زيباري: لم نطلب قوات عربية «منعاً للإحراج» وحركة الصدر دافعها الأساسي عدم الاعتراف به

TT

أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري صعوبة تشكيل حكومة تكنوقراط في بلاده كون العراق يمر بظرف استثنائي يحتاج فيه الى حكومة تحقق التوازن بين الجانب السياسي والجانب التكنوقراطي، واكد زيبارى فى تصريحات خاصة "للشرق الاوسط" ان هذه الفكرة تحظى بقبول مبعوث الأمم المتحدة للعراق الأخضر الابراهيمي وانه لا خلاف بين مجلس الحكم حول هذا الموضوع.

ودعا زيباري لدور عربي إيجابي وفعال في العراق، موضحا ان هناك "مطالب عراقية" تقدم بها لوزراء الخارجية سيتم رفعها للقادة العرب في قمة تونس المقبلة. كما اعتبر ان احد الدوافع الاساسية لحركة الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر هو عدم الاعتراف بحركته، مؤكدا انه سيكون له تمثيل من خلال المشاركة في المسار السياسي لكن ليس من خلال استخدام العنف والميليشيات المسلحة والقفز على القوانين. وقال زيبارى ان تشكيل حكومة تكنوقراط يكون في ظل أوضاع اعتيادية مستقرة بحيث يعين فيها وزراء حكوميون اختصاصيون يؤدون أدوارهم بسلاسة، لكن العراق حاليا يمر بظرف استثنائي ويحتاج الى تشكيل حكومي يحقق التوازن بين الجانب السياسي والجانب التكنوقراطي، وهذه الفكرة مقبولة لدى الابراهيمي، بالاضافة الى ان تشكيل الحكومة يجب أن يكون منسجما مع قانون ادارة الدولة الذي يحكم الفترة الانتقالية وليس مقبولا تشكيل حكومى بصيغة خارج ما اتفقنا عليه.

واضاف: ان هناك تهديدات أمنية كبيرة تفرض علينا كعراقيين ان نجتاز هذه المرحلة بسلاسة حتى نتمكن من الوصول الى مرحلة الانتخابات العامة والشاملة وتهيئتها وتنظيمها وتشكيل الإطار المؤسسي والانتخابي حتى يمكن ظهور حكومة شرعية لها تمثيل شعبي، والحقيقة ان الابراهيمي متفهم تماما لهذه المرحلة لكنه ليس لديه وصفة سحرية أو خطة جاهزة، فما طرحه مجرد أفكار وآراء يأمل خلال هذا الشهر أن تتبلور في صيغة عناوين وشخصيات مقترحة.

وحول رفض العراق مبادرة يمنية دعت الى تشكيل قوات عربية وارسالها للعراق لتعمل بجانب قوات دولية تشكلها الامم المتحدة، قال الزيبارى: نحن مع دور عربي وإيجابي فعال في العراق، لكننا نعرف أوضاع بلادنا ومدى التعقيدات الحالية ومدى امكانية الدور العربي في هذه المرحلة، وهناك توصية رفعت للقادة العرب في قمة تونس يطالب فيه العراق بمساعدة عربية وبأن يكون هناك دور للجامعة العربية، وفي اجتماعات وزراء الخارجية الأخيرة في القاهرة سألنا الوزراء العرب ماهي مطالبكم، فقدمنا لهم قائمة من الطلبات التي يمكن أن يساهموا بها.

واضاف زيبارى: ان المطالب العراقية تمثلت فى امكانية مساهمة البلاد العربية بقوات حفظ سلام بسبب تردى الاوضاع الامنية فى العراق، لكننا ندرك ان ذلك مطلب صعب ولا نريد احراج احد، أيضا قلنا للوزراء العرب ان بعد نقل السيادة للعراقيين نهاية الشهر المقبل، سيعقد مؤتمر سياسي وطني ولدى الكثير من الدول العربية تأثير على بعض الأحزاب والقيادات العراقية في بغداد، فطلبنا منهم التأثير عليهم وحثهم على المشاركة في هذا المؤتمر، وطلبنا من الجزائر التي تمثل المجموعة العربية في مجلس الأمن التحرك لإنهاء حالة الاحتلال بتجاوز قراري مجلس الأمن 1483 و1511، أيضا طلبنا من الدول العربية المساعدة في تنظيم الانتخابات والمشاركة في ارسال مراقبين لمراقبة عملية الانتخابات، وأيضا المساعدة في الناحية القانونية لتأسيس قانون انتخابي، كافة هذه الأمور يمكن للجامعة العربية أن تشارك بها باعتبارها منظمة اقليمية. تابع الوزير العراقى: طلبنا ايضا من الدول العربية وقف التحريض الاعلامي من القنوات الاعلامية الرسمية، فهناك تهويل للأمور ومبالغات هائلة للغاية وهي تحريضية وضارة لنا، وبالمناسبة لدينا أكثر من عشرة متدربين عراقيين في المعهد الدبلوماسي المصري التابع لوزارة الخارجية، وهناك محادثات مصرية عراقية لمساعدتنا في تدريب الشرطة، وهناك محادثات أخرى لمساعدتنا في مكافحة الإرهاب. بالاضافة الى أن هناك شركات مقاولات مصرية تساهم في إعادة الإعمار في العراق، كما طالبنا من دول الجوار مساعدتنا في وقف تسلل عناصر مخربة عبر حدودها الى العراق.

وحول مقتدى الصدر، قال زيبارى ان مقتدى الصدر حركته معقدة للغاية ومؤيدوه وأنصاره في عدد من ضواحي بغداد مثل مدينة الثورة، وحركته لها خلافات واسعة مع المرجعيات والقوى السياسية، فهي لاتمثل فريقا كبيرا من الشيعة، باختصار مقتدى الصدر يطلب الاعتراف به وأن يكون هناك تمثيل لحركته، ومن الطبيعي أنه سيكون لها تمثيل، لكن ليس باستخدام العنف والميليشيات المسلحة والقفز على القوانين، فهناك مسار سياسي يمكن لكافة العراقيين المشاركة فيه، لأنني أعتقد ان أحد دوافعه الأساسية لما يقوم به من أعمال تسيب وفوضى هو عدم الاعتراف بحركته.