بريطانيا: أنباء عن استعداد توني بلير للتنحي بعد انخفاض شعبية حزبه لأدنى مستوياتها في 17 عاما

TT

هبط معدل التأييد لحزب العمال البريطاني الى أدنى معدلاته منذ 17 عاما وذلك وفقا لاستطلاع للرأي أجري بعد فضيحة تعذيب السجناء العراقيين على ايدي جنود أميركيين وتقارير عن ارتكاب جنود بريطانيين الجريمة نفسها. وهيمنت صور لهذه الانتهاكات على العناوين الرئيسية للصحف.

وزادت التكهنات حول مستقبل رئيس الوزراء توني بلير بعد حدوث تغير في ما يتعلق باجراء استفتاء حول دستور الاتحاد الاوروبي وسياسة للهجرة نظر اليها على نطاق واسع بوصفها سياسة خرقاء.

وأفيد بأن بلير أسرّ لعدد من المقربين منه باستعداده للتنحي إذا صار «عبئاً» على حزبه. ويذكر ان مجموعة من كبار رجالات حزب العمال الحاكم، بينهم زعيمه السابق نيل كينوك لمحوا علناً الى وجوب تفكير بلير بالاستقالة. وأشارت صحيفة «الغارديان» البريطانية التي ابرزت النبأ أمس الى أن بلير خلافاً لكثير من «نجوم» الحزب الحاكم لا يزال مقتنعاً بأنه قادر على الاستمرار. بيد انها أوضحت انه «يحبذ الاستقالة على تفجير حرب أهلية» في صفوف الحزب.

وردت الصحيفة ذلك الى إدراكه بأن هذه الحرب ستلحق أذى كبيراً بحظوظ العمال لا يقل عن الضرر الذي اصاب حزب المحافظين جراء صراع مارغريت ثاتشر ومايكل هيزلتاين في اواخر الثمانينات. وأشارت الى أنه اوضح لبعض مساعديه أن يفضل الاستقالة على السعي لتدبير انقلاب داخلي أبيض بهدف حرمان وزير المالية غوردن براون من خلافته على الزعامة.

ويشار الى ان ثمة تململا في اوساط نواب الحزب الذين باتوا يخشون على مقاعدهم البرلمانية بسبب زعامة بلير. واللافت أن هؤلاء المتذمرين يضمون اشخاصاً كانوا معروفين بولائهم لبلير، وبين اعضاء حكوماته السابقة. كما ذكر بعض نجوم الحزب مثل نائب الزعيم السابق روي هاترسلي ووزير الخارجية السابق روبن كوك أن على رئيس الوزراء أن يفكر جدياً بالتنحي.

وأمس ذكرت صحيفة «التايمز» ان التأييد لحزب العمال انخفض نقطتين مئويتين ليصل الى 32 في المائة وهو أقل معدل له منذ عام 1987 . وشهد حزب المحافظين المعارض ارتفاعا في تأييده بلغ نقطتين مئويتين ليصل الى 36 في المائة في استطلاع الرأي الشعبي الذي أجري الاسبوع الحالي وطرح سؤالا يقول: لمن ستدلي بصوتك اذا أجريت انتخابات عامة اليوم؟ ويذكر ان حزب العمال لم يسجل مستوى منخفضا كهذا في استطلاع للرأي منذ عام 1987 .

غير ان منظمي الاستطلاع اوضحوا للصحيفة ان تراجع شعبية العمال يعكس استياء الناخبين حيال الحزب الحاكم اكثر مما يعبر عن تأييد للمعارضة. وكان استطلاع للرأي نشرته صحيفة «ميل اون صنداي» الاحد الماضي قد اظهر ان افضل فرصة لحزب العمال من اجل الفوز في الانتخابات تكمن في تعيين وزير المالية غوردن براون محل بلير على رأسه.

وقد تثير نتيجة استطلاع الرأي مشاكل لحزب العمال خلال انتخابات 166 مجلسا محليا في العاشر من يونيو (حزيران)، الذي اطلقت عليه الصحافة البريطانية اسم «الثلاثاء الكبير»، حين يدلي البريطانيون بأصواتهم ايضا لأعضاء البرلمان الاوروبي. وقالت الصحيفة ان ثلثي أنصار العمال سيستغلون الانتخابات الاوروبية ليبعثوا برسالة لحكومة العمال بأن عليها الاداء بشكل أفضل بامتناعهم عن الادلاء بأصواتهم أو الادلاء بأصواتهم لحزب آخر.

وشارك في الاستفتاء الف شخص من شتى أنحاء بريطانيا واستطلعت اراؤهم عبر الهاتف. وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجريت مؤخرا أن تأييد البريطانيين للحرب في العراق انخفض الى أقل معدلاته عقب اتهامات تعذيب السجناء العراقيين. وتراجعت شعبية بلير كثيرا في الاشهر الماضية نتيجة دعمه للحرب على العراق بالرغم من معارضة الرأي العام البريطاني، ومع قضية اسلحة الدمار الشامل التي لم يتم العثور عليها في العراق بعد ان شكلت الذريعة الرئيسية لشن الحرب. كما تقهقرت شعبية بلير اكثر بسبب ادارة مرحلة ما بعد الحرب في العراق، وعلى الاخص فضيحة تعذيب المعتقلين العراقيين.