البيت الابيض: رايس ستلتقي قريع في ألمانيا منتصف مايو

TT

في تحول اميركي جديد، اعلن البيت الابيض امس ان كوندوليزا رايس مستشارة الرئيس الاميركي جورج بوش لشؤون الامن القومي ستلتقي رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع بعد نحو عشرة ايام في المانيا. واوضح الناطق باسم مجلس الامن القومي فريدريك جونز ان اللقاء سيجرى في الاسبوع الممتد من 17 الى 23 مايو (ايار) في اطار زيارة مقررة لرايس الى المانيا.

ولم يوضح مكان اللقاء المحدد. وسيكون هذا اللقاء الاول بين رئيس الوزراء الفلسطيني ومسؤول اميركي رفيع المستوى منذ تولي قريع مهامه في الخريف الماضي.

وكان الرئيس الاميركي اعلن اول من امس في ختام لقائه مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني انه سيبعث برسالة الى قريع «يشرح فيها وجهات نظره». ولم يفصح المتحدث باسم مجلس الامن القومي ما اذا كانت رايس ستسلم رسالة الرئيس الاميركي الى قريع بيدها، واكتفى بالقول «قد يكون الامر كذلك، لا اعرف».

واعلن قريع في غزة ان محادثاته مع رايس ستتناول «الوضع بشموليته واوضاع شعبنا الفلسطيني الذي يعاني الكثير واوضاع عملية السلام وخريطة الطريق». من جهته قال مسؤول أميركي رفض الكشف عن هويته ان رايس ستجتمع مع قريع في المانيا منتصف مايو الحالي، لمناقشة عملية السلام في الشرق الاوسط. وقال المسؤول ان الاجتماع قد يعقد في 17 من مايو (ايار).

ومن المقرر ان تبدأ رايس في مستهل الاسبوع المقبل زيارة تشمل كلا من المانيا وروسيا للاجتماع مع نظيريها في البلدين كما انه من المتوقع ان تلتقي رايس خلال زيارتها لبرلين مع مسؤولين من دول اوروبية اخرى. ويعامل البيت الابيض الزعماء الفلسطينيين بفتور قائلا انهم لم يبذلوا جهودا كافية لمكافحة «الارهاب» ضد الاسرائيليين. لكن قريع أعرب عن سروره بمحاولة الرئيس جورج بوش هذا الاسبوع اصلاح بعض العلاقات مع العرب الذين اغضبهم قوله في ابريل (نيسان) بأنه لا يمكن توقع ان تتخلى اسرائيل عن كل الضفة الغربية المحتلة في اي محادثات سلام. ووعد بوش الملك عبد الله عاهل الاردن بألا تقوم الولايات المتحدة «بإصدار حكم مسبق على نتيجة اي محادثات تجري في المستقبل بين اسرائيل والفلسطينيين بشأن مستقبل الضفة الغربية وغزة». واشاد قريع ايضا ببيان ادلى به وسطاء مجموعة الاربع بقيادة الولايات المتحدة الثلاثاء وأكدوا فيه ضرورة ان تحل اسرائيل والفلسطينيون في نهاية الامر القضايا الاساسية في الصراع بينهم مثل الحدود من خلال المفاوضات.

وقال قريع انه عند النظر لما اعلنه بوش والملك عبد الله امس وما قررته مجموعة الاربع فانه يري انها اشارة طيبة للغاية الى انه من الممكن اذا بذل جهد عملي حقيقي العودة الى المفاوضات ومن الممكن بدء تنفيذ جاد لخريطة الطريق. وقالت مصادر فلسطينية في القاهرة إن رايس ستنقل رسالة من الرئيس الأميركى جورج بوش الى قريع تشرح سياسة الإدارة حول التطورات الاخيرة بما فيها موقف واشنطن من خطة «فك الارتباط» عن الفلسطينيين وخطة «خريطة الطريق» التي تقترح قيام دولة فلسطينية في العام 2005. من جهة ثانية أكد ايهود أولمرت نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي ان ارييل شارون عازم على المضي قدما في خطة الانسحاب من كل مستوطنات غزة متجاهلا رفض حزب ليكود للخطة المقترحة. وفي حديث مع راديو الجيش الاسرائيلي امس شدد نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي على ما وعد به شارون اول من امس بالمضي قدما في خطة الانسحاب من غزة التي ايدتها الولايات المتحدة دون تغيير يذكر رغم رفض حزب ليكود لها باغلبية ساحقة خلال الاستفتاء الذي اجري عليها الاحد الماضي.

وحين سئل أولمرت عما اذا كان شارون يعتزم اخلاء كل مستوطنات غزة رد قائلا «هذا صحيح». وتساءل قائلا «هل تعتقد انه اذا انسحب فقط من عشر مستوطنات سيؤيد (الوزراء المعارضون) الخطة». وأعطت تصريحات أولمرت قوة لما وعد به شارون امس بالمضي قدما في خطة الانسحاب من غزة بعد ان اقترح مساعدون لشارون ان يخفف رئيس الوزراء من خطته ويقلصها لتشمل بضع مستوطنات فقط على ان يتم ذلك ايضا على مراحل.