بدأ السناتور جون كيري المرشح المنتظر للحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الاميركية امس حملة تستمر اسبوعا يهاجم خلالها السياسة الداخلية للرئيس الجمهوري جورج بوش وعلى رأسها النفقات الباهظة للرعاية الصحية.
وكان بوش يأمل في ان يتحسن موقفه في هذا المجال بعد ان وقع التشريع ليصبح قانونا العام الماضي. ولكن منذ ذلك الوقت تحول برنامج الرعاية الصحية للرئيس الجمهوري الى محور للجدل وطالته مزاعم رشاوى ورفع النقاب عن ان تكلفته ستزيد عن المبلغ المرصود له وهو 400 مليار دولار بمقدار الثلث.
وسيركز كيري اهتمامه على قضية الرعاية الصحية التي تجيء، مثلها مثل الاقتصاد، على قائمة اهتمامات الناخب الاميركي. وألقى كيري امس كلمة امام طلاب التمريض بجامعة ادينبورو، بنسلفانيا، حذر فيها من ان تكاليف الرعاية الصحية ترتفع الى مستويات تصل الى حد مستويات الازمة بتسارع قدر بأربعة امثال زيادة الرواتب العام الماضي. وقال كيري في بيان سابق لخطابه: «من غير المقبول ان نقف ساكنين بلا حراك بينما تفقد الاسر مدخراتها والعمال وظائفهم وتغلق مشروعات الاعمال ابوابها بسبب النفقات العالية للرعاية الصحية».
وأعدت حملة كيري تقريرا جاء فيه ان اجمالي زيادة دخل الاسرة بلغ 2777 دولارا في الاربع سنوات الماضية وان الاميركيين يدفعون الان في التأمين الصحي اكثر من اي شعب اخر. وقال التقرير انه مع ارتفاع هذه التكلفة وجد اصحاب العمل الاميركيون انفسهم في موقف تنافسي ضعيف اضطرهم الى تقليص فرص العمل واللجوء الى تشغيل عمال القطعة او المؤقتين.
كما دعا كيري الى الغاء الخفض الضريبي الذي يقدمه بوش للاميركيين الذين تزيد دخولهم عن 200 الف دولار في العام ليغطي نفقات برنامج الرعاية الصحية لعشرة اعوام وهو 650 مليار دولار. ويعد كيري في حملته بأن توفر خطته للعاملين 1000 دولار من العائدات سنويا.
من جهة اخرى ينظر كيري، الذي يواجه انتقادات بشأن ضعف حملته، بقلق الى الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون. ومصدر القلق هو ان هذا الأخير يضع الآن اللمسات النهائية لكتاب مذكراته الذي ستطبع منه مليون ونصف المليون نسخة دفعة اولى فقط. ويخشى كيري ان ينتزع كلينتون الضوء من حملته وأن يستأثر باهتمام الجمهور الذي سيتابع اللقاءات الاذاعية والتلفزيونية معه.