سكان 10 أحياء في جدة يمضون ليلة في الفنادق والشقق المفروشة نتيجة عطل فني في محطة لتحويل الكهرباء

TT

خيم الظلام الليلة قبل الماضية على اكثر من 10 أحياء سكنية في مدينة جدة بينها (الصفا والرحاب والنسيم والعزيزية ومشرفة)، بسبب عطل فني وقع في محولين كهربائيين في منطقة التحويل الرئيسية بالمدينة.

الانقطاع الذي بدأ قرابة الساعة الحادية عشرة والنصف مساء الاثنين واستمر حتى ظهر أمس، دفع بكثير من السكان الى الخروج من منازلهم لتمضية بقية الليل لدى أقاربهم أو في الفنادق والشقق المفروشة هربا من حرارة الطقس التي سجلت 38 درجة مئوية في المساء.

وقال نايف صالح وهو موظف استقبال في إحدى الشقق المفروشة في طريق المدينة إن الفنادق والشقق المفروشة سجلت ارتفاعا ملحوظا في أعداد النزلاء بعد منتصف الليلة قبل الماضية. واضاف «فوجئنا بتوافد عدد كبير من العائلات برفقة أطفالهم وأمتعتهم بحثا عن غرف شاغرة لتمضية بقية الليل. لقد تم تشغيل كافة الشقق في المبنى وهو أمر نادر في أيام الأسبوع العادية».

وعبر عدد من أصحاب المستودعات الغذائية عن مخاوفهم من تكرار انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة. وقال محمد الزهراني صاحب مستودع للخضار والفواكه في سوق جدة المركزي «السوق يحتوي على بضائع بملايين الريالات وهي معرضة للتلف في حالة إنقطاع التيار لفترة طويلة، أو توافق مع أعطال مفاجئة في المولدات الاحتياطية كما حدث في وقت سابق». لكن الزهراني عبر عن مخاوفه قائلا «ما نخشاه هو طول فترة انقطاع التيار الكهربائي. أما الانقطاع المؤقت ولفترة بسيطة فلن يؤثر على أعمالنا كوننا نتوفر على مولدات كهربائية احتياطية تفي بالغرض في حالة انقطاع التيار لساعات محدودة».

وقال «على شركة الكهرباء أن تظهر اهتماما أكبر بعدم تكرار الانقطاع مستقبلا. خصوصا أنها لا تتحمل أي أعباء لتعويض خسائرنا برغم ما ترتكبه من أخطاء».

وحسب بيان صادر عن الشركة السعودية للكهرباء فان «فرق الشركة المتخصصة قامت بمساعدة من الدفاع المدني بإعادة الأحمال الأولية وتغذيتها من مصادر بديلة. وتم إعادة آخر الأحمال قبل منتصف اليوم (أمس)»، مشيرة الى أنها «قامت بأقصى جهد لاعادة الخدمة الكهربائية وتغذية الأحمال المتأثرة ومن ثم فحص وتحليل الأسباب التي تؤدي الى مثل هذه الأعطال وانقطاعات الخدمة وتحديد الحلول الفنية لها لتفادي تكرار حدوث ذلك مستقبلا».

المهندس فؤاد جويد الشريبي من الشركة السعودية للكهرباء في المنطقة الغربية أكد أن انقطاع التيار الكهربائي شمل عددا من أحياء جدة الواقعة شرق شارع الأمير محمد بن عبد العزيز (التحلية سابقا)، مبينا أن نسبة العطل كانت اقل من 2 في المائة من نسبة أحمال مدينة جدة البالغة 4000 ميغاوات». وأرجع سبب ذلك الى «عطل فني أصاب أحد مغذيات الجهد الخارجة من محطة التحويل الرئيسية. ونظرا لشدة العطل حدث حريق في أحد مفاتيح الجهد والكيبل المتصل به ما أدى الى فصل محولات المحطة الثلاثة على مرحلتين».

الشريبي، وهو نائب رئيس أول بمنطقة أعمال الغربية لم يخف أسفه لما حدث وقال لـ«الشرق الأوسط» ردا على سؤال حول تحمل الشركة تعويض المتضررين من الخدمة الكهربائية «في كل دول العالم شركات الكهرباء لا تتحمل شيئا من ذلك، بل تقدم الخدمة ولا تضمنها. وهناك تعليمات للمواقع الهامة والحيوية مثل المصانع والقصور، وغيرها، بأن تتوفر لديهم مولدات احتياطية تعمل بشكل جيد، تحسبا لأي أمر طارئ».

من جهته أكد العميد صالح العليان، مدير شرطة جدة اتخاذ كافة الاحتياطات الأمنية منذ بداية العطل الكهربائي. وقال «قمنا بأخذ احتياطاتنا وإجراءاتنا الاحترازية، ولم نسجل أي ارتفاع في معدل الجرائم خلال فترة انقطاع التيار. وقامت فرق الصيانة بشركة الكهرباء في موقع العطل باحتواء الموقف بالسرعة اللازمة حيث تم اختصار 50 في المائة من الوقت المعتاد في مثل هذه الحالات».