جانب من تقرير الصليب الأحمر الذي بقي سرا: أعمال التعذيب انتهاك خطير للقانون الدولي

TT

لندن ـ رويترز: كشف تقرير تسرب مضمونه امس ان مسؤولي الصليب الاحمر شاهدوا جنودا أميركيين يضعون سجناء عراقيين وهم عراة تماما لعدة ايام في الظلام الدامس بسجن ابو غريب في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي وان ضابط المخابرات المسؤول وقتها ابلغهم بان هذا «جزء من العملية».

وتحدثت اللجنة الدولية للصليب الاحمر عن اجبار جنود بريطانيين لسجناء عراقيين على ان يجثموا ارضا ثم داسوا على رقابهم وهي الواقعة التي مات فيها احد السجناء.

وقالت اللجنة انها نبهت سلطات الاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة مرارا الى الممارسات التي وصفتها بانها «انتهاك خطير للقانون الانساني الدولي، وترقى الى التعذيب في بعض الحالات». وأكدت اللجنة ان التقرير الذي يعود تاريخه الى الرابع من فبراير الماضي والذي نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» يوم الاثنين صحيح.

وخلص التقرير الذي يقع في 24 صفحة الى «ان السجناء الذين سلبوا حريتهم كانوا عرضة لخطر ان يكونوا هدفا لعمليات من الاكراه البدني والنفسي ترقى في بعض الحالات الى التعذيب وذلك خلال المراحل الاولى من عملية الاعتقال». وذكر التقرير انه اثناء زيارة قامت بها وفود الصليب الاحمر لسجن ابو غريب في اكتوبر شاهدوا «عملية وضع السجناء وهم عراة تماما في زنازين اسمنتية شاغرة تماما وفي ظلام دامس».

وقال التقرير انه بمشاهدة هذه الحالات اوقفت اللجنة الدولية زياراتها وطلبت تفسيرا من السلطات. وشرح ضابط المخابرات المسؤول عن استجواب المعتقلين بان «هذا جزء من العملية (الاستجواب)». وقالت اللجنة ان اعضاءها التقوا بسجناء ممن تم وضعهم في ظلام دامس، واخرين احتجزوا عراة وسمح لهم بان يرتدوا ملابس ولكن ملابس داخلية نسائية فقط. وتمت زيارة وفود الصليب الاحمر قبل شهرين فقط من التقاط صور لجنود أميركيين يسيئون معاملة السجناء، وهي الصور التي ادت الى توجيه اتهامات جنائية ضد سبعة جنود. ورغم ان معظم الانتهاكات التي تضمنها التقرير يبدو انها وقعت في معتقلات تديرها القوات الأميركية، الا ان التقرير تضمن ايضا واقعة وفاة سجين عراقي في سبتمبر (ايلول) الماضي بسجن في مدينة البصرة الخاضعة للقوات البريطانية. وتم حجب اسم السجين المتوفى. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية ان الادعاء ليس جديدا والواضح انه يشير الى واقعة وفاة سجين يدعى بهاء موسى، وهي الواقعة التي تقول بريطانيا انه يجري التحقيق فيها منذ العام الماضي. وقال تقرير الصليب الاحمر ان السجين المتوفى واحد من تسعة رجال اعتقلوا في فندق بالبصرة واجبروا على «الركوع وايديهم ووجوهم الى الارض كما لو كانوا في وضع الصلاة. وداس الجنود على اعناقهم». وقال تقرير الصليب الاحمر ان شهادة الوفاة لهذا السجين دون بها ان الوفاة حدثت نتيجة ازمة قلبية. واشار التقرير الى ان «فحصا بالعين المجردة لجثة السجين التي سلمت للصليب الاحمر اوضح وجود كسر في الانف وتهتك بعدة ضلوع وتشوهات بجلد الوجه تدل على الضرب». وبين تقرير الصليب الاحمر ايضا اطلاق حراس السجن للذخيرة الحية خلال اعمال الشغب او محاولات الهروب على سجناء «كانوا غير مسلحين ولا يبدو انهم يشكلون تهديدا خطيرا لحياة اي شخص». وقال التقرير ان الصليب الاحمر لفت نظر السلطات باستمرار للادعاءات الخاصة بسوء المعاملة. وفي بعض الحالات غيروا من اسلوب المعاملة، وعلى سبيل المثال فانهم اوقفوا استعمال اطواق توضع في معصم اليد وعليها كلمة «ارهابي» لجميع المعتقلين الاجانب. وسجل التقرير من بين «الانتهاكات الخطيرة للقانون الانساني الدولي» عدم وضع نظام لابلاغ ذوي المعتقلين. وقال التقرير «ان سلوك اللامبالاة من قبل قوات التحالف وانعدام قدرتها على تقديم معلومات دقيقة بشأن الاشخاص الذين تم اعتقالهم لعائلاتهم القلقة، اثر ايضا بشدة على صورة قوات الاحتلال بين العراقيين».