أردوغان يزور أثينا في أول زيارة رسمية لرئيس وزراء تركي إلى اليونان منذ 16 عاما

TT

أكدت اليونان امس دعمها الكامل لجهود انقرة للانضمام لعضوية الاتحاد الاوروبي، وذلك اثر مباحثات اجراها رئيس الوزراء اليوناني كوستاس كرامنليس مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان الذي بدأ امس زيارة هامة الى اثينا هي الاولى منذ 16 عاما. وقال كارمنليس عقب ساعتين من المباحثات مع نظيره التركي ان بلاده وهو شخصيا يدعم جهود انقرة للانضمام للاتحاد، كما اشاد بخطوات الاصلاح التي يقوم بها اردوغان. وأضاف: «سوف تعمل اليونان بكل جدية على دعم العلاقات والاتصالات بين البلدين في جميع القطاعات لاسيما العمل الاستثماري المشترك» ، مشددا على حتمية زيادة التبادل التجاري ومنح فرصة الاتصالات بين رجال الاعمال بين البلدين و طرح استثمارات جديدة والعمل على التخلص من المشاكل العالقة بين البلدين عن طريق قنوات ددبلوماسية.

من ناحيته، عبر أردوغان عن سعادته بأن يكون أول رئيس وزراء تركيا يزور اليونان منذ 16 عاما، وقال ان كلا من انقرة واثينا لديهما ارادة سياسية قوية لحل المشاكل بينهما حول بحر ايجة وجزيرة قبرص المقسمة، وقدم الشكر للجانب اليوناني على الاستقبال الحار الذي لاقاه ودعوة رئيس الوزراء اليوناني «صديقي كارمنليس» إلى منزله وتناول العشاء في جو أسري مما اتاح الفرصة لنقاش العديد من القضايا في مناخ جيد و إيجابي. وذكر أردوغان انه ناقش مع كارمنليس معظم القضايا التي تهم تركيا مع كل من اليونان والاتحاد الاوروبى ومنطقة البلقان، بالاضافة إلى المشاكل الدولية الراهنة.

وأعرب رئيس الوزراء التركي عن أمله في ان يصل الجانبان القبرصيان التركي واليوناني إلى حل سلمي وعادل لمشكلة تقسيم قبرص، موضحا ان الجانبين لديهما العزيمة لحل المشكلة، وقال «مهمتنا ان نقضي على المشاكل العالقة ولا نتركها تؤثر على مستقبل العلاقات بيننا». وأشار أردوغان إلى التحسن الكبير في العلاقات بين البلدين، مشيرا الى انه خلال الخمسة أعوام الماضية تم توقيع 25 اتفاقية بين البلدين في قطاعات مختلفة، كما أكد رئيس الوزراء التركي على ضرورة التوصل لحل المشاكل العلاقة بين البلدين مباشرة، من دون الحاجة لتدخل طرف ثالث، واقترح حل تلك القضايا عن طريق ممثلين من كلا البلدين قد يكونوا دبلوماسيين أو وزراء. ووصل أوردوغان والسيدة قرينته ومجموعة من كبار رجال الأعمال الأتراك إلى أثينا مساء أول من أمس، وأقام لهم كارمنليس مأدبة عشاء خاصة في منزله في شمال شرقي أثينا، و هيمنت قضايا طلب تركيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والتجارة ومستقبل قبرص على المحادثات. يذكر أن العلاقات بين البلدين بدأت في التحسن فى اعقاب الزلازل المدمرة التي ضربت كلا البلدين في وقت متزامن عام 1999، ومن المشاكل العالقة بين البلدين جزيرة قبرص المقسمة حيث وافق القبارصة الأتراك على خطة الأمم المتحدة لإعادة توحيد الجزيرة في استفتاء اجري في 24 ابريل (نيسان) الماضي وقال القبارصة اليونانيون العكس، كما ان هناك خلافا حول الحقوق الجوية والإقليمية فوق بحر إيجة الذي يفصل بين الدولتين، وسلسلة الجزر الصخرية الواقعة على الحدود. ويزور اردوغان صباح اليوم أقليم ثراكي في شمال شرقي اليونان والذي يقطنه نحو 100 ألف ناطق بالتركية ونحو 200 ألف مسلم.