المقاومون الفلسطينيون يدمرون ناقلة جند مدرعة من طراز «إم ـ 113 كاسمان» ويقتلون جنودها الستة

مقتل 5 فدائيين خلال عملية توغل لقوات الاحتلال في حي الزيتون جنوب مدينة غزة

TT

قصفت طائرة هليكوبتر اسرائيلية من طراز «اباتشي» سيارة مدنية فلسطينية من نوع «بيجو 504»، في حي الشجاعية في مدينة غزة، فقتلت الفلسطيني يوسف حجازي، 18 عاما، واصابت اربعة اخرين. وذكرت مصادر فلسطينية انه ليس معروفا ان كان حجازي ينتمي الى فصيل فلسطيني وان كان مستهدفا في القصف، ام انه كان مجرد انتقام اسرائيلي للخسائر العسكرية الفادحة التي تكبدتها قوات الاحتلال خلال توغلها في حي الزيتون.

وكان المقاومون الفلسطينيون قد نجحوا صباح امس في تدمير حاملة جند اسرائيلي مدرعة وقتلوا جميع من كانوا بداخلها وعددهم 6 جنود وهي اكبر حصيلة من القتلى في صفوف جنود الاحتلال تسفر عنها عملية توغل في قطاع غزة.

وقتل خمسة فلسطينيين وجرح تسعون اخرون في عملية التوغل التي استهدفت في ساعات الفجر الاولى من امس «حي الزيتون» جنوب شرقي مدينة غزة. وشارك في عملية التوغل 25 جيبا عسكريا من نوع «هامر»، انطلقت من مستوطنة «نتساريم»، مقلة جنودا من لواء الصفوة «جفعاتي»، وعناصر من كتيبة «شمشون».

وترجل جنود الاحتلال بسرعة وسيطروا على اسطح عدة منازل تقع في اطراف الحي بينما اندفعت نحو 60 دبابة من طراز «ميركافاه ثلاثة»، تغطيها طائرات الاباتشي، تقل عناصر جفعاتي ووحدة الهندسة الميدانية.

واعتقد قادة جيش الاحتلال الذين خططوا لعملية التوغل ان هذه المرة ايضا سيتم استدراج عناصر المقاومة للعمل وفق الشروط التي تخدم قواتهم، حيث يخرج عناصر المقاومة للتصدي للدبابات المقتحمة في المناطق المفتوحة وذات الكثافة السكانية القليلة نسبيا لكي يسهل على القناصة الذين اعتلوا اسطح المنازل اصطيادهم كما حدث في جميع عمليات التوغل التي قامت بها قوات الاحتلال حتى الان. غير ان عناصر المقاومة الذين عملوا لاول مرة تحت قيادة ميدانية موحدة، تعلموا دروس الماضي، وفطنوا للمخطط الاسرائيلي وتمترسوا في ازقة شوارع الحي وقاموا على عجل بزرع عبوات ناسفة كبيرة, بينما واصلت قوات الاحتلال تقدمها، لكن عبر طرق فرعية على اعتبار ان المقاومين الفلسطينيين لم يقوموا بزرع العبوات فيها. وعندما تقدمت الدبابات، وفي وقت واحد توالت التفجيرات التي باغتت جنود الاحتلال.

وفي احد شوارع الحي دخلت دبابة «ميركافاه» وحاملة جند مدرعة من طراز «ام ـ 113 كاسمان» فقام احد عناصر كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، باطلاق صاروخ من نوع «بتار» على الدبابة، فتعطلت على الفور، وما هي الا لحظات حتى اندفع احد زملائه، من احد الازقة المؤدية الى الشارع، ووضع عبوة ناسفة زنة 100 كيلوغرام اسفل حاملة الجند ليفجرها من على بعد زميل اخر فدوى انفجار سمع في جميع انحاء المدينة. وادى الانفجار الى تدمير الناقلة بالكامل وقتل الجنود الستة الذين كانوا بداخلها. وقام اطفال الحي باعتلاء الركام ونزع اجزاء من بزات الجنود، وغنموا الخوذات العسكرية، واجزاء من الرشاشات.

وقام نشطاء حماس بنقل اجزاء من ناقلة الجند، الى اعضاء الحركة في مناطق مختلفة تقع في محيط غزة، حيث تم عرض هذه الاجزاء على الجمهور الفلسطيني، الذي اعرب عن سعادته لهذه النتيجة. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية باللغة العبرية عن مصدر كبير في قيادة المنطقة الجنوبية ان المقاومين الفلسطينيين قاتلوا ببسالة في مواجهة قوات الاحتلال. وزاد تفجير ناقلة الجند الذي تبنته كتائب القسام من معنويات المقاومين الذين حاولوا تفجير المزيد من المدرعات والدبابات. واندفع عامر الجرجاوي احد قائد كتائب القسام في عملية التصدي باتجاه دبابة ووضع بسرعة عبوة ناسفة، وقام زملاؤه بتفجيرها من على بعد، الامر الذي ادى لاعطابها. لكن ما ان ارتد الجرجاوي للخلف باتجاه الزقاق الذي انطلق منه حتى عاجلته دبابة اخرى بقذيفة مدفعية ادت الى مقتله على الفور. ونجحت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي وكتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية وكتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة فتح، ولجان المقاومة الشعبية في اعطاب العديد من الدبابات.

في نفس الوقت قام عناصر وحدة الهندسة الميدانية في جيش الاحتلال بتفجير خمس عشرة من ورشات الخراطة والحدادة في حي الزيتون، بدعوى ان حركات المقاومة تستغل هذه الورشات في تصنيع قذائف الهاون، وصواريخ القسام. وادعت قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال ان عملية التوغل جاءت لتدمير هذه الورش، مستذكرة ان هذه القذائف تستخدم في قصف المستوطنات داخل قطاع والى الشرق من «الخط الاخضر». وواصلت سيارات الاسعاف نقل القتلى والجرحى الى مستشفى دار الشفاء منذ ساعات الفجر الاولى الى ما بعد الظهر. وقرب الثلاجة التي تودع فيها جثث القتلى، حدث ما تقشعر منه الابدان، حيث كانت احدى الجثث لم يكن تم التعرف عليهم مسجاة في الثلاجة، واختلفت عائلة ملك مع عائلة السويركي حول الجثة, فادعت عائلة ملك ان الجثة تعود لنجلها حازم، بينما ادعت عائلة السويركي ان الجثة تعود لنجلها احمد.

كان كل من الفريقين يريد ان يصدق مزاعم الطرف الاخر، وبينما هم على هذه الحال، فإذا بصرخات الفرح والعويل تنفجر في ان واحد، فقد فاجأ حازم ملك الفريقين ليخبرهما انه حي يرزق وانه لم يمسه سوء، فتعالت صرخات الفرح، وقام ذووه بالسجود شكرا لله على سلامته، في حين انهار الذين حضروا من عائلة السويركي، حيث تبين ان القتيل هو بالفعل ابنهم احمد.

من ناحيته قال الدكتور خالد السقا، مدير العلاقات العامة في مستشفى الشفاء ان قوات الاحتلال حرصت على المس بالاجزاء العلوية من اجسام المصابين، لالحاق اكبر قدر من الاذى بها. واضاف السقا انه نظرا للاصابات الحرجة، فقد اجريت عمليات لبتر اطراف العديد من المصابين الذين وصلوا الى المستشفى. وذكرت مصادر طبية ان عيون بعض المصابين اتلفت جراء اصابة هؤلاء بشكل مباشر في الوجه بقذائف الاحتلال.

الى جانب ذلك استهدف جنود الاحتلال محول الكهرباء الرئيسي الذي يغذي حي الزيتون، الامر الذي ادى الى انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة باسرها. وداهم جنود الاحتلال العديد من منازل عناصر حركتي حماس والجهاد الاسلامي في الحي، الذي يعتبر معقلا لنشطاء حماس.

في تطور اخر واصلت قوات الاحتلال عمليات القمع الاخرى ضد الفلسطينيين. وقامت بتقسيم القطاع مجددا الى ثلاثة اقسام، فأغلقت الطريق الساحلي الذي يربط وسط القطاع بمدينة غزة والشمال، كما تم اغلاق حاجزي المطاحن وابو هولي، اللذين يربطان جنوب القطاع بوسطه. وفي مدينة رفح، اقصى جنوب القطاع دمرت قوات الاحتلال فجر امس منزلين في منطقة «تل زعرب»، شرق المدينة. وفي قرية «القرارة»، دمرت قوات الاحتلال منزلاً اخر، قريباً من المنطقة التي وقع فيها الهجوم الذي اسفر الاسبوع الماضي عن مقتل خمسة مستوطنين وجرح اربعة جنود.