العنف يشوب الانتخابات الفلبينية

TT

مانيلا ـ وكالات الأنباء: شابت الانتخابات الفلبينية اعمال عنف بعد ان أدلى الناخبون بأصواتهم امس، وتركزت المنافسة بين الرئيسة الحالية غلوريا ماكاباغال ارويو والنجم السينمائي فرناندو بوي لقيادة مسيرة مكافحة الفساد والفقر والتمرد في الجنوب وانعاش الاقتصاد.

وشملت الانتخابات، الى جانب منصب الرئيس، منصب نائب الرئيس ومقاعد الكونغرس و17 الف منصب حكومي آخر. ومن المقرر ان تظهر النتائج الرسمية خلال شهر، وان كان استطلاع رأي الناخبين لدى الخروج من اللجان الانتخابية ولجان المراقبة المستقلة يمكن ان يكشف عن بعض المؤشرات خلال اسبوع.

وقتل ما لا يقل عن 20 قبل بدء عملية التصويت بقليل في شتى انحاء البلاد، كما انفجرت عدة قنابل في مناطق زراعية. ومن المتوقع ان يمنح الناخبون، البالغ عددهم 43 مليون نسمة، الرئيسة الحالية للبلاد فترة رئاسة جديدة تستمر ست سنوات وفرصة لتحسين سجلها المتواضع في مجال الاصلاحات، الا انها تواجه منافسة قوية من معارضة يقودها بوي.

وقالت ارويو، بعد ان ادلت بصوتها في مسقط رأسها باقليم بامبانغا شمال العاصمة مانيلا: «اصلي من اجل السلام ووحدة بلادنا». وأدلى بوي بصوته في مدرسة بسان خوان وهو يرتدي قميصا وردي اللون ونظارة سوداء اعتاد ارتداءها وقد التف حوله المعجبون. واكتفى الممثل الذي قدم 282 فيلما بعبارة قصيرة قال فيها: «السلام من اجل الجميع».

واظهرت استطلاعات الرأي ان ارويو، حليفة الولايات المتحدة الوثيقة في الحرب على الارهاب، تتقدم بسبع نقاط مئوية على منافسها الرئيسي بوي. ومن المتوقع ان يقتسم ثلاثة مرشحين ثانويين للرئاسة نحو ثلث الاصوات. وتتمتع ارويو، 57 عاما، وهي دارسة للاقتصاد تدربت في الولايات المتحدة وابنة رئيس سابق، بتأييد رجال الاعمال والجماعات المسيحية وجانب كبير من الصفوة السياسية. اما النجم السينمائي بوي، 64 عاما، الذي ترك المدرسة وهو في الخامسة عشرة من عمره، فقد ورث المؤيدين الفقراء للرئيس الفلبيني المخلوع جوزيف استرادا. كما تسانده ايضا ايميلدا ماركوس أرملة الدكتاتور الفلبيني الراحل فرديناند ماركوس الذي انتهى عقدان من حكمه عام 1986، بالانتفاضة الشعبية الاولى من بين انتفاضتين لما صار يعرف بـ«سلطة الشعب». اما الانتفاضة الثانية فقد أنهت حكم استرادا.

وتعد التهديدات الامنية وعمليات التلاعب والعدد الكبير من الناخبين الذين لم يحددوا موقفهم بعد وتقدر نسبتهم بنحو 12 في المائة عناصر تجعل نتيجة الانتخابات غير واضحة في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 82 مليون نسمة اغلبهم من الكاثوليك. وبعد نحو 20 عاما على احتجاجات سلطة الشعب الضخمة التي اسقطت الرئيس الراحل ماركوس تواجه الفلبين فسادا واسع النطاق وديونا تحصد ثلث الانفاق الحكومي، مما لا يترك شيئا يذكر لانتشال نحو 30 مليون نسمة من الفقر.

ويضع الناخبون ايضا نصب أعينهم ارتفاع معدل الجريمة وقلة الوظائف وحملات التمرد من جانب الشيوعيين والمسلمين. وأعلنت حالة التأهب بين نحو 230 الفا من الجنود ورجال الشرطة، بعد تحذيرات من هجمات يشنها متشددون مسلمون رغم ان الخصومات بين المرشحين والاشتباكات بين الثوار الشيوعيين هي التي اسقطت معظم القتلى خلال 90 يوما من الحملة الانتخابية وبلغ عددهم 100 قتيل.

وذكرت الشرطة الفلبينية انها قتلت اول من امس سبعة مسلحين من جماعة سياسية غير معروفة في اقليم شمالي. كما قتل بالرصاص امس احد منظمي الحملات الانتخابية في اقليم سيبو بوسط البلاد. وقتل ايضا ستة في مناوشات بمينداناو حيث تقاتلت عدة جماعات من اجل قيام دولة اسلامية في المنطقة.