سلطات باكستان تتوعد المقاتلين الأجانب بعد انتهاء المهلة المحددة لهم للاستسلام

TT

حذرت السلطات الباكستانية امس من انها ستتخذ «خيارات اخرى» بحق الناشطين الاجانب اللاجئين في منطقة القبائل شمال غرب باكستان اذا لم يتجاوبوا مع عرض العفو مقابل الاستسلام وتسجيل اسمائهم. وفي الوقت نفسه تعهدت قبيلة باكستانية كبيرة بانشاء ميليشيا للبحث عن مقاتلي «القاعدة» قرب الحدود مع أفغانستان بعد أن رفض حلفاء محليون للمقاتلين الاجانب تسليمهم.

واوضح حاكم ولاية بيشاور، التي تشمل المنطقة القبلية في بيان صادر عن مكتبه، ان تاريخ التسجيل «ارجئ عدة مرات لأن الحكومة كانت تأمل في تسوية المسألة وديا، لكنها مصممة على التخلص من هذا التهديد بأي ثمن». وتابع البيان: «في حال لم تحترم بنود الاتفاق ولم يسجل الاجانب اسماءهم، ستضطر الحكومة للجوء الى خيارات اخرى»، في اشارة الى اتفاق تم التوصل اليه مع اعيان القبائل في نهاية ابريل (نيسان).

وتقدر السلطات الباكستانية عدد المتطرفين الاجانب الذين لجأوا الى المنطقة القبلية الباكستانية بأربعة آلاف، معظمهم من اصل عربي واوزبكي وشيشاني وبعضهم مرتبط بتنظيم «القاعدة». وبعد اتفاق تم التوصل اليه في 24 ابريل مع بعض اعيان القبائل المتعاطفين مع هؤلاء المقاتلين الاجانب، حددت لهم باكستان مهلة نهائية للعفو عنهم والسماح لهم بالبقاء في المناطق القبلية على الحدود مع افغانستان مقابل استسلامهم وتعهدهم بالعيش بسلام وتسجيل اسمائهم لدى السلطات المحلية.

ويرفض معظم الناشطين ان يتم تصويرهم خشية ان يتم التعرف عليهم واعتقالهم وتسليمهم الى الجيش الاميركي. وانتهت المهلة التي حددتها السلطات الباكستانية امس بعد ان مددت مرتين. وتم الاتفاق في اعقاب عملية عسكرية شنها الجيش الباكستاني على منطقة وانا عاصمة اقليم جنوب وزيرستان، 300 كيلومتر جنوب غرب اسلام آباد، في مارس (آذار) الماضي.

واسفرت العملية عن مقتل مائة شخص بين عناصر من القوات المسلحة ومقاتلين متطرفين ومدنيين بدون ان تؤدي الى اعتقال اي قائد بارز. وشكلت العشائر المحلية امس مجموعة مسلحة قبلية تضم نحو الفي عنصر لمحاولة ارغام المقاتلين الاجانب على تسجيل اسمائهم.

وقال الناطق باسم القوات المسلحة الباكستانية، الجنرال شوكت سلطان، نقلا عن زعماء القبائل ان هذه المجموعة المسلحة القبلية «يمكن ان تضم عددا من العناصر يصل الى اربعة آلاف والعملية السياسية مستمرة». واضاف: «موقف الحكومة واضح. نريد منح العملية السياسية كل الفرص. وفي حال لم تأت بنتيجة، فثمة خيارات بديلة، والجيش مستعد للتحرك اذا اقتضى الامر».

وجاء قرار مجلس قبيلة وزير انشاء ميليشيا للبحث عن مقاتلي «القاعدة» قرب الحدود مع أفغانستان بعد انتهاء مهلة السلطات الباكستانية للمقاتلين الاجانب امس. وقال مالك جول زمان، أحد شيوخ القبيلة عقب الاجتماع: «ننشئ هذه الميليشيا لطرد الاجانب من أراضينا».

وصرح بأن المجلس سيجتمع اليوم مرة أخرى لتحديد موعد بدء عمليات الملاحقة في وزيرستان الجنوبية. ويعيش نحو نصف مليون من أفراد قبيلة وزير في هذه الولاية. وكان المجلس القبلي قد أنشأ ميليشيا مماثلة الشهر الماضي مما أجبر الحلفاء المحليين لمقاتلي تنظيم «القاعدة» على التعهد بعدم شن هجمات مقابل صدور عفو عنهم.

وطالبت السلطات الباكستانية وشيوخ القبائل رجال القبائل المنشقين طوال أسبوعين باقناع الاجانب بتسليم أسلحتهم وتسجيل اسمائهم. غير أن نك محمد زعيم رجال قبائل موالين لتنظيم «القاعدة» قال للمجلس ان تسجيل اسماء الاجانب «لم يكن ضمن الاتفاق الذي أبرمه مع السلطات الشهر الماضي».

وقال محمود شاه، قائد الامن في الحزام القبلي الواقع على الحدود مع أفغانستان: «لا يزال الاتفاق ساريا. على نك محمد أن يقرر ما ان كان يقف الى جانب الحكومة أو الى جانب المقاتلين الاجانب». ويذكر ان شرط العفو الحكومي لا يشمل 25 من كبار قادة «القاعدة».