أفغانستان: القوات الدولية تتعرض لهجمات على محاور متعددة

TT

قال مسؤولون افغان امس ان ثلاثة من موظفي الانتخابات الافغان واجنبيا من عناصر قوات حفظ السلام اصيبوا في انفجارات في شرق افغانستان والعاصمة كابل. واصيب الموظفون اول من امس عندما انفجرت في سيارتهم شحنة ناسفة على طريق يبعد كيلومترا عن مكتب اقيم حديثا للجنة الانتخابية قرب اسد اباد عاصمة اقليم كونار في شرق افغانستان.

واصيب الجندي الاجنبي امس في ما يشتبه انه هجوم صاروخي على قاعدة للقوات التي يقودها حلف شمال الاطلسي في الضواحي الشرقية لكابل. وقال الكابتن برنارد ديون، المتحدث باسم قوة المعاونة الامنية الدولية «ايساف»: «نشتبه في انه صاروخ لأن ذلك حدث من قبل، اصيب جندي واحد بجراح طفيفة وهو يتحسن الآن»، ورفض الناطق توضيح جنسية الضحية.

ولكن في برلين اكدت وزارة الدفاع الالمانية ان معسكرا للجيش الالماني في كابل اصيب بصاروخ مما ادى الى جرح عسكري الماني في ايساف. واوضحت الوزارة ان العسكري «ليس في حالة خطر»، مشيرة الى انها فتحت تحقيقا لمعرفة مصدر الهجوم. واكد ضابط من ايساف في كابل طلب حجب هويته ان صاروخا من عيار 107 مليمترات اصاب المعسكر. ويضم معسكر ويرهاوس اكثر من 1500 عسكري غالبيتهم من الكنديين ويقع على بعد حوالي عشرة كيلومترات شرق وسط العاصمة، وهذا هو اول حادث يستهدف جنود ايساف منذ هجومين انتحاريين في 27 و28 يناير (كانون الثاني) اسفرا عن مقتل عسكري كندي وجندي بريطاني وافغاني.

وصارت اسد اباد مركزا لنشاط المتشددين وتعهدت طالبان بعرقلة الانتخابات المزمعة في سبتمبر (ايلول). وكان موظفو اللجنة الانتخابية يزورون قرية استعدادا لبدء عملية التسجيل هناك. وقال المهندس شير خان رئيس اللجنة الانتخابية الاقليمية: «لقد ذهبوا الى قرية للاعداد لبدء تسجيل الناخبين ووقع الانفجار على الطريق نفسه الذي كانوا قد استخدموه قبلها بساعات»، وتابع ان الانفجار ربما كان سببه شحنة ناسفة جرى تفجيرها بجهاز تحكم عن بعد، واضاف المسؤول ان الحادث «لن يوقف عمل اللجنة في تسجيل الناخبين».

وقتل يوم الثلاثاء الماضي اثنان من خبراء الامن البريطانيين ومترجمهما الافغاني في اقليم نورستان الشرقي بينما كانوا يساعدون الامم المتحدة للاعداد للانتخابات. ويعود اخر حادث اطلاق صواريخ في كابل الى نهاية فبراير (شباط). وهذه الصواريخ يدوية الصنع لا تسفر بشكل عام عن وقوع جرحى او اضرار. وتتعرض ايساف، المؤلفة من نحو 6500 جندي، لهجمات دورية منذ نشرها عام 2001 بعد ان اسقطت حملة اميركية حركة طالبان في اواخر العام نفسه.

وفي يناير قتل كندي وبريطاني من القوة في هجومين انتحاريين منفصلين في كابل فيما قتل اربعة جنود المان واصيب 31 اخرون في هجوم مماثل في يونيو (حزيران) الماضي. وانحت السلطات الافغانية باللائمة في ما يتعلق بمثل هذه الهجمات على طالبان وتنظيم القاعدة واتباع قلب الدين حكمتيار رئيس الوزراء الافغاني الاسبق وزعيم «الحزب الاسلامي».

على صعيد آخر اعلن المدير العام للسجون في افغانستان امس ان حوالي 900 معتقل في سجن شبرغان المحصن في شمال افغانستان نقلوا الى كابل بعد ان قاموا باضراب عن الطعام بسبب ظروف اعتقالهم وسوء معاملتهم من قبل الحراس. وقال عبد السلام بخشي ان 900 سجين افغاني وباكستاني نقلوا من شبرغان الى كابل بموجب مرسوم رئاسي. وقد نقلوا في نهاية الاسبوع الى سجن بول الشرقي الضاحية الشرقية لكابل.

وكانت ميليشيا زعيم الحرب الاوزبكي عبد الرشيد دوستم تحتجز هؤلاء السجناء قرب معقله في شبرغان، في ظروف صعبة جدا بعد ان اسرتهم قوات تحالف الشمال المعادية لحركة طالبان في نهاية 2001 خلال الهجوم الاميركي على النظام الاصولي، وهناك 400 باكستاني بين هؤلاء السجناء.

وكان دوستم قد وعد في بداية يناير بعد انعقاد المجلس الكبير (اللويا جيرغا) بالافراج عن هؤلاء السجناء. وزارت لجنة حكومية السجناء في نهاية يناير للنظر في مصيرهم. وستدرس محكمة في كابل حالة كل منهم على حدة.

من جهة اخرى قال والد بطل تسلق جبال ومصور سويسري لصحيفة سويسرية امس ان ابنه قد يكون أحد أجنبيين اثنين رجما حتى الموت في افغانستان الاسبوع الحالي. وقال والد ايلي شيفيو،31 عاما، بطل التسلق السابق لصحيفة لو ماتان اليومية التي تصدر في لوزان ان ابنه غادر في اكتوبر لالتقاط صور في روسيا واليابان والهند ونيبال وافغانستان. وقال الاب ويدعى جورج: «قتل على الارجح لاسرافه في التقاط الصور».

وقالت وزارة الخارجية السويسرية انها لا تستطيع تأكيد أن الرجلين اللذين طعنا ورجما حتى الموت في العاصمة الافغانية مواطنان سويسريان. وكان قائد شرطة كابل قد قال يوم الاثنين ان مقتل الاجنبيين الاثنين ويحمل أحدهما جواز سفر سويسريا ربما يكون عملا اجراميا ويحتمل أن تكون له صلة بتجارة المخدرات.