الرئيس الجورجي ساكاشفيلي: لا قوات أمنية وعسكرية خاصة بجمهورية أدجاريا

TT

صرح الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي لتلفزيون ادجاريا امس بأن هذه الجمهورية التي تتمتع بحكم ذاتي في اطار جورجيا «لن تملك قوات امنية او عسكرية خاصة بها».

وقال ساكاشفيلي، الذي وصل مساء اول من امس الى ادجاريا انه سيبقى خمسة ايام في هذه المنطقة للاشراف على الاصلاحات بعد اطاحة اصلان اباشيدزه رئيس الجمهورية التي كانت شبه مستقلة. لكنه اكد في الوقت نفسه ان وضع الجمهورية «لن يتغير».

واوضح الرئيس الجورجي ان انتخابات تشريعية ستنظم في منتصف يونيو (حزيران)، مؤكدا ان الجمهورية ستخضع لادارته الرئاسية المباشرة خلال المرحلة الانتقالية. وكان ساكاشفيلي، الذي تولى الرئاسة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي قد عبر مرات عدة عن رغبته في السيطرة من جديد على كل اراضي جورجيا.

وصرحت وزيرة الخارجية الجورجية، سالومي زورابيشفيلي، اول من امس في موسكو بأن قضية ادجاريا تمت تسويتها وان جورجيا ستركز جهودها الآن على ابخازيا الانفصالية الواقعة في شمال غربي جورجيا. واوضحت ان ابخازيا ـ مثل اوسيتيا الجنوبية ـ كيان انفصالي آخر وكانت دائما على جدول اعمال السلطات الجورجية الجديدة لكن مشكلة ادجاريا كانت «تشغلنا عنهما».

وكانت الاحداث قد تواترت سريعة عاصفة في باتومي عاصمة ادجاريا بعد موافقة اباشيدزه، رئيسه المتمرد على تبليسي على اعلان استقالته. وقد رحل اول من امس مع ابنه جيورجي محافظ باتومي في معية ايغور ايفانوف سكرتير مجلس الامن القومي الروسي قاصدا موسكو التي يبدو انها وافقت على منحه حق اللجوء السياسي. وكشفت مصادر جورجية ان الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي طلب ذلك رسميا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اذا قبل التخلي عن منصبه والرحيل عن ادجاريا. وقالت المصادر الجورجية الرسمية ان ساكاشفيلي اصدر مرسوما يقضي بفرض وضعية الحكم الرئاسي المباشر في ادجاريا وان اكد زوراب جفانيا رئيس الوزراء الجورجي استحالة إلغاء وضعية الحكم الذاتي التي كان يتمتع بها الاقليم. وأشار جفانيا الى انه سيجري انتخاب هيئات السلطة الجديدة في جورجيا في غضون ستة اسابيع.

وحذرت مصادر روسية من مغبة محاولات تطبيق نفس السيناريو الادجاري مع كل من ابخازيا واوسيتيا الجنوبية اللتين سبق ان اعلنتا في مطلع التسعينات انفصالهما من جانب واحد عن جورجيا. ويرى قسطنطين زاتولين، مدير معهد بلدان منظومة الكومنولث، ان الوضع في جمهورية ابخازيا غير المعترف بها لا يمكن ان يتطور وفق السيناريو الادجاري.

وأشار الى ان ذلك «لا بد ان يعني انتهاكا للاتفاقيات الموقعة بين روسيا وجورجيا». وقال ان الضغط على ابخازيا او اوسيتيا الجنوبية «سيفضي حتما الى صدام بالغ الجدية مع روسيا ليس لوجود القوات الروسية في كل من الجمهوريتين وحسب، بل لوجود قوات حفظ السلام الروسية المدعوة الى الحيلولة دون اندلاع أي احداث عنف هناك ايضا. وقد اكدت القيادات الابخازية هذه التصورات حين اعلن سيرغي شامبا وزير خارجية ابخازيا ان بلاده «ليست جورجيا» وان «مأساة الساسة الجورجيين تكمن في انهم يغفلون هذا الواقع».

وقالت المصادر الرسمية الروسية ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اثار قضية ضمان الامن في منطقة القوقاز وعلى الحدود الروسية ـ الجورجية. وقالت ان لافروف طالب الجانب الجورجي بتسليم المطلوبين في قضايا تتعلق بالأمن الروسي من الهاربين الى جورجيا، في اشارة الى المقاتلين الشيشان، الذين لجأوا الى جورجيا ابان سنوات حكم الرئيس الجورجي السابق ادوارد شيفارنادزه.

أما عن مستقبل اباشيدزه في موسكو فقد اشار قسطنطين كيمولاريا سفير جورجيا في روسيا الى انه «يشعر بالأمان في موسكو. ليس هناك ما يشير الى غير ذلك، لا سيما ان الرئيس السابق شيفارنادزه يعيش في امان تام في تبليسي. وقال سيرغي تسوي المتحدث الرسمي باسم عمدة موسكو ان يوري لوجكوف «لا يترك الاصدقاء حين يواجهون الصعاب».