لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي تستمع إلى تقرير حول ممارسات جنود أميركيين في سجن أبوغريب أعد في مارس الماضي

TT

استمعت لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي امس الى تقرير داخلي للجيش اعده الجنرال انطونيو تاغوبا في مارس (اذار) الماضي حول ممارسات العسكريين الاميركيين ضد المعتقلين العراقيين في سجن ابوغريب.

وقالت اللجنة انها ستستمع بعد تقرير الجنرال تاغوبا الى مسؤولين عسكريين ومدنيين آخرين في اطار التحقيق الذي يجريه الكونغرس في هذه الفضيحة، من بينهم مساعد وزير الدفاع المكلف الاستخبارات ستيفن كامبون ومدير الاستخبارات الجنرال رونالد بورغس ورئيس القسم القانوني في سلاح البر الجنرال توماس روميغ.

وعزا الجنرال تاغوبا أسباب الانتهاكات الى نقص النظام وانعدام التدريب وانعدام المراقبة. وقال «هناك فشل في القيادة من قائد الفرقة الى من هو أسفل كان هناك اختفاء للرقابة بشكل شائع جدا».

وأضاف ان تحقيقه اثبت علاقة العديد من أفراد المخابرات العسكرية والمقاولين المدنيين من الفرقة 205 في الاستخبارات العسكرية في الانتهاكات داخل سجن أبو غريب. وقال انه أوصى بالمزيد من التحقيقات، حيث ان مهمة تحقيقه كانت منصبة على تحقيقات خاصة بعدد محدد من الشرطة العسكرية ولم تتعرض لكل الانتهاكات.

ولم ينف تاغوبا التهمة عن أفراد من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية المشتركين في استجواب الأسرى العراقيين. وقال «القليل من الجنود ومن المقاولين تآمروا لكي يسيئوا ويقوموا بأفعال شنيعة من أشكال العنف ضد المحتجزين وضد مدنيين آخرين في شكل خارج نطاق القوانين الدولية واتفاقية جنيف». واضاف تاغوبا ان انكار الجنرال جانيس كاربنيسكي، التي كانت مسؤولة عن سجن أبوغريب، لكونها في محل القيادة في غير محله وقال «عند مقابلتي لها كانت تسيطر بالكامل على السجن ومن العسير علي تصديق انه تم استثناؤها من الاشراف على بعض المنشآت أو تلك الاجزاء التي تمت فيها الانتهاكات».

وشككت الاستخبارات العسكرية في تقرير تاغوبا الذي افاد بان ضباطا مارسوا ضغوطا على حراس عسكريين في سجن ابو غريب قرب بغداد ليضعفوا معنويا وجسديا المعتقلين لتسهيل عمليات الاستجواب.

وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة من تقرير الجنرال تاغوبا الذي وصف بعض صنوف التعذيب والاهانة للاسرى العراقيين في سجن ابوغريب بانها تتسم بالسادية والفظاعة وانها مورست بشكل منظم على العديد من النزلاء من قبل العديد من افراد الشرطة العسكرية، للكتيبة 372 والفصيلة 320 والفرقة 800 من الشرطة العسكرية، وتم توثيق الانتهاكات عن طريق شهود العيان واكتشاف صور فاضحة عديدة.

واورد التقرير بعض الانتهاكات، منها كسر الاضواء الكيماوية وصب السائل الفوسفوري على المحتجزين وتهديد المعتقلين بسلاح 9 ملم ممتلئ وصب المياه المثلجة على المعتقلين العراة وضرب المحتجزين بعصي المكانس وبالكراسي وتهديد السجناء الرجال باغتصابهم والسماح لحارس من الشرطة العسكرية بتخييط جرح احد المساجين اصيب به عند دفعه إلى الحائط في زنزانته واغتصاب الرجال عن طريق استخدام عصي المكانس والاضواء الكيماوية واستخدام الكلاب لارهاب المحتجزين وفي احدى الحالات عض كلب احد المحتجزين.

ويستشهد التقرير باحدى الجنديات الأميركيات واسمها صابرينا هار من الكتيبة 372 التي قالت تحت القسم ان وظيفتها كانت الابقاء على المساجين مستيقظين طوال الوقت وذلك عن طريق ايقاف البعض منهم على صندوق وربط اصابعهم واطراف اصابع اقدامهم واعضائهم الذكرية باسلاك واخبارهم انها اسلاك كهربائية وانهم سيصعقوا اذا ما تحركوا.

ونقل التقرير المكون من 52 صفحة عن السيرجنت جفال ديفيز قوله: لقد شاهدت المساجين وهم يجبرون على فعل العديد من الاشياء المنافية للاخلاق.

وقال التقرير نقلا عن العسكري جيسون كينيل «لقد رأيت المساجين عراة والمخابرات العسكرية كانت تطلب منا ان نأخذ افرشتهم وملابسهم كلها واغطية الاسرة».

وقال عادل النخلة وهو مقاول مدني يعمل في الترجمة مع القوات الأميركية ويحمل الجنسية الأميركية «لقد كان السجناء عراة جميعا وكان هناك البعض من الشرطة العسكرية والمخابرات العسكرية في تلك الليلة واجبروا النزلاء اثناء استجوابهم على فعل اشياء غريبة، مثل ان يزحفواعلى بطونهم وان يقفزوا لاعلى او يقوموا بالقاء الماء عليهم ليكونوا مبتلين وسبهم مثل وصفهم بالشذوذ الجنسي. وكان مجلس الشيوخ الاميركي تبنى بالاجماع اول من امس قرارا تضمن ادانة شديدة لاعمال التعذيب التي تعرض لها معتقلون عراقيون وقدم اعتذاراته الى الضحايا.

وطالب القرار ايضا باحالة المسؤولين عن اعمال التعذيب تلك الى القضاء. من جهته أيد الرئيس الأميركي جورج بوش وزير الدفاع دونالد رامسفيلد بقوة اول من امس ورفض دعوات تطالب باستقالته عقب افتضاح انتهاكات حقوق المعتقلين العراقيين من قبل الجنود الاميركيين التي اغضبت العالم وخاصة العالم العربي والحقت ضررا بمصداقية واشنطن.