ماهر: وزراء الخارجية أعدوا مشاريع قرارات حول كل القضايا والكلمة الأخيرة للقادة العرب

TT

اكد وزير الخارجية المصري احمد ماهر أن وزراء الخارجية العرب أنجزوا خلال الاجتماعات التحضيرية التي عقدت بالقاهرة كافة مشاريع القرارات حول القضايا الاساسية التي تشغل الامة العربية الان، موضحا ان مشروعات القرارات ستعرض على الرؤساء والقادة في قمة تونس القادمة وان موضوع اقرارها كما هي او ادخال تعديلات عليها للتحسين مرهون بآراء القادة العرب.

وقال ماهر أن الوزراء اتفقوا على بيان حول الاصلاحات الديمقراطية في العالم العربي وفقاً لاحتياجات ومتطلبات كل شعب، وانه ليس معنى ذلك ابطاء عملية الاصلاح ولكن ان تأخذ في اعتبارها الاختلافات الاجتماعية والسياسية والثقافية بين البلاد العربية. وأضاف ماهر في تصريحات صحافية عقب اجتماع مع الرئيس المصري حسني مبارك امس، أن الوزراء اقروا ايضا وثيقة العهد والوفاق بين القادة العرب وهي وثيقة سيوقعها القادة في تونس، وتتضمن تعهداً من جانبهم بالعمل من أجل توحيد المواقف العربية في القضايا الاساسية وتطوير آليات عمل الجامعة العربية واحترام حقوق الانسان والتعددية والحريات العامة. وتابع ان الوزراء اقروا ايضا مشروعي القرارين المتعلقين بالقضية الفلسطينية والعراق. وقال ماهر انه أبلغ الرئيس مبارك أنه تحدد يومي 22 و23 مايو (ايار) الحــالي موعدا لعقد القمة العربية بتونس بناء على دعــوتها التي قبلتها جميع الدول العربية.

وفي رده على سؤال حول ما هي الموضوعات التي لم يتم البت فيها خلال اجتماعات الوزراء وتم تركها للقمة، قال ماهر: الوزراء أعدوا أوراقاً ومشاريع وقرارات لطرحها على الرؤساء والقول الفصل للرؤساء. وعما اذا كان وزراء الخارجية قد ناقشوا مشروع الشرق الأوسط الكبير، قال ماهر: نحن لا شأن لنا بهذا الموضوع ولنا طريقنا الذي رسمناه لأنفسنا وهو طريق الاصلاح بما يتفق مع مصالح شعوبنا، وليس لأحد الحق في أن يقرر مستقبل الشرق الأوسط الكبير أو الصغير إلا شعوب هذه المنطقة ولا نقبل أي املاء علينا في هذا الموضوع. ورداً على سؤال حول مشاركة مصر في المنتدى الاقتصادي العالمي المقرر عقده بالأردن يومي 15، 16 مايو الحالي قال ماهر: نعم ستكون هناك مشاركة مصرية فهو مؤتمر اقتصادي وسياسي يتناول موضوعات سياسية مهمة، وسيحضر وزير الخارجية الأميركي كولن باول الاجتماع وستكون هناك فرصة للقائه لتوضيح المواقف المصرية والعربية. وردا على سؤال حول الموقف العربي من تعذيب المعتقلين العراقيين بالسجون الاميركية، قال ماهر: ان هذا الأمر محل استنكار العالم كله ونحن أكدنا أنه من الضروري أن يتم التعامل مع هذا الأمر بمنتهى الشدة ونتوقع من الولايات المتحدة أن تتخذ اجراءات رادعة بمعاقبة المذنبين. وحول الاقتراح الاسرائيلي بضم مساحة 600 كيلومتر من سيناء المصرية الى غزة مقابل منح مصر 200 كيلومتر في جنوب اسرائيل في اطار خطة انسحاب اسرائيلية، قال وزير الخارجية المصري ان هذا الكلام لا يستحق التعليق. وأضاف «أريد أن أكون مهذباً ولذا أفضل ألا أعلق عليه». ومن ناحية أخرى، وقع ماهر بروتوكول مواءمة اتفاقية الشراكة المصرية ـ الاوروبية والذي يعد اجراء ضروريا بعد توسعة الاتحاد الاوروبي بدخول عشرة أعضاء جدد الى الاتحاد في مطلع الشهر الجاري. ووقع الاتفاقية عن الجانب الاوروبي سفير الاتحاد الاوروبي بالقاهرة ايان بوج بحضور مدير ادارة الشرق الاوسط بالمفوضية الاوروبية الزائر كريستيان ليفلير. وأوضح ماهر عقب التوقيع أنه كان من الضروري التوقيع على هذا البروتوكول مع دخول اتفاقية الشراكة المصرية ـ الاوروبية حيز النفاذ اعتبارا من أول يونيو (حزيران) القادم. وأشار الى أن هذا البروتوكول يعد استعدادا لتنفيذ اتفاقية الشراكة في ضوء تغيير عدد الدول الاوروبية الاعضاء، خاصة ما يتعلق بالتفاوض حول فرص التصدير للمنتجات الزراعية المصرية للاسواق الاوروبية. ووصف ماهر اتفاقية الشراكة بأنها مهمة للغاية لانها تضع العلاقات بين مصر والاتحاد الاوروبي على مستوى أعلى، مشيرا الى اهمية انعقاد أول اجتماع لمجلس الوزراء المشترك بين مصر ودول الاتحاد الاوروبي في منتصف الشهر القادم.

اعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية بسلطنة عمان يوسف بن علوي أن القرارات التى ناقشها وزراء الخارجية العرب واتفقوا عليها في ختام اجتماعاتهم بالقاهرة، هي «برنامج عمل» وافقت عليه جميع الدول العربية، موضحا ان هذه البرامج تأتي على مراحل وتدعم الخطط الوطنية لكل دولة عربية من اجل النهوض بالجوانب الاقتصادية والثقافية والسياسية.

وقال بن علوى عقب مشاورات اجراها مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، ان وزراء الخارجية العرب اتفقوا على «مشروعات قرارات عامة» تتعلق بالعراق وفلسطين والاصلاحات السياسية، موضحا ان القادة العرب عندما يلتقون فى قمة تونس يمكن لهم ان ينظروا في «الوسائل التكتيكية» التي ينبغى ان تعتمدها السياسة العربية في هذه المرحلة من اجل العمل على مساعدة الشعبين العراقي والفلسطيني وموضوع الاصلاحات. وحول رؤية سلطنة عمان لانتهاكات بعض الجنود الاميركيين في العراق، قال بن علوي ان تلك الانتهاكات تمثل جرائم ضد الانسانية استنكرها العالم جميعا، ودعا الى ضرورة ان يمثل كل من ارتكب هذه الجرائم امام العدالة وان يحاسب حسابا عسيرا حتى يكون ذلك رادعا لمنع تكرار مثل هذه الممارسات في المستقبل، وقال ان العالم كله يراقب ما ستقوم به الولايات المتحدة تجاه هذه المسألة والتحقيقات بشأنها.

الى ذلك، نفت مصادر رسمية بالجامعة العربية لـ«الشرق الأوسط» ما تردد أمس عن حدوث تطور خطير في نهاية الجلسة الختامية التي عقدها وزراء الخارجية العرب أول من أمس في القاهرة، يزعم أن تونس لم تحسم موقفها النهائي بشان استضافة القمة العربية على أراضيها كما هو مقرر يومي الثاني والعشرين والثالث والعشرين من الشهر الجاري. وقال المستشار حسام زكي، الناطق الرسمي باسم الجامعة العربية لـ«الشرق الأوسط» إن هذه المزاعم عارية تماما عن الصحة، مشيرا إلى أن الحبيب بن يحيى وزير الخارجية التونسي الذي ترأس اجتماعات وزراء الخارجية العرب قد أعلن بنفسه في مستهل المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع موسى عن موافقة الدول العربية على عقد القمة في تونس وفقا لموعدها المقترح.

واوضح زكي أن وفدا من كبار مسؤولي الجامعة العربية سوف يتوجه إلى تونس خلال الأسبوع المقبل في إطار التعاون الثنائي بين تونس والأمانة العامة للجامعة العربية لتكثيف الجهود والمشاورات بهدف إنجاح القمة العربية المرتقبة وتوفير كافة الظروف الموضوعية لانجازها المهام الملقاة على عاتقها.