موسكو: «الخيانة» وراء مقتل أحمد قادروف وبوتين زار غروزني ويرسل قوات إضافية

TT

أعلن الكرملين امس ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كشف انه زار جمهورية الشيشان ليسلم وسام البطولة لأسرة الرئيس الشيشاني حاج احمد قادروف الذي قتل الأحد مع سبعة آخرين في احتفالات ذكرى عيد النصر بتفجير منصته في استاد «دينامو» بالعاصمة غروزني. ونادرا ما يزور بوتين جمهورية الشيشان المضطربة منذ ان دفع بالقوات الروسية الى هناك لتعزيز حكم موسكو عليها عام 1999 .

وقالت وكالة «ايتار تاس» للانباء ان بوتين أمر ايضا بتعزيز قوات الداخلية الشيشانية بأكثر من الف جندي. ونقلت تاس عنه قوله: «وزارة الداخلية الشيشانية طلبت اتخاذ قرار سريع بشأن رفع عدد العاملين فيها بما يصل الى 1125 فردا. وعلى القائم بأعمال وزير الداخلية الروسية ورئيس الوزراء مناقشة الامر والبت فيه فورا، على ان يبلغاني بقرارهما بنهاية اليوم (امس)».

وقد كشفت التحقيقات الاولية في ملابسات حادث الانفجار الذي اودى بحياة الرئيس الشيشاني ضلوع «احد القريبين» من قادروف في تدبير الحادث وتنفيذه. وقال سيرغي فريدينسكي، نائب المدعي العام لروسيا الاتحادية، ان الاجراءات الامنية التي اتخذت لتأمين المكان وكبار رجال الدولة والعسكريين «لم تكن لتسمح بتسلل غرباء» إلى داخل استاد دينامو والوجود على مقربة من منصة الاحتفال وتنفيذ مخطط الاغتيال.

وأشار إلى أن من المقرر اجراء اكبر عدد من التحقيقات مع عمال ومهندسي العمارة الذين شاركوا في بناء الاستاد واقامة منصاته. وقال فلاديمير كرافتشينكو، المدعي العام للجمهورية الشيشانية: «السؤال الرئيسي يتلخص في كيفية وصول المتفجرات إلى المكان». وأشار إلى وجود عدد من الفرضيات.

وأشار علي الخانوف، وزير الداخلية الشيشاني، إلى انه يجري التحقيق الآن مع ثلاثين من المتهمين بصلتهم بالحادث. ولمح إلى وجود بعض المؤشرات الجدية التي يمكن ان تكشف عن هوية مرتكبي هذه الجريمة وان رفض الكشف عن المزيد من التفاصيل. ومع ذلك فقد اشار إلى اعتقاده ان العبوة الناسفة «وضعت داخل الكتلة الخرسانية تحت المنصة منذ فترة طويلة قد تعود بتاريخها إلى ما يقرب من العام وليس خلال الاعمال التحضيرية التي انتهت في السابع من مايو (ايار) الجاري». واشار الخانوف إلى تزايد احتمالات ان يكون ذلك قد حدث خلال عمليات الاصلاح التي اجريت في هذا المكان في اعقاب احتفالات العام الماضي. غير ان هناك فرضية اخرى كشفت عنها صحيفة «كوميرسانت» الروسية نقلا عن شيشاني يدعى واحا قالت انه يعمل موظفا في جهاز امن الرئيس الشيشاني. وقالت ان واحا يقف مع فرضية دفن العبوة الناسفة داخل الكتلة الخرسانية منذ فترة طويلة لكنه يؤكد ان عملية التفجير تمت بشكل يدوي من خلال توصيل سلكيها ببطارية عادية.

واعرب واحا عن دهشته ازاء عدم اكتشاف الاجهزة الامنية هذين السلكين خلال تفتيش المكان قبيل الاحتفالات. وكانت الصحيفة قد اشارت ايضا إلى ان العبوة الناسفة كانت قذيفة مدفعية من عيار 152 مليمترا بينما اكتشف خبراء المفرقعات قذيفة اخرى عثر عليها في اسفل المكان فضلا عن العثور على زجاجة من البلاستيك معبأة بالمتفجرات كان من المفروض تفجيرها عند منتصف النهار. ومضى خبراء المخابرات العسكرية في استعراض فرضياتهم التي تقول ايضا ان العبوات الناسفة كانت ثلاثا جرى وضعها خلال الاعمال التحضيرية للاحتفالات التي بدأت قبل التاسع من مايو بأسبوعين. واشاروا إلى ان كلا من هذه العبوات كان من المنتظر تفجيره في اوقات متباينة في الساعات 35 ـ 10 و30 ـ 12 و30 ـ 15 في محاولة لاثارة اكبر قدر من الفزع في المدينة مع احتمالات ان تطال الرئيس الشيشاني الذي توقع البعض احتمالات مشاركته رغم ان الكثيرين من معاوني الرئيس واعضاء الحكومة قالوا انه لم يكن مقررا حضوره هذه الاحتفالات. وكان الرئيس الشيشاني قد تعرض خلال السنوات القليلة الماضية لسبع عشرة محاولة استهدفت اغتياله منذ ان كان يشغل منصب مفتي الجمهورية الشيشانية، أي قبل تحوله إلى موقف العداء السافر مع رفاق الامس من المقاتلين الشيشان وصديقه الرئيس الشيشاني السابق اصلان مسعدوف الذي استسلم للسلطات. ولعله من سخريات القدر ان يقع مثل هذا الحادث في الوقت الذي توقع فيه آخرون ان يقدم قادروف غريمه اصلان مسعدوف «هدية» إلى الرئيس بوتين في ذكرى عيد النصر كما اعلن ذلك رمضان قادروف ابن الرئيس الشيشاني الذي كان يشغل منصب قائد الحرس الشخصي لأبيه ولم يكن على مقربة منه يوم اغتياله.