اعتقال محام أميركي اعتنق الإسلام ومتزوج من مهاجرة مصرية بشبهة تورطه في تفجيرات مدريد

مكتب المباحث الفيدرالي عثر على بصمات للمحامي براندون مايفيلد في حقيبة احتوت على مواد لصنع قنبلة لها علاقة بعملية إسبانيا

TT

اعتقل مكتب المباحث الفيدرالي الاميركي (إف.بي.آي) يوم الأول من أمس محاميا أميركيا اعتنق الإسلام، للاشتباه بدوره في عملية تفجير 10 قنابل استهدفت 4 قطارات بمدريد في 11 مارس (آذار) الماضي وقضى ضحيتها 191 شخصا فيما جرح أكثر من ألفين آخرين.

ومع أن عاملين بوزارة العدل الأميركية وموظفين في «إف.بي.آي» رفضوا التعليق على الخبر الذي بثته منذ يومين مجلة «نيوزويك» الأميركية عبر موقعها على الإنترنت، إلا أن زوجة المحامي المعتقل، براندون مايفيلد، 37 سنة، تحدثت إلى صحافيين خارج منزلها في مدينة بيفرتون، بولاية أوريغون، فأكدت تفتيش منزلها من قبل عناصر مكتب المباحث الفيدرالي واعتقال زوجها، وقالت: «كما يمكنكم تصوره، فان ذلك كان حدثا مأساويا. زوجي رجل جيد وأب وزوج جيد، واعتقاله مجحف لي ولأولادي» وفق تعبير السيدة منى، وهي مصرية مهاجرة في بورتلاند وأم لثلاثة أبناء، أعمارهم 10 و12 و15 سنة.

وكان مسؤولون اتحاديون في مدينة بورتلاند بالولاية قد أكدوا صدور مذكرتي بحث وتفتيش بحق مايفيلد «كجزء من تحقيقات جارية» بحسب ما قاله متحدث باسم «إف.بي.آي» في المدينة التي يملك فيها مايفيلد مكتبا للمحاماة تم تفتيشه، كما تم تفتيش منزله بضواحي مدينة بيفرتون القريبة من بورتلاند واعتقاله، وعلى أثرها اتصل بمحاميه ومستشاره، توم نيلسون، وطلب مشورته ومساعدته، فأعلن الأخير من بعدها عن نيته بالدفاع عنه في محاكمة لم يحدد موعدها بعد.

وشرح نيسلون لصحافيين تجمعوا أمام بيت مايفيلد يوم الأول من أمس أن الزوجة المصرية للمعتقل، والتي اتصلت «الشرق الأوسط» بها في البيت عبر الهاتف، «ظلت تبكي بسبب الطريقة التي تم فيها التفتيش، إذ يبدو أن عناصر «إف.بي.آي» قد ألحقوا ضررا بأثاث البيت وتركوا كل شيء في حالة من الفوضى كما قال.

وكانت «نيوزويك» أول من بث الخبر نقلا عن مصدر لم تكشف عنه، قائلة إن بصمات المحامي «قد عثر عليها في حقيبة تحتوي على مواد لصنع قنبلة لها علاقة بتفجيرات مدريد، لكن المسؤولين ظلوا غير متأكدين من طبيعة الدور الذي قد يكون مايفيلد لعبه في تلك العملية، علما بأن شقيقا لمايفيلد، إسمه كينيت، قد تم اعتقاله بعد قليل من قوله للصحافيين إن عناصر «إف.بي.آي» سحبوا شقيقه من بيته «من دون إعطاء أي معلومات أو تفسيرات لأسرته» وقال كينيت: «أستطيع أن أقسم بأن أخي لا علاقة له بالهجمات الإرهابية بالمرة» في إشارة إلى تفجيرات مدريد التي قامت بها مجموعة أصولية اعتقلت إسبانيا معظم عناصرها، ويعتقد أن لبعضهم علاقات مع تنظيم «القاعدة» الذي يتزعمه أسامة بن لادن.

والمعروف عن مايفيلد أنه قد مثل واحدا ممن أدينوا في قضية بالإرهاب في بورتلاند، وهو المتهم جيفري ليون باتل، الذي سعى للحصول على حق حضانة إبنه، غير أن المحكمة رفضت منحه ذلك الحق العام الماضي مع أنه قام بتربية الطفل منذ أبصر النور في السجن، وكله بسبب إدانة باتل بالتواطؤ في هجمات ضد الولايات المتحدة والحكم عليه بالسجن 15 سنة. وكان باتل قد اعتنق الإسلام مع 6 آخرين ممن أدينوا في قضية «خلية بورتلاند الإرهابية» واعترفوا بتوجههم إلى الصين بعد الهجمات الانتحارية على مركز التجارة الدولي في نيويورك ووزارة الدفاع (البنتاغون) في واشنطن في سبتمبر (أيلول) 2001 بهدف التسلل بعد ذلك إلى أفغانستان عبر باكستان، لكن الخطة فشلت واعتقلت المجموعة لأن باكستان رفضت منح عناصرها تأشيرات دخول. أما السابع بالخلية، والذي يعتقد أنه كان قائدها، فقد قتل بحسب تقارير باكستانية. وقد أدين باتل مع عضو آخر من الخلية، هو باتريس لومومبا فرود، في جميع التهم الخطيرة بالقضية العام الماضي، ومنها التواطؤ لشن حرب ضد الولايات المتحدة، واعترف المتهمون بأنهم كانوا يخططون للذهاب إلى أفغانستان والمشاركة في القتال مع «القاعدة» وحركة طالبان ضد القوات الأميركية. كما اعترف فورد بشرائه سلاحا والتدرب عليه للمشاركة بالقتال مع بعض المتهمين، وكلاهما صدر ضده حكم بالسجن 18 سنة، كما تمت إدانة 4 آخرين بتهم أقل خطورة.

وأمس تحدثت آفنيا مايفيلد، وهي والدة المحامي المعتقل، وروت لمحطة تلفزيون محلية في بورتلاند إن إبنها براندون «لم يسافر خارج الولايات المتحدة إلا إلى القاهرة مع زوجته لزيارة عائلتها هناك، وكان ذلك منذ 10 سنوات، ومنذ ذلك الوقت وهو يقيم ويعمل هنا في بورتلاند» على حد تعبيرها. وقد اتصلت «الشرق الأوسط» مرارا أمس بالزوجة المصرية للمحامي المعتقل، إلا أن هاتف البيت في ضواحي مدينة بيفرتون كان يرن ويرن من دون أن يجيب أحدا على الجانب الآخر من الخط.

السيدة منى، الزوجة المصرية للمحامي المعتقل براندون مايفيلد، تتحدث إلى الصحافيين يوم أول من أمس أمام منزلها في ضواحي مدينة بيفرتون في ولاية أوريغون الأميركية حيث تقيم مع ابنائها الثلاثة منه.