مساعد لمقتدى الصدر: لم نتفق مع «المجلس الأعلى» على الانسحاب من النجف

فؤاد الطرفي لـ«الشرق الأوسط»: القوات الأميركية ستواجه مأزقا كبيرا إذا دخلت إلى المدينة

TT

نفى مدير العلاقات العامة في مكتب الشهيد الصدر في النجف فؤاد الطرفي ان يكون هناك اتفاق بين المجلس الاعلى للثورة الاسلامية بزعامة عبد العزيز الحكيم و«جيش المهدي» التابع للزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر على انسحاب هذا الجيش من مدينة النجف، معتبرا ان المظاهرات التي خرجت امس وأول من أمس «بتحريض» من ممثل المجلس الاعلى صدر الدين القبانجي كانت تهدف الى «اثارة الفتنة والحرب الاهلية».

وقال الطرفي في حديث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف أمس ان الحوزة العلمية في النجف والمرجعية وآية الله علي السيستاني المرجع الشيعي الأعلى لم يطلبوا من الصدر او «جيش المهدي» ترك مدينة النجف، معتبرا ان التوتر الحاصل هناك ناجم عن القوات الاميركية التي تتمركز على مبعدة اربعة كيلومترات من مركز المدينة.

* ما سبب خروج هذه المظاهرات في مدينة النجف؟

ـ سببها ان القبانجي حرض البعض على الخروج والمطالبة برحيل «جيش المهدي» من مدينة النجف بحجة ان هناك اتفاقا بين المجلس الاعلى للثورة الاسلامية والسيد مقتدى الصدر لاخراج «جيش المهدي» من المدينة، والحقيقة انه ليس هناك اي اتفاق بهذا الصدد بيننا وبين المجلس الاعلى.

* صدرت بيانات من الحوزة العلمية تطالب «جيش المهدي» بترك مدينة النجف؟

ـ ليست هناك اية بيانات من هذا القبيل والمرجعية بريئة من هذه التصرفات.

* كيف هي علاقاتكم مع المجلس الاعلى للثورة الاسلامية؟

ـ علاقاتنا طيبة معهم ومع قياداتهم لكن القبانجي الذي يمثلهم بدأ يصرح بكلام ليس له صحة في الواقع مثل اتفاقية خروج «جيش المهدي» من النجف وترك مسؤولية حماية المدينة الى قوات بدر او أهل النجف.

* من يحمي النجف اليوم؟

ـ يحميها رجال القانون والدوريات الامنية تتجول حتى في الليل.

* لماذا اذن الوضع متأزم في المدينة؟

ـ قوات الاحتلال هي سبب تأزم الأوضاع الأمنية، فإذا مرت سيارة قرب اي رتل عسكري أميركي يفتح الجنود الاميركيون النار عليها، حتى اذا اقترب شخص او مر من قرب رتل عسكري اميركي يتم قتله على الفور.

* اين تتمركز القوات الاميركية الآن؟

ـ في كل مكان حول النجف وفي داخلها، وأقرب نقطة لهم قرب مستشفى الصدر بين النجف والكوفة كما هناك قوات قرب ساحة ثورة العشرين وفي المعهد الفني التقني.

* هل انتم تمثلون «جيش المهدي»؟

ـ نحن مؤسسة الشهيد الصدر التي تهتم بالشهيدين الصدر الاول (محمد باقر الصدر)، والشهيد محمد صادق الصدر وكذلك السيد مقتدى الصدر، ومؤسستنا مستقلة.

* كمؤسسة ما هي مطالبكم؟

ـ هي ذاتها مطالب المرجعية الشريفة والحوزة العلمية وتتلخص باعتبار النجف وكربلاء والمدن المقدسة الاخرى خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها من قبل قوات الاحتلال.

* وما هي مطالب مقتدى الصدر؟

ـ ليس للسيد مقتدى الصدر اية مطالب شخصية، بل ان مطالبه تهم الشعب العراقي وهي اطلاق سراح المعتقلين ومعاملة الاسرى وفق معاهدات جنيف وخروج القوات المحتلة من العراق.

* ألم يطالب بإلغاء أمر القاء القبض عليه على خلفية اتهامه بقتل السيد عبد المجيد الخوئي؟

ـ كلا لم يتقدم بمثل هذا الطلب.

