مقتل الجنود الستة يثير غضب المؤسسة العسكرية الإسرائيلية فتدفع بمزيد من القوات إلى غزة

TT

اثار مقتل الجنود الستة في غزة غضبا مستشريا لدى القيادة السياسية والعسكرية في اسرائيل، فراحت تتصرف وكأنها منطلقة نحو حرب، فارسلت تعزيزات عسكرية الى قطاع غزة، والغى رئيس الوزراء، ارييل شارون، كل اجتماعاته ولقاءاته، واعتكف في مكتبه، كما قال الناطق بلسانه، ليتابع التقارير حول عملية انقاذ جثث القتلى، التي بدت معقدة.

وفي الوقت الذي كانت تدور فيه المعركة، دعا وزير الدفاع، شاؤول موفاز، الى اجتماع طارئ لقادة الاجهزة الامنية من اجل تقويم الموقف، واتخذوا سلسلة قرارات انتقامية، تصعيدا للعمليات الحربية القائمة. وبدا ان القادة الاسرائيليين مدركون ان العالم لن يقبل اي تبرير للتصعيد، حيث ان هذه ليست عملية تفجير ضد المدنيين انما عمل مقاومة لقوات الاحتلال. لهذا راحوا يبرزون عملية التمثيل بالجثث الاسرائيلية، التي قام بها عدد من الفلسطينيين. وقالوا ان هذا التمثيل يحتاج الى رد مناسب، «يلقن كل هؤلاء الحاقدين الارهابيين درسا لن ينسوه». وقال شارون في خطاب في الكنيست: «اننا نحارب عدوا قاسيا وخاليا من الانسانية. ولن نتوقف عن المساس به في اي مكان يختبئ فيه».

وفي المساء عقد شارون جلسة طارئة لوزرائه اعضاء المجلس الوزاري المصغر وقادة الاجهزة الامنية، للتباحث في نوعية الرد على هذه العملية، وبدا واضحا ان الاتجاه هو الرد بطريقة قاسية وغير تقليدية. وكانت اوساط عسكرية قد سربت انباء عن كيفية نجاح رجال المقاومة الفلسطينية في تنفيذ عملية كبرى على هذا النحو. فكشفت ان المقاتلين نصبوا كمينا لحاملة الجند المدرعة واوقعوها فيه، اذ انهم راحوا يطلقون الرصاص من منطقة ما بعيدة بهدف جر اقدام الجنود في هذه المدرعة. فانجروا فعلا باتجاه مصدر النيران فتوقف اطلاق النار، فتوقفت المدرعة بالضبط في المكان الذي خطط الفلسطينيون لها ان تتوقف فيه. وهو عبارة عن حقل الغام صغير. وشاءت الاقدار ان تكون المدرعة محملة بمواد تفجير زنتها 100 كيلوجرام. فما ان انفجر اللغم الاول حتى انفجرت المدرعة، وتمزقت في اعقابها اجساد الجنود، وتطايرت في كل اتجاه.

واعتبر ناطق اسرائيلي امني هذه العملية بانها «نسخة طبق الاصل عن اساليب حزب الله اللبناني» وقال: «من عبر التجربة اللبنانية لا يمكنه الا ان يجري المقارنة بينها وبين العملية الحالية». ولهذا، فلا يستبعد ان يكون احد مقررات القيادة الاسرائيلية هو المساس بحزب الله. بينما قال مقربون من وزير المالية، بنيامين نتنياهو، ان معركة اسرائيل يجب ان تنحصر في الفلسطينيين «فهم الذين علموا حزب الله القتال، قبل ان تدخل في الصورة ايران». وطالب باتخاذ اجراء قاس، باقصاء الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، عن الوطن.

وما ان اعلن هذا الموقف حتى تحول الى شعار يردده معظم الناطقين بلسان اليمين الاسرائيلي.