هجوم جديد لمقاتلي طالبان في قندهار وعودة مليوني لاجئ أفغاني من باكستان

TT

قال قائد افغاني امس ان ستة من رجال الشرطة الافغان جرحوا خلال هجوم ليلي شنه مقاتلو طالبان في قندهار جنوب البلاد. ومن جانبه قال متحدث باسم حركة طالبان ان شرطيين افغانيين قتلا في الهجوم الذي وقع في شاه والي كوت شمال مدينة قندهار لكن لم يتسن التحقق من جهة مستقلة من انباء سقوط قتلى.

وقال الجنرال عبد الوصي، المتحدث باسم قائد القوة المتمركزة في اقليم قندهار الذي كان يوما معقلا لطالبان: «جرح ستة رجال شرطة افغان في الهجوم ودمرت خمس عربات. كما دمروا مبنى للبلدية. واستخدم المهاجمون الرشاشات والقنابل اليدوية والقذائف الصاروخية. ووصل المهاجمون في شاحنات صغيرة».

وألقيت على عاتق مقاتلي طالبان المناهضين لحكومة كابل ولوجود قوات اجنبية في افغانستان، مسؤولية موجة من الهجمات اسفرت عن مقتل نحو 700 منذ اغسطس (آب) في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لانتخابات مصيرية في سبتمبر (ايلول) المقبل.

وقال عبد اللطيف حكيمي المتحدث باسم طالبان ان شرطيين افغانيين قتلا في الاشتباك الذي بدأ الساعة 11 مساء اول من امس وانتهى الساعة الثالثة فجر الجمعة. وأضاف: «شارك نحو 100 من مقاتلي طالبان في الهجوم. لدينا جثتا شرطيين افغانيين». وذكر ان مقاتلي طالبان استولوا على الذخيرة التي كانت مخزنة في المبنى الذي دمروه. وأوضح القائد العسكري للاقليم الجنرال خان محمد ان مدير شرطة الاقليم خير محمد وشقيقه وثلاثة من حراسه جرحوا في الهجوم. وقال احد الجرحى في مستشفى قندهار ان المهاجمين اطلقوا اولا قذيفة صاروخية على المبنى قبل مهاجمته بأسلحة أوتوماتيكية مما ادى الى فرار عناصر الشرطة الذين كانوا نائمين في المركز. وقال الناطق العسكري للولاية ان ست آليات تابعة للحكومة احترقت في الهجوم. وأضاف ان ظروف الحادث «لم تعرف كاملة بعد ولا يزال لدينا تعزيزات في المكان».

وينتمي الجرحى الى قبيلة بوبالزاي البشتونية، وهي قبيلة الرئيس حميد كرزاي الذي يتحدر هو ايضا من قندهار. وهذا الهجوم هو الثالث في اقل من اسبوعين ضد مدينة كبيرة في احد اقاليم ولاية قندهار. فيوم الاثنين قتل خمسة مسلحين موالين للحكومة على يد عناصر من طالبان في ميانيشين الواقعة على حدود ولاية زابل (جنوب شرق). وفي 26 من الشهر الماضي قتل جندي وموظفان افغانيان في بانغوي الواقعة على بعد 30 كيلومترا غرب قندهار خلال هجوم نسبته السلطات الى طالبان.

وبعد ثلاثة ايام على ذلك قتل قائد فرقة وخمسة من جنوده في مكمن في المنطقة ذاتها. واعتقل 36 مشتبها فيه على الاقل في الايام التالية خلال عمليات تفتيش. وكانت قندهار كبرى مدن الجنوب الافغاني معقل حركة طالبان من 1996 إلى 2001 وكان يقيم فيها زعيمها الملا محمد عمر.

وتلاحق قوات قوامها 15500 جندي بقيادة الولايات المتحدة مقاتلي طالبان وتنظيم القاعدة في افغانستان الذين يتركزون في جنوب وشرق البلاد. وأطاحت القوات الاميركية حكومة طالبان اواخر عام 2001 لاستضافتها تنظيم القاعدة الذي تلقى عليه مسؤولية الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر 2001 .

على صعيد آخر اعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة في اسلام اباد امس ان عدد اللاجئين الافغان الذين غادروا باكستان عائدين الى بلادهم تجاوز المليونين، وذلك في اطار البرنامج الذي بدأته الامم المتحدة قبل عامين. وجاء في بيان للمفوضية: «مع عودة اكثر من الفي شخص يوميا، تجاوزنا المليونين يوم الخميس». ومنذ مارس (آذار)، عاد حوالي 90 الف لاجئ افغاني الى بلادهم، وأعيد النظر في عدد العائدين عام 2004 ليرتفع من 400 الى 500 الف. وأضاف البيان ان عددا مماثلا من العائدين مخطط لعام 2005، وهي اخر سنة في برنامج العودة الطوعية الذي بدأته المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عام 2002 .

وقد عاد اكثر من 1.5 مليون لاجئ الى افغانستان عام 2002 وحوالي 350 الفا عام 2003 . وتقدر المفوضية عدد اللاجئين الافغان الذين استقبلتهم في مخيمات في سائر انحاء البلاد بـ1.1 مليون شخص. ولجأ الى باكستان ما مجموعه اربعة ملايين افغاني تقريبا للهروب من 25 عاما من الحروب والأزمات والجفاف. وتبعا للسلطات الباكستانية، فإن مليوني افغاني يعيشون خارج باكستان وأنهم غير مسجلين بصفة لاجئين.