* لماذا اذن لا يسلم نفسه ويمثل امام قاضي التحقيق؟

ـ اولا انا لم اكن موجودا خلال حادث مقتل السيد الخوئي، وبالتالي لا اعرف تفاصيل الحادث، ثم ان ردة الفعل في الشارع على صدور أمر بإلقاء القبض على السيد مقتدى كانت عنيفة ولم نستطع السيطرة عليها وكأنه هناك يقين لدى الناس بانه بريء.

* هناك من يتحدث عن وجود بقايا من ميليشيات فدائيي صدام بين صفوف «جيش المهدي»؟

ـ أنا رجل قاتلت نظام صدام منذ عام 1991 وحتى 1999، حيث القي القبض علي وحكم علي بالاعدام، ثم تم تخفيف الحكم الى المؤبد وبقيت في السجن حتى العفو الشامل الذي أصدره صدام قبل الحرب، وأنا ألد أعداء البعثيين ولو كان هناك بعثيون بين قوات «جيش المهدي» لحاربتهم بنفسي، ووجود اتباع للبعثيين بين صفوفنا مجرد ادعاءات.

* هل انتم من يتكفل الآن بإدارة ضريح الإمام علي؟

ـ المرجعية كلفت السيد علي السبزواري بإدارة الضريح بعد ان كانت هناك عائلة مكلفة من صدام بإدارته.

* التقارير الاخبارية تقول ان وجود «جيش المهدي» في النجف اثر على استقرارها ووضعها الاقتصادي؟

ـ قوات الاحتلال هي التي تسببت في ذلك.

* ولكنك قلت ان قوات الاحتلال خارج مركز المحافظة؟

ـ لكنهم يدخلون الى الاحياء السكنية بين فترة وأخرى.

* هل يقتربون كثيرا من ضريح الإمام علي؟

ـ النجف مدينة صغيرة وقوات الاحتلال تستطيع ان تكون قريبة من الضريح من غير ان تقترب كثيرا، فهم موجودون في حي السعد وساحة ثورة العشرين وحي الغدير ويتجولون في مقبرة السلام.

* وهل هذا باعتقادك سبب عدم مجيء الزوار الايرانيين الى النجف؟

ـ الزوار الايرانيون انقطعوا عن المجيء منذ حادث اغتيال السيد محمد باقر الحكيم ومن ثم تفجيرات يوم العاشر من محرم التي اتهمت فيها اميركا عناصر ايرانية مخربة، ثم ان الحكومة الايرانية خفضت في عدد الايرانيين القادمين بصورة شرعية ومنعت تسرب الداخلين الى العراق بصورة غير شرعية.

* هل تعتقد ان هناك عناصر ايرانية مخربة تسربت الى العراق؟

ـ أنا لم أر أو التقي بنفسي مثل هذه العناصر وتبقى مجرد اتهامات اميركية.

* نعود الى مظاهرات النجف، الاخبار قالت ان «جيش المهدي» اطلق النار في الهواء لتفريقها؟

ـ العكس هو ما حدث، خرج ما بين 50 و60 شخصا واطلقوا النار بالهواء لاجبار «جيش المهدي» للرد عليهم ومن ثم اشعال حرب أهلية لا يمكن اطفاء نارها اذا ما اشتعلت.

* اين يتمركز «جيش المهدي»؟

ـ حول مدينة النجف.

* وفي داخلها؟

ـ هناك وجود للجيش في داخل المدينة لكنه وجود غير مسلح، اذ ان عليهم التخلي عن اسلحتهم على بعد 50 مترا من مرقد الإمام علي.

* وفيلق بدر؟

ـ ليس هناك وجود لفيلق بدر في المدينة او في الاقل وجودهم غير مسلح، لكن قياداتهم ووجهاءهم غالبا ما يزورون ضريح الإمام، أمس زارها العامري وابو علي النجفي والمياحي وهم من وجهاء فيلق بدر.

* ما هي توقعاتكم بما سيحدث في المستقبل القريب جدا؟

ـ نحن نتوقع كل شيء من قوات الاحتلال، لكنهم اذا فكروا بدخول المدينة فسوف يقعون في مأزق كبير للغاية.

* وما هي اقتراحاتكم لحل الأزمة؟

ـ الطريق الوحيد هو ان تلجأ القوات الاميركية للتفاوض مع السيد مقتدى الصدر او انها ستقاتل كل الشعب العراقي.

* هل بإمكانكم مواجهة القوات الاميركية؟

ـ نعم هناك استعداد كامل لمواجهتها.