الاستياء من سياسة بوش في العراق يتصاعد حتى في صفوف الجمهوريين

TT

واشنطن - أ.ف.ب: اثار تدهور الوضع في العراق وفضيحة المعتقلين العراقيين والغموض الذي تبقيه ادارة الرئيس جورج بوش بشأن نقل السلطة استياء متزايدا في صفوف الاغلبية الجمهورية في الكونغرس.

واعلن عدد من