بوتين يستهل ولايته الثانية بإعلانه «الروس يجب أن يكونوا أحرارا في بلد حر»

TT

اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطاب القاه امس بعد ادائه اليمين الدستورية في الكرملين لولاية رئاسية ثانية من اربعة اعوام ان مستقبل بلاده مرتبط بتطور المجتمع المدني والحريات فيها.

وقال بوتين ان السلطات بحاجة الى «مجتمع مدني ناضج من اجل بناء مستقبل روسيا». واضاف: «يجب ان نتمتع بدعم واسع لمواصلة التحولات في روسيا وافضل ضمانة لذلك هي مجتمع حر.. فقط الاحرار في بلد حر يمكن ان ينجحوا».

وتابع بوتين ان ذلك «يشكل اساس النمو الاقتصادي لروسيا واستقرارها السياسي». وفي العودة الى حصيلة ولايته الاولى هنأ بوتين الشعب الروسي لانه «اوقف عدوان الارهاب الدولي وانقذ البلاد من تهديد تشرذم حقيقي» في اشارة الى النزاع الشيشاني. واضاف الرئيس بوتين: «تجاوزنا بانفسنا مواجهة ايديولوجية صعبة واصبحنا اليوم امة موحدة»، وردد بوتين التعابير الواردة في القسم حول حماية الدولة وخدمة الشعب بإخلاص.

وقال ان هذه المهمة «مقدسة»، واضاف ان «نجاح وازدهار روسيا يجب الا يتوقفا على شخص واحد او على حزب سياسي واحد او على قوة سياسية واحدة، سنقوم بكل ما في وسعنا ليتطور البلد الى تعددية حقيقية ولتتعزز الحريات الفردية للمواطنين». وكان قد اعيد انتخاب بوتين بغالبية 71.31% من الاصوات في 14 مارس (اذار) لولاية ثانية. وحضر مراسم اداء اليمين الدستورية حوالي 1700 مدعو بينهم ممثلون عن السلطات التنفيذية والتشريعية القضائية والسلك الدبلوماسي وشخصيات روسية. واقيم الحفل في قاعة اندريه التي كانت تضم عرش القياصرة الروس السابقين في الكرملين، وانتهى الحفل بـ 18 طلقة مدفع.

ولاحظ الحضور توقف ميكروفون رئيس المحكمة الدستورية لبضع ثوان عاد بعدها لينقل كلماته التي قدم بها الرئيس بوتين لأداء القسم الدستوري. وبدا غريبا غياب كل من اول رئيس لروسيا الاتحادية بوريس يلتسين وان حضرت قرينته ناينا وميخائيل غورباتشوف الرئيس السوفياتي السابق مما اثار الكثير من التعليقات التي لم تكن لتؤثر وطبيعة الحال على المناخ الاحتفالي للمناسبة.

وبعد أداء القسم، تقدم بوتين ليعلن من موقعه الرسمي كرئيس للدولة انه يتحمل كامل المسؤولية تجاه ما يجري في البلاد، وان اشار إلى حاجته إلى الدعم الواسع من جانب المجتمع المدني. وشدد على «الحاجة إلى دعم القاعدة العريضة لاستئناف التحولات في البلاد». وفي اشارة إلى أهم انجازات ولايته الاولى قال انها تتمثل في درء انهيار وحدة اراضي الدولة، مشيرا إلى ان السنوات الاربع الماضية كانت فترة محن عصيبة نجح الشعب خلالها في تجاوز الكثير من المشاكل ورفع معدلات النمو الاقتصادي ومواجهة الارهاب الدولي.

ومن المقرر دستوريا ان يتقدم ميخائيل فرادكوف رئيس الوزراء باستقالته ليوقع الرئيس بوتين مرسوما بتعيينه قائما بأعمال رئيس الحكومة إلى حين التقدم إلى مجلس الدوما بمرشحه إلى مجلس الدوما للتصديق عليه في غضون اسبوعين. وكان بوتين قد اشار إلى انه تعجل في تغيير الحكومة قبل انتخابات الرئاسة في مارس الماضي في محاولة لتوفير الوقت بعد تنصيبه رسميا. وهو ما يعني عمليا انه لا بد من ان يتقدم باسم ميخائيل فرادكوف مرة اخرى مرشحا لرئاسة الوزراء التي كان قد فرغ من تشكيلها في ابريل (نيسان) الماضي.