الصليب الأحمر: أبلغنا الأميركيين بخروقاتهم وليس من تقاليدنا الكشف عن تقاريرنا

TT

دافع متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن عدم نشر اللجنة معلومات عن اساءة معاملة المعتقلين في السجون العراقية رغم علمها بها قبل عدة اشهر. وقال معين قسيس المتحدث باسم اللجنة في العاصمة الأردنية عمان ان طريقة عمل اللجنة تتسم منذ 140 عاما من العمل في ظروف الحرب والنزاعات برفع تقارير غير معلنة وتسليمها الى المسؤولين عن المعتقلات والأسرى بهدف اجراء التحسينات على اوضاعهم وحماية كرامتهم، موضحا ان «هذه الاجراءات متبعة في مختلف انحاء العالم وقد مكنتنا من زيارة نصف مليون معتقل وأسير في 1923 مركز اعتقال في 80 دولة في العالم». وأوضح قسيس ردا على اسئلة «الشرق الأوسط» ان مندوبي اللجنة الدولية يقومون بزيارات الى مراكز الاحتجاز والسجون في العراق منذ أكتوبر (تشرين الأول) عام 2003 للاطلاع على اوضاع المعتقلين، مشيرا الى ان أول زيارة كانت لسجن أبو غريب برفقة طبيب لتفقد الاوضاع الصحية للسجناء العام الماضي.

واضاف ان اللجنة تقوم بالاجراءات المتبعة في جميع انحاء العالم برفع تقارير الى المسؤولين عن مراكز الاعتقالات والسجون متضمنة الملاحظات والاقتراحات لتحسين ظروف الاعتقال. وعن سجن أبو غريب قال قسيس ان اللجنة الدولية للصليب الأحمر رفعت الى المسؤولة الادارية الأميركية الجنرال جانيس كاربنسكي والتقت مع المدعي العام الأميركي في العراق وتضمنت هذه التقارير واللقاءات شرح الكثير من الخروقات التي شاهدها مندوبون في السجون وخاصة سجن أبو غريب موضحا ان اللجنة رفعت وسلمت يوم 12 أكتوبر الماضي تقريرا مفصلا بعد زيارات متكررة الى السجن المذكور الى الحاكم المدني بول بريمر والجنرال ريكاردو سانشيز وتضمن التقرير شرحا مفصلا لكل الانتهاكات والخروقات التي تحدث في السجن. وقال قسيس «نعتقد ان تقريرنا دفع السلطات الأميركية الى فتح تحقيق عسكري حول ما يجري في سجن أبو غريب وربما من المفيد ان نذكر انه عندما تكررت الزيارات في هذه السنة لاحظ مندوبونا بعض التحسينات في اوضاع السجون والمعتقلين والتي تبنتها اللجنة ولكن هناك الكثير من الامور والمشاكل التي سنعمل على حلها ومتابعتها». ورد قسيس على الاتهامات التي تقول ان الصليب الأحمر كان على علم بما يحدث من دون ان يبلغ عن ذلك، قائلا «الكلام غير دقيق وقد قمنا بالزيارات ورفعنا التقارير الى اعلى المسؤولين في الادارة الأميركية». وقال قسيس ان رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جيكوف كيلن بيرغر التقى في يناير (كانون الثاني) الماضي مستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس ووزير الخارجية الأميركي كولن باول ونائب وزير الدفاع الأميركي بول وولفويتز ومع ان الزيارة كانت للحديث عن معتقل غوانتانامو الا ان رئيس اللجنة لفت انتباه المسؤولين الأميركيين الى الانتهاكات التي تحدث في السجون العراقية. وذكر قسيس ان سرية عملنا مكنتنا من الدخول الى الزنازين ولقاء المعتقلين والاسرى من دون رقيب والسماع الى ما يتعرضون اليه من حالات تعذيب وبطريقة عملنا كسبنا ثقة السلطات التي نعمل معها من اجل اجراء تحسينات فورية على ظروف الاعتقال واتخاذ كافة الاجراءات لوضع حد للانتهاكات وهذه الطريقة مكنتنا من الحصول على معلومات لم تنشرها وسائل الاعلام اخيرا ومن اثارة امور كثيرة وتفاصيل لمسؤولي قوات التحالف في السجون العراقية مثل فترات التوقيف الطويلة واعتقال السلطات المواطنين من الشوارع من دون ابلاغ ذويهم او تحسين الظروف الصحية من خلال أطباء اللجنة. كما ان تقاريرنا التي نرفعها الى قوات التحالف تتضمن حقائق كثيرة لم يسبق الاشارة اليها من قبل مثل حالات السجن الانفرادي ووضع المعتقلين والسجناء في اماكن خطرة تؤثر على حياتهم واستعمال القوة في نزع الاعترافات حيث ان هذه الامور توصلنا اليها من خلال طريقة عملنا وبحثها مع السلطات في قوات التحالف. وفي ختام حديثه قال قسيس سنواصل العمل والزيارات بهدف ادخال المزيد من التحسينات على ظروف الاعتقال واوضاع المعتقلين والأسرى.