ضآلة المشاركة في بيروت وفوز«حزب الله» على «أمل» يطغيان على تقويم اللبنانيين لنتائج الانتخابات البلدية

TT

تجاوز اللبنانيون نتائج الانتخابات البلدية التي جرت في بيروت والبقاع الاحد الماضي الى البحث في مغزى المشاركة الضئيلة في بيروت والى قراءة ابعاد انتصار «حزب الله» في البقاع وانعكاساته على العلاقة بينه وبين حركة «امل» في انتظار المواجهة الكبرى المتوقعة بينهما في الجنوب في الانتخابات البلدية المقررة في المنطقة في 23 مايو (ايار) الحالي.

وفيما اعتبر رئيس الحكومة رفيق الحريري ان نسبة المشاركة «طبيعية»، خصوصاً ان لائحته فازت بمعدل يقارب 50 الف صوت لكل مرشح، عزا وزير التنمية الادارية كريم بقرادوني، القريب من رئيس الجمهورية اميل لحود، شبه المقاطعة المسيحية للانتخابات في بيروت الى «ردة فعل امام تركيب وتعليب اللوائح خصوصاً لائحة رئيس الحكومة التي قمنا بدعمها للمحافظة على التوازن والمناصفة بين المسيحيين والمسلمين بالرغم من اقصاء الرئيس الحريري لحزب الكتائب (الذي يرأسه) بقرادوني وخروج «القوات اللبنانية» ومع عدم وجود تمثيل مسيحي جيد، وبالرغم من كل ذلك رأينا انه يجب المحافظة على التوازن العددي على امل ان نؤمن في المستقبل التوازن السياسي». واعتبر ان «النتيجة لم تكن حسب التوقعات» وقال: «لنبتعد عن لغة الشتيمة والحقد ونتكلم بلغة الارقام حيث ظهر تماماً ان رئيس الحكومة انطلق من ارقام انتخابات عام 2000 النيابية وتكرارها في الانتخابات البلدية، وآنذاك كانت نسبة المشاركة 36 في المائة، وقد وصلت في بعض المناطق الاسلامية الى 41 في المائة، اما اليوم فنسبة المشاركة هي ما دون الـ 23 في المائة. والمفارقة ان هناك من انتخب المجالس الاختيارية من دون البلدية، ولولا انتخابات المجالس الاختيارية لكان الاقبال من المواطنين على الانتخابات البلدية اقل، وهذا يعني ان كل مسألة معلبة ولا تمثل الناس الذين هم في حالة من القرف ويشعرون انه لا وجود لمشروع يشجعهم على الاقتراع له ويقاتلون من اجله. وهذه بالتحديد نقطة ضعف المعارضة التي لم تقدم للناس بديلاً مقنعاً وسليماً للاقتراع له».

وانتقد بقرادوني المعارضة «التي لم تشكل البديل»، مشيراً الى انه «امام هذا الواقع كان الناخب البيروتي غير مقتنع بالبديل وبالاصل اية لائحة الرئيس الحريري التي لا ترضي طموحه، لهذا السبب وجه الناخب رسالة عدم رضى واستياء بعدم المشاركة، وبالرغم من عدم دعوة القيادات الى المقاطعة فالناس قاطعت».

وعقدت كتلة «قرار بيروت» النيابية التي يرأسها الحريري اجتماعاً برئاسته امس بحثت خلاله في نتائج انتخاب المجلس البلدي الجديد للعاصمة. واعربت الكتلة عن «تقديرها الكبير للوعي الوطني الذي ابداه البيروتيون الذين التزموا بكل صدق بالصيغة الوطنية التي تمثلت في لائحة وحدة بيروت». واشادت الكتلة بـ «اقبال الناخبين في بيروت على صناديق الاقتراع بما يتجاوز النسبة المطلوبة لفوز لائحة وحدة بيروت كاملة، وذلك رغم انحسار الحوافز التي تحتمها المنافسة بين المرشحين».

وفي الجنوب يستعد «حزب الله» وحركة «امل» للانتخابات التي لم يصلا بعد الى اتفاق بشأنها، غير ان للجنوب حسابات اخرى تختلف عن الانتخابات في ضاحية بيروت والبقاع التي فاز فيها الحزب، ذلك ان قوة «امل» تتركز اساساً في الجنوب ما ينبىء بمعركة قاسية بين الطرفين. وفيما لم يشاء رئيس مجلس النواب وحركة «امل» نبيه بري التعليق على نتائج انتخابات البقاع، قالت اوساط قريبة منه لـ «الشرق الأوسط» انه «قبل بترك التنافس يأخذ مجراه في البقاع تحت عنوان حماية المقاومة من الضغوط التي تتعرض لها دولياً، غير ان الوضع في الجنوب مختلف وله حسابات اخرى».

وفي هذا الاطار، اصدر المكتب السياسي للحركة بياناً هنأ فيه اهالي البقاع وخصوصاً في مدينة بعلبك. وشكر من «منح الحركة ثقته في الانتخابات البلدية والاختيارية التي ارادتها امل تعبيراً عن استحقاق تنموي لا عن معركة ذات طابع وابعاد سياسية، وارادتها تنافساً بين برامج تهدف لتنمية هذه المنطقة المحرومة بما يؤدي الى تمكين مواطنيها وتوسيع خياراتهم».