الجزائر: مساعدو حطاب أعدموه بعد إدانته بـ«الكفر والخيانة»

TT

أكدت مصادر متطابقة ان مؤسس وزعيم «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» حسان حطاب «اعدم» على يد مساعديه في نهاية صيف 2003 في منطقة القبائل (شرق العاصمة) حيث تنشط الجماعة. ففي وقت نقلت وكالة الانباء الأفريقية (بانا) عن مصادر دبلوماسية تأكيدها ان حطاب «توفي» وان بعض رفاقه في الجماعة اعتقلوا على ايدي مجموعة مسلحة تشادية، افادت صحيفة «لكسبرسيون» الجزائرية امس ان حطاب «اعدم» بعد ان حوكم وادين بتهمة «الخيانة والكفر» على يد مساعديه الذين سيطروا على الجماعة المسلحة.

ونقلت الصحيفة عن عضو سابق في الجماعة انسحب من معاقلها قبل اشهر قوله: «رأيته بأم عيني ممددا في بركة من الدم وهو قتيل بعد اصابته بعدة رصاصات في رأسه وصدره». واضافت الصحيفة ان خصوم حطاب، لا سيما عمار الصايفي الملقب بعبد الرزاق «البارا» (المظلي) ونبيل صحراوي الملقب بأبي ابراهيم مصطفى الذي حل محله على رأس الجماعة السلفية للدعوة والقتال، اخذوا عليه انه «تفاوض مع السلطات الجزائرية» حول مصير الجماعة.

وقد اشتهر «البارا» خصوصاً منذ تدبيره عملية خطف 32 سائحا اوروبيا احتجزوا طوال خمسة اسابيع بين فبراير (شباط) ومارس (آذار) 2003 في الصحراء الجزائرية ثم الصحراء المالية. وهو محتجز حاليا لدى مجموعة تشادية معارضة لحكومة نجامينا.

وكان حطاب، المعروف باسم أبو حمزة، قد عرف محطات مختلفة في حياته، فقد ولد عام 1968 في حي بن زرفة ببلدية برج الكيفان في الضاحية الساحلية الشرقية للعاصمة الجزائرية، ونشأ في ظروف اجتماعية تتميز بالفقر والعوز مثل غالبية سكان تلك المنطقة. وبعد ان فشل في تخطي عقبة شهادة البكالوريا، التحق بصفوف الخدمة العسكرية كمجند في الجيش. وخلال فترة خدمته العسكرية، تعرف على عمار صايفي في ثكنة عسكرية بسكيكدة (500 كلم شرق العاصمة).

وبعد الغاء نتائج انتخابات عام 1991، قرر حطاب حمل السلاح والانخراط في صفوف «حركة الدولة الاسلامية» التي اسسها سعيد مخلوفي صاحب الكتاب الشهير «العصيان المدني» الذي اعتبر آنذاك مرجعا في التمرد على الحكومة الجزائرية.

وفي عام 1994، اصبح حسان حطاب عضوا في «الجماعة الاسلامية المسلحة» بفضل توحد غالبية الفصائل المسلحة التي تشكلت بعد الغاء انتخابات عام 1991، تحت راية الجماعة الاسلامية.

انشق حطاب عن الجماعة المسلحة عام 1996 اثر مقتل قائدها العام آنذاك جمال زيتوني، وغادرها بصفة نهائية في 14 سبتمبر (أيلول) 1998 عندما اسس «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» مع مجموعة ممن أخذوا على الجماعة الاسلامية استهدافها المفرط للمدنيين.

وقد عين حطاب اميرا مؤقتا على الجماعة السلفية حتى أبريل (نيسان) 1999، تاريخ تولي عبد المجيد ديشو المدعو ابو مصعب قيادة التنظيم المسلح. وبعد مقتل ابو مصعب في أغسطس (آب) من نفس السنة، اعتلى حسان حطاب هرم القيادة وظل يتزعمها الى غاية صيف 2003 .

وتقول بيانات الجماعة السلفية، ان أبو حمزة استقال بمحض ارادته، بينما تذكر مصادر أمنية انه تمت تنحيته عن طريق «انقلاب أبيض» من طرف رفاقه، الذين عينوا مكانه نبيل صحراوي المدعو مصطفى أبو ابراهيم.