المتحدث باسم حركة قرنق : حسمنا الخلافات حول العاصمة وقدمنا تنازلا مهما حول الشريعة

ياسر عرمان أكد حصول اتفاق على منصب نائب ثان من المؤتمر الوطني

TT

قال ياسر عرمان الناطق باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان التي يتزعمها العقيد جون قرنق امس ان السودانيين الان على مشارف اتفاق تاريخي ينهي عداوة اكثر من 20 عاما من الحرب الأهلية، لكنه اشار الى ان «يوم (الوقفة) الذي يسبق العيد الكبير لم يحن بعد» مشيرا الى ان وجود بعض العقبات التي «يجري حلها.. والكل يتطلع ويترقب ذلك الحل». واكد عرمان لـ«الشرق الأوسط» ان القضايا الكبرى والاستراتيجية قد تم تجاوزها بالفعل «مثل قضايا حق تقرير المصير، وعلاقة الدين بالدولة، ووجود جيشين في الفترة الانتقالية وتقاسم الثروة». وقال «تبقت 6 قضايا رئيسية في مسألتي المشاركة في السلطة والمناطق الثلاث.. منها 4 قضايا تم التوصل فيها الى تفاهمات مبدئية وشبه اتفاق حولها وهي العاصمة التي قبلت الحركة بتطبيق القوانين الاسلامية فيها مع وجود ضمانات كافية لحماية حقوق المسيحيين وغير المسلمين على ان تعرض القضية مستقبلا على برلمان منتخب».

وقال «هذا تنازل بين من جانبنا.. وبذا تعتبر هذه القضية شبه منتهية». وحول قضية الرئاسة قال «قبلنا بنائب ثان للمؤتمر الوطني» وفي موضوع منطقة ابيي اشار الى ان الطرفين قبلا بالمقترحات الأميركية، اما حول موضوع اجهزة الامن قال ان الجانبين اتفقا مبدئيا على اعادة هيكلتها. واكد عرمان ان الطرفين يواجهان حاليا صعوبات في عناصر وتفاصيل متعلقة في قضيتين من الست الرئيسية وهما توزيع السلطة في منطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق وفي الحكومة القومية والمركزية، وقال «هذه تفاصيل يجب ان لا تقف كعقبة في طريق اتفاق سلام ينهي اكثر من 20 عاما من الحرب». واكد ان «البديل لاكمال الاتفاق الحالي سيكون الاسوأ في تاريخ السودان الحديث.. فالبديل سيكون حربا ستمتد شرقا وغربا ووسطا وجنوبا، وهذا امر يجب ان لا نستعجل الخطى نحوه وان نعطي السلام فرصة على حد تعبير المغني البريطاني الراحل جون لينون الشهيرة (اعط السلام فرصة)، نستطيع ان نقول اننا على مشارف الاتفاق ولا نقول ان اليوم هو يوم (الوقفة) الذي يسبق العيد الكبير فهناك بعض العقبات يجري حلها والكل يتطلع ويترقب ذلك الحل».

واكد عرمان وجود اجتماعات مستمرة بين زعيمي الوفدين، نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه والدكتور جون قرنق زعيم الحركة الشعبية، لحل القضايا العالقة، كما اشار الى وجود لجنة مشتركة تبحث عن الحل. وحول الأنباء التي اشارت الى ان التوقيع على القضايا المتبقية في السلطة والمناطق الثلاث سيكون بحلول الاثنين (امس) او الثلاثاء (اليوم) قال عرمان «كان ذلك التزاما قطعه رئيسا الوفدين لوزراء خارجية «الايقاد» حينما زاروا مقر التفاوض» واضاف «بالنسبة لنا في الحركة الشعبية ما زلنا نرى ان الاتفاق ممكن وسنبذل كل ما هو ممكن في الوصول اليه». واشار الى ان التصريحات السلبية التي اطلقت في الخرطوم حول وجود عقبات وتشاؤم «أتت في غير مكانها او زمانها». وقال «المصادر التي لا تكشف عن نفسها لا تستحق الرد، لا سيما اذا ما تعلق الامر بقضية في غاية الاهمية ومصيرية بالنسبة للشعب السوداني مثل الموقف الدقيق الذي تمر به مفاوضات السلام». ومضى «هذه المفاوضات علق عليها الشعب السوداني آماله الى درجة ان الأفراد العاديين يربطون قضاياهم مثل تغيير وظائفهم وزواجهم والعودة الى السودان باتفاقية السلام.. وهذا يتطلب منا مسؤولية عالية ونحن بالفعل على مشارف اتفاق سلام وعلى حافة انهاء الحرب والتحول الديمقراطي».