الصدر يطلب التفاوض مع الأميركيين وسكان النجف يتظاهرون لإبعاد ميليشياته عن المدينة

TT

عرض الزعيم الديني المتشدد مقتدى الصدر انهاء التمرد الذي يقوم به في المناطق الجنوبية من العراق شرط موافقة الاميركيين على التفاوض معه، وبينما شارك مئات في مسيرة بمدينة النجف العراقية أمس طالبوا فيها الصدر بسحب مقاتليه من المدينة المقدسة لدى الشيعة أعلن محافظ النجف الجديد عدنان الزرفي أمس ان الملاحقات القضائية بحق الصدر في قضية قتل رجل الدين عبد المجيد الخوئي ستعلق في حال وافق على نزع سلاح الميليشيا التابعة له.

وأفاد بيان صادر عن مكتب الصدر أمس ان الاخير عرض انهاء التمرد الذي يقوم به في المناطق الجنوبية من العراق شرط موافقة الاميركيين على التفاوض معه. وقال الصدر في بيانه «انني مستعد للتدخل لإنهاء كل شيء اذا ما صرحت قوات الاحتلال رسميا بطلب المفاوضات شرط ان تكون منصفة ونزيهة وباشراف المرجعية الدينية» من غير ان يصرح عن النقاط او المواضيع التي يريد التفاوض حولها مع قوات التحالف.

وقال شهود ان مسيرة توجهت الى منطقة ضريح الامام علي بوسط المدينة طالب خلالها المئات من أهالي النجف الصدر بسحب مقاتلي جيش المهدي والانسحاب من النجف, وأطلق بعض مسلحي الصدر النار في الهواء، لكن غالبية المشاركين في المسيرة كانوا قد تفرقوا بسلام.

وجاءت المظاهرة التي نظمها خصوم الصدر بعد مظاهرة أصغر نظمت أول من أمس وعكست الضغوط المتنامية لكبار زعماء الشيعة على الصدر لاخراج رجاله من المدينة التي تطوقها القوات الأميركية. وكانت القوات الأميركية قد حاصرت النجف في اطار حملتها للقضاء على جيش المهدي الذي يتزعمه الصدر وإنهاء الانتفاضة الشيعية الذي يقودها ضد قوات الاحتلال في العاصمة العراقية بغداد ومدن شيعية في جنوب البلاد. وتوعدت القوات الأميركية بقتل الصدر أو اعتقاله وتقول انه متورط في اغتيال زعيم شيعي اخر هو عبد المجيد الخوئي وهو ما ينفيه الصدر. ويعارض الزعيم الشيعي الشاب تيار رئيسي في المؤسسة الدينية الشيعية دعاه لانهاء المواجهة الجارية بين ميليشياته والقوات الأميركية وسحب رجاله من المساجد. وكان الصدر قد بدأ انتفاضته ضد القوات التي تقودها الولايات المتحدة الشهر الماضي ولجأ الى النجف وتأمل القوات الأميركية ان تنجح الضغوط الداخلية في اخراجه من المدينة المقدسة. وأعلن قادة أميركيون انهم لا يريدون التوغل في المناطق المقدسة خشية استثارة غضب الشيعة لكن الجنرال جون ابي زيد قائد القوات الأميركية في الشرق الاوسط قال امس ان صبره بدأ ينفد.

من جهة أخرى اعلن محافظ النجف الجديد عدنان الزرفي أمس ان الملاحقات القضائية بحق الزعيم الشيعي المتطرف مقتدى الصدر في قضية قتل رجل الدين عبد المجيد الخوئي ستعلق في حال وافق على نزع سلاح الميليشيا التابعة له. وقال الزرفي في تصريحات لصحافيين «هناك مجال لحل موضوع السيد مقتدى بأن تحل الميليشيات». وأضاف انه لمس خلال لقاءاته مع الحاكم المدني الاميركي في العراق بول بريمر ومسؤولي التحالف «شيئا ايجابيا بالنسبة للعملية السلمية» في حل مسألة ملاحقة الصدر. وقال الزرفي ان «حرمة المدينة والمساجد انتهكت» في اشارة الى دخول القوات الاميركية النجف، في وقت تدور مواجهات يومية بينهم وبين مسلحي الصدر بضواحي المدينة.

وأشار محافظ النجف الى ان قوات الدفاع المدني العراقي ستجند اربعة الاف عنصر جديد بهدف اعادة النظام الى المدينة الشيعية. وقال «ستشكل قوة جديدة لحماية النجف وهي قوة الدفاع المدني العراقية الموجودة في النجف سيضاف اليها اربعة آلاف عنصر»، مشيرا الى ان «هؤلاء العناصر اغلبهم من عشائر النجف» ومن الاحزاب السياسية. وبعد ان اجتمع مع بعض ممثلي عشائر النجف في مبنى المحافظة أمس، دعا الاحزاب السياسية وشيوخ العشائر الى «تزكية عدد من الاشخاص لاختيار أسماء» العناصر الجدد، مؤكدا انهم «سيدربون تدريبا جيدا». وأوضح انه «سيكون هناك تنسيق كامل مع القوات الاميركية» في تشكيل القوة.

وكان ضابط كبير في قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق قد أعلن عن مقتل 13 من عناصر ميليشيا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر ليل أول من أمس في تبادل لاطلاق النار مع القوات الاميركية قرب مدينة الكوفة وسط العراق. وقال المسؤول العسكري الذي طلب عدم كشف هويته ان «القوات الاميركية واجهت قوات معادية للتحالف وقتلت 13 (مقاتلا) منهم وجرحت 14 آخرين». وتضاربت الانباء حول ما إذا كانت قوات التحالف قد جرحت 14 من أنصار الصدر أو أسرتهم، حيث يقول المتحدثون باسم الصدر ان الجيش الأميركي دأب على المبالغة في أرقام ما يوقعه من قتلى في صفوف جيش المهدي. ودارت المعارك حول مبنى يستخدمه انصار جيش المهدي.