي والاقتصادي وبرامجنا للمساعدة الثنائية، ومن خلال دعم قوي في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي للاصلاحات التي تقومون بها جلالتكم. كما استعرضنا عددا كبيرا من القضايا الاقليمية التي تواجه الاردن.

تشعرالولايات المتحدة بالامتنان لمملكتكم لصداقتها الثابتة. لقد عمل بلدانا عن كثب لضمان ان تكون المنطقة والعالم في حقيقة الامر اكثر امنا وازدهارا وحرية. وبعد ان لم يعد هنالك ديكتاتور في بغداد يهدد الشرق الاوسط فان الشعب في الاردن وفي كل الدول المجاورة للعراق هم الان في وضع اكثر امنا.

ان الولايات المتحدة تدعم بقوة جهود المستشار الخاص للامين العام للامم المتحدة الاخضر الابراهيمي في قيامه بالتشاور مع العراقيين والتحالف بتطوير خطة مع نهاية شهر مايو (ايار) لتشكيل حكومة عراقية انتقالية. ففي الثلاثين من يونيو (حزيران) سوف ينتهي الاحتلال وسوف تتولى الحكومة العراقية الانتقالية ذات السيادة مقاليد الامور، وفي كل ما فعلته الولايات المتحدة في العراق كنا دائما نأخذ مصالح الاردن بعين الرعاية. وبنقل السيادة الى العراقيين الاحرار في الافق فان علينا ان نعمل معا على تعزيز هدفنا المشترك من اجل منطقة حرة ومستقرة ومزدهرة. ان الاردن تحت قيادتكم قوة محركة للاصلاح والتغيير في الشرق الاوسط وستكون استضافة جلالتكم لاجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي في هذا الشهر معلما هاما يظهر للعالم بوضوح ان المنطقة تتشوق للاصلاح والفرصة. سيكون موضوع الاصلاح في الشرق الاوسط بأسره امرا مركزيا في قمة مجموعة الثمانية في شهر يونيو وسيكون أي توجيه يخرج من المنتدى الاقتصادي العالمي اكثر نفعا كموجه للعمل المستقبلي. لقد اسعدني خلال زيارتكم ان استطيع مناقشة المسعى المستمر الى سلام عادل ودائم في الشرق الاوسط وانا اثني على جهودكم في السعي الى السلام والعدالة في النزاع الفلسطيني ـ الاسرائيلي واظل ملتزما كما هو حالي دائما لرؤيتي في 24 يونيو 2002 لدولتين اسرائيل وفلسطين تعيشان جنبا الى جنب في سلام وامن. انني ادعم الخطة التي اعلنها رئيس الوزراء (الاسرائيلي ارييل) شارون لسحب المستوطنات من غزة ومن اجزاء من الضفة الغربية. يمكن لهذه الخطة الجريئة ان تقدم مساهمة حقيقية نحو السلام ولن تتحيز الولايات المتحدة ازاء نتيجة مفاوضات الوضع النهائي ويظل على جميع قضايا الوضع النهائي ان تنبثق عن المفاوضات بين الاطراف وفقا لقراري مجلس الامن 242 و338.

ان خريطة الطريق وهي الخطة الوحيدة التي تبنتها الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والولايات المتحدة وكثير من الاقطار في كل انحاء العالم بالاضافة الى اسرائيل والفلسطينيين تمثل افضل مسار نحو تحقيق تلك الرؤية وانا ملتزم بجعلها حقيقة واقعة، كنتم جلالتكم مساندا قويا لعملية السلام والجهود الرامية الى حل النزاع الفلسطيني ـ الاسرائيلي بطريقة عادلة ومنصفة تنوي الولايات المتحدة مواصلة العمل معكم عن كثب للمساعدة في تحقيق ذلك الهدف ومساعدتكم في جهودكم التاريخية لقيادة الاردن نحو سلام وحرية وازدهار اكبر. صاحب الجلالة، انني ادرك ان بلدكم وشعبكم لهما مصالح هامة في اي تسوية للنزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني وانا اعرف ان لبلدكم مصالح هامة في ظهور عراق جديد. انني اطمئنكم ان حكومتي تنظر الى امن الاردن وازدهاره وسلامة اراضيه على انه امر حيوي وسوف نعارض اي تطورات في المنطقة يمكن ان تتهدد مصالحكم.

المخلص جورج بوش