قريع يلتقي باول لمدة 20 دقيقة في عمان ويعرض هدنة متبادلة فلسطينية ـ إسرائيلية

TT

عرض رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع على وزير الخارجية الأميركي كولن باول مبادرة لوقف إطلاق النار المتبادل مع اسرائيل بشرط الشروع مباشرة في مفاوضات سياسية بين الطرفين. وطلب قريع في لقائه مع باول الذي استمر نحو 20 دقيقة، مساعدة الولايات المتحدة في تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية وبلدية خلال العام المقبل. وقد فرضت حالة من التعتيم الاعلامي على مكان لقاء باول ـ قريع ومنع الصحافيون من الدخول ولم يسمح الا للمصورين بدقائق معدودة لالتقاط الصور. وقالت مصادر فلسطينية إن قريع، الذي التقى باول في مطار الملكة علياء الدولي لمدة 20 دقيقة، طالب أيضا بالضغط على إسرائيل لوقف عملية التوغل داخل قطاع غزة ووقف هدم المنازل في رفح.

وقال مصدر فلسطيني لـ«الشرق الأوسط» ان المباحثات تركزت على القضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي اضافة الى الاوضاع في العراق، موضحاً ان الجانب الفلسطيني خرج مرتاحاً جداً لنتائج اللقاء الذي وصفه بأنه ايجابي جداً. وحسب المصدر الفلسطيني فإن مبادرة قريع تشير الى وقف فوري لاطلاق النار بشرط الشروع في مفاوضات سياسية تستند الى شروط المرجعية الدولية وخاصة خريطة الطريق. ويعتقد ان لقاء باول وقريع الذي جاء بعد تدخل العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني مع الادارة الاميركية، سيمهد الطريق للقاء المنتظر بين قريع ومستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس في ألمانيا خلال الايام القليلة المقبلة.

يذكر ان هذا اللقاء هو الاول بين مسؤول اميركي كبير ومسؤول فلسطيني على هذا المستوى بعد ان قررت ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش تجميد لقاءاتها مع السلطة الفلسطينية وخاصة مع من تصفهم «بأعوان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات». من جهة ثانية قال باول اول من امس قبل سفره الى الاردن ان خطة «الشرق الاوسط الكبير» التي تحاول أميركا ترويجها في الشرق الاوسط ستسيطر على مؤتمر قمة الثماني للدول الصناعية الكبرى في يونيو (حزيران) المقبل، الذي سيعقد في الولايات المتحدة، وان الدول الاوروبية قد اتفقت مع أميركا على دعم اجندة «للاصلاح والسلام» في المنطقة العربية وهي الالفاظ التي تستخدم دبلوماسيا في الاشارة الى هذه الخطة.

وقال باول في مؤتمر صحافي له اول من امس «اتفقنا معا (اي الاوروبيون والأميركيون) على اجندة ايجابية للتغلب على التهديدات بالنزاع والارهاب وعدم الاستقرار وبناء علاقات جديدة مع الدول الاخرى خصوصا في الشرق الاوسط بناء على الاصلاح والسعي من اجل السلام». وقال باول ان الدول الاوروبية تدعم فكرة مبادرة شراكة مع حكومات الشرق الاوسط ورجال الاعمال وافراد المجتمع المدني من اجل ما اسماه «الاصلاح السياسي «في المنطقة العربية». وقال «جميعنا اتفقنا على ان شراكة ناجحة يجب ان تعترف بالظروف المحلية والطبيعة الفريدة للدول المشتركة فيها. ولكن في نهاية المطاف يتوقف التغيير على الدول المشتركة فيه»، غير ان باول لم يدل بتفاصيل اخرى للصحافيين.

وجاءت تصريحات باول بعد لقاءات وزراء خارجية الدول الصناعية السبع بالاضافة الى روسيا تمهيدا لقمة الثماني التي ستعقد الشهر المقبل في «سي ايلند» في ولاية جورجيا بأميركا.

من جهته، دعا باول الفلسطينيين الى اغتنام الفرصة التي تتيحها الخطة الاسرائيلية للانسحاب من قطاع غزة. وقال انه يعتقد انهم سيغتنمون الفرصة. واثر محادثات مع قريع قال باول ان الرئيس الاميركي جورج بوش لم يزل ملتزما بإقامة دولة فلسطينية. واضاف للصحافيين «نعتقد أننا في الاسابيع الاخيرة ومع اعلان الاسرائيليين عزمهم على الرحيل عن غزة وبعض المستوطنات في الضفة الغربية فقد اتيحت لنا فرصة جديدة ونأمل ان نغتنم هذه الفرصة». غير انه استطرد قائلا ان الفلسطينيين يريدون ان يعرفوا المزيد عن الاقتراح وأن يروا ما يحتوي عليه من قيود قد تكون في غير صالحهم.

ومضى باول قائلا «بصراحة يجب علينا ان ننتظر لنرى ما هو الاقتراح فعلا». وقال قريع الذي وصف المحادثات بأنها كانت «بناءة جدا جدا» انه لم تزل هناك فرصة طيبة لإقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005 وهو الموعد الذي حدده بوش في خطة «خريطة الطريق» المتعثرة. غير ان باول كان اقل تفاؤلا. وقال «لا اعتقد ان احدا يستطيع ان يتنبأ الآن بما اذا كنا سنتمكن من تحقيق موعد 2005 أم لا. ولكن الاهم الان هو ان نبدأ». وقال ان واشنطن لم تزل ترغب وتهدف الى اقامة دولة فلسطينية العام المقبل. «لكن الوقت يمر ويجب علينا ان ننظر الى حقائق الوضع. واعتقد اننا بحاجة لمضاعفة جهودنا كي ننهض بالأمر».