مسؤولون إسرائيليون يجددون التهديدات بالمساس بعرفات ونصر الله

شارون يدرس تأجيل البحث في خطته السياسية إلى ما بعد الانتخابات الأميركية

TT

تجددت التهديدات الاسرائيلية، للمساس بالرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، وبالأمين العام لحزب الله اللبناني، الشيخ حسن نصر الله، وغيرهما من القادة السياسيين في المنطقة، في اعقاب العملية الفلسطينية الجريئة التي قتل فيها 6 جنود اسرائيليين.

وكانت هذه العملية قد داهمت رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارييل شارون، وهو في اوج لقاءاته مع وزرائه ومع قادة الأحزاب وعدد من القادة الميدانيين لحزبه الليكود تحضيرا لاعلان خطة سياسية جديدة في غضون 3 أسابيع لكي يعرضها على الحكومة، بدلا من خطته الانفصال الاحادي الجانب التي رفضها الحزب في استفتاء عام، فشعر ان هذه الضربة تشل حركته. وسمع يقول لحاشيته، ان الوضع لم يعد ملائما لخطة سياسية، وانه يفكر في تأجيل كل شيء الى ما بعد الانتخابات الاميركية.

بيد ان المراقبين يعتبرون ذلك القول مجرد زلة لسان متسرعة، اذ ان شارون مضطر الى اعلان خطة سياسية ثانية، حتى يصعب على المستشار القضائي الجديد للحكومة، ميني مزوز، ان يقدم ضده لائحة اتهام في احد ملفات الفساد الثلاثة المفتوحة ضده.

يذكر ان المستشار يشعر بالحرج، فهو لا يستطيع تقديم لائحة اتهام ضد رئيس الحكومة، من دون ان تكون متوفرة لديه ادلة دامغة تماما، لأن مجرد محاكمته ستؤدي الى استقالته من رئاسة الحكومة. وهذا بحد ذاته عقاب، فضلا عن انه يؤمن بأنه لا يجوز لمستشار قضائي، ايا كانت صلاحياته، ان يتسبب في سقوط رئيس حكومة وهو في عز المسيرة السياسية او ادارة الحرب.

ولهذا، فإن شارون بات امام خيارين، فإما الاصرار على طرح خطة اخرى يتحدى بها اليمين ويقود الى تغييرات وتبديلات في تركيبة حكومته، وإما ان يلجأ الى التصعيد الحربي، كما يطالبه اليمين واليمين المتطرف.

وكان شارون قد اجرى عدة لقاءات مع قادة اليمين تمهيدا لطرح خطته الجديدة. ومن ابرز اللقاءات، ذلك الذي اجراه اول من امس مع بنيامين نتنياهو، منافسه على رئاسة الحزب والحكومة ووزير المالية في حكومته الحالية. وكشف النقاب امس ان نتنياهو طالب شارون بالتخلص من الرئيس ياسر عرفات فورا، بإخراجه بعيدا عن المنطقة. وقال له ان مثل هذه الخطوة ستساعد حزب الليكود على تجاوز خطة الفصل وابتلاعها. ونصحه: «اذا لم تشأ الذهاب في هذا الاتجاه، عليك ان تعود الى واشنطن وتطلب منها المزيد من المكاسب».

واغضبت اقوال نتنياهو شارون، فقال للمقربين منه: «بيبي (اي نتنياهو) لا يفكر الا في نفسه، فهو يريدنا ان نظل في حالة جمود سياسي دائمة، حتى تسقط الحكومة ويصبح هو رئيسا لليكود».

ومن جهة ثانية، علم ان رئيس حزب «شنوي» (ثالث اكبر حزب في اسرائيل وله 15 نائبا)، وزير القضاء يوسف لبيد، اقترح على شارون ان يمضي في تطبيق خطة الفصل او ان يتخلى عنها لصالح المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين. وقال انه يفضل التفاوض مع رئيس الحكومة الفلسطيني، احمد قريع (ابو علاء)، ولكنه لا يمانع حتى في مفاوضة عرفات.

وقال له: اذا كنت تخاف من اليمين داخل حزبك وخارجه، فتعال نذهب معا في حزب واحد، نحن وأنتم وحزب العمل. نقيم حزبا ليبراليا مركزيا، ونخوض الانتخابات، ونوقف هذه السخرية. وتبين ان مشروع لبيد مدروس جيدا ولم يكن مجرد طرح فكرة، فهو يدرك ان وراء شارون يوجد 20 نائبا (من مجموع 40 نائبا). وان 15 نائبا (من مجموع 19 نائبا) في حزب العمل، مستعدون للانشقاق حاليا عن النواب العقلاء. فاذا اضيف اليهم 15 نائبا من «شنوي»، فان المجموع سيكون 50 نائبا. وهؤلاء سيستطيعون تشكيل حكومة (بمشاركة حزب ميرتس ـ 7 نواب ـ والتأييد الخارجي للأحزاب العربية الوطنية في اسرائيل ـ 7 نواب).

ويعتقد لبيد ان هذه الامكانية هي الوحيدة الكفيلة بانقاذ اسرائيل من براثن الحرب والتدهور الامني والسياسي.