بلير: لم اطلع على تقرير الصليب الأحمر حول انتهاكات السجون

TT

طغت فضيحة صور تعذيب وإذلال السجناء العراقيين على يد البريطانيين والاميركيين على المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مع نظيره الصيني وين جياباو امس بمناسبة الزيارة الرسمية التي يقوم بها الاخير للبلاد. واشتمل احد الاسئلة الثلاثة الموجهة لبلير على اتهام البريطانيين بانتهاك حقوق الانسان في العراق، الامر الذي يجعلهم «عاجزين عن القاء المحاضرات على الصينيين» حول وجوب احترام هذه الحقوق.

وامام هذا «الهجوم» المكثف، اكتفى الزعيم البريطانيين بنفي اطلاعه على تقرير رفعته منظمة الصليب الاحمر الدولي قبل اشهر لحكومته عن اساءات جنودها في العراق. واوضح ان التقرير اشار الى «ممارسة» خاطئة واحدة ووجه اتهامات لشخص بعينه، مؤكدا ان تحقيقاً اجري فور ورود التقرير لمعرفة الحقيقة في الحالتين. وشدد مرة تلو الاخرى على وجوب عدم ترك «اقلية» مسيئة تحرف الانظار عن العمل الباهر الذي تؤديه الغالبية الساحقة من الجنود البريطانيين في العراق، معتبرا ان العراقيين يثنون على الدور البريطاني. ومن جانبه دعا رئيس الوزراء الصيني الى اسناد دور قيادي في العراق للامم المتحدة وتسليم السيادة لابنائه بأسرع ما يمكن مشددا على ان «اعادة البناء لا يمكن ان تتم ما لم يتحقق الاستقرار» في العراق.

وفي رد على سؤال عن تاريخ تسلمه تقرير الصليب الاحمر والاجراءات التي عمد اليها حيال انتهاكات حقوق الانسان الموثقة في التقرير الذي وصل صباح الاثنين الى وسائل الاعلام، اكد بلير انه لم ير بعد التقرير. وقال ان وزير الدفاع «جيف هون سيدلي ظهر امس ببيان رسمي حول الوثيقة». واضاف «لم أر هذه الوثيقة بعد، بيد انني افهم انها اثارت نقطتين معينتين» وتابع ان تقرير الصليب الاحمر «اثار قضية سلوك محدد واشتمل على مزاعم تتصل بشخص معين»، مشددا ان هون سيوضح في بيانه ان «القضيتين قد عولجتا» بعد تسلم التقرير. وزاد ان هذا يدل على انه «اذا كانت هناك مزاعم تتعلق بالجنود البريطانيين فاننا نحقق فيها». وشدد على ضرورة عدم السماح «لأقلية صغيرة من الاشخاص» المسيئين تطمس ما تقوم به «غالبية الجنود في البصرة وانحاء اخرى في العراق من اعمال ممتازة». واعتبر ان جنود بلاده «يجازفون بحياتهم في سبيل العراقيين» مؤكدا «لو سألنا العراقيين انفسهم لاثنوا على ما نفعله في البصرة وغيرها».

وسئل مجددا عن موقفه ازاء الشعور السائد بالصدمة لعدم اطلاعه كرئيس وزراء على تقرير الصليب الاحمر وعن مدى «الاذى الذي لحق بسلطتك الاخلاقية»، بسبب ذلك، فتشبث الزعيم البريطاني باجابته الاولى نفسها. واضاف ان «تقرير الصليب الاحمر ليس وثيقة حكومية»، في محاولة لتبرير عدم اطلاعه عليه كرئيس للوزراء. ورأى ان على الاعلام الا يتجاهل «الجانب الآخر لما يجري في العراق» حين ينقل انباء فضيحة الصور، لافتا الى ان «القوات البريطانية (العاملة في العراق) قد تعرضت لاساءة بالغة حين ألصقت بها هذه الفضيحة».

واذ تجنب رئيس الوزراء الصيني الخوض في فضيحة الصور مباشرة، فهو لمح الى ان ما يشهده العراق من اعمال وعنف وغيرها يعود بالدرجة الأولى الى تهميش الامم المتحدة. واعرب عن قلق بلاده حيال «الاوضاع غير المستقرة في العراق» مؤكداً وجوب معالجة هذه المشكلة بالسرعة الممكنة. ولخص موقف بكين حول سبل وضع حد للازمة الراهنة بالاشارة الى «ضرورة تسليم السيادة للعراقيين في أسرع وقت... واسناد دور قيادي للامم المتحدة في العراق». وشدد على ان «الامر الحاسم يكمن في اعادة الاستقرار الى العراق لانه ليس بوسعك ان تبدأ باعادة البناء ما لم يحصل الاستقرار».