الرئيس التونسي: القادة العرب لا تعوزهم الإرادة السياسية لتحقيق الإصلاحات والجامعة العربية مدعوة لتسريع مسلسلها

TT

قال الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ان الآفاق واعدة ومفتوحة للنظام العربي، عشية انعقاد القمة العربية المقرر التآمها بتونس يومي 22 و23 مايو (أيار) الحالي، حتى يتطور النظام الاقليمي العربي في اطار يوظف كل مؤهلاته وطاقاته، لمواجهة التحديات التي تواجهه. واعرب الرئيس التونسي عن يقينه بأن القادة العرب لا تعوزهم الارادة السياسية، من أجل التعاون لتحقيق النجاعة والمصداقية في العمل العربي المشترك.

وفي حوار أجرته معه وكالة الأنباء الايطالية (آنسا) قبيل زيارة رسمية يقوم بها الى ايطاليا التي تعد ثاني شريك اقتصادي لتونس بعد فرنسا، اكد الرئيس التونسي، ان الاقتراحات التي تقدمت بها تونس بشأن الاصلاحات في العالم العربي، تدعم الحصانة الذاتية الضرورية لتحقيق تنمية مندمجة بالدول العربية، في ابعادها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وبناء مجموعة اقليمية متطورة وفاعلة.

وحول رؤية تونس لأداء الجامعة العربية ومسألة اصلاحها، قلل الرئيس التونسي من الصعوبات التي واجهت الجامعة العربية في الفترة الماضية. وقال ان مسيرتها شهدت صعودا احيانا، وتراجعا احيانا اخرى، لكنها مدعوة اليوم لتسريع مسلسل الاصلاحات في مناهج ووسائل عملها.

واعرب الرئيس بن علي عن اعتقاده بأن آفاقا واسعة ومفتوحة في سبيل النظام الاقليمي العربي كي يتطور في اطار فعال وقادر على توظيف مؤهلاته وطاقاته لرفع التحديات التي تواجهه. واضاف ان الجامعة العربية تظل هي الفضاء الملائم الذي يعكس الارادة العربية المشتركة، بصرف النظر عن لحظات الصعود او التراجع التي تجتازها في بعض الأحيان. لكن الرئيس التونسي شدد في السياق نفسه على شرط، عدم فقدان الرؤية لضرورة التعجيل بمسار الاصلاح والتجديد في مناهج عملها ووسائل حركتها، والعمل لتحقيق اهدافها بكيفية تؤدي الى انجاز تغيير نوعي يخدم مصالح كافة اعضائها.

وقال الرئيس التونسي ان بلاده اقترحت في وقت سابق، عددا من المبادرات لتحقيق الاصلاحات المنشودة في العالم العربي، وضمنها اقتراح بانشاء آلية عربية لفض النزاعات وتوقعها، واعتماد دورية الاجتماعات العربية، كما دعمت تونس خطة اصلاح الجامعة العربية وتحديث هياكلها.

وحول موضوع الاصلاحات السياسية في العالم العربي، قال الرئيس التونسي ان بلاده توخت دائما نهج تقديم مبادرات واقعية وواضحة تستجيب لانتظارات وتطلعات المواطن العربي، موضحا ان تونس اقترحت اعتماد استراتيجية واضحة ومنسجمة، تمكن المجموعة العربية من الاندماج في مسار عالمي يقوم على بناء مجتمع حديث يتوفر على نظم تعليمية واقتصادية متلائمة مع التطور، وتعتمد في اطارها اصلاحات سياسية تساهم في تقدم المجتمعات العربية في المجال الديمقراطي وغيرها من المجالات. وشدد الرئيس التونس على عنصر الارادة الذاتية للدول العربية في بلورة الاصلاحات المنشودة، وفق مقاربة منسجمة تعتمد من قبل القمة العربية، وتمكن في نهاية المطاف من الالتزام باصلاحات جذرية في كل الميادين السياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية، ومن ترسيخ الديمقراطية وحرية التعبير، وتقوية دور المجتمع المدني، وتدعيم دور المرأة في بناء المجتمع.

وقال الرئيس التونسي ان المشروع الذي اقترحته بلاده لاصلاح الاوضاع السياسية في العالم العربي، يقوم على التمسك بقيم التسامح ومبادئ الحوار بين الحضارات، والرفض المطلق للتطرف والكراهية والعنف والارهاب، والعمل على قطع الطريق على هذه الظواهر واستئصال جذورها في اطار التضامن والتعاون الدولي، موضحا ان هذه المقاربة تؤمن الحصانة الذاتية الضرورية لتحقيق التنمية المندمجة.

وشدد الرئيس التونس على المكانة الاستراتيجية للاصلاح الاقتصادي في بناء النظام الاقليمي العربي، عبر تفعيل منطقة التبادل الحر العربية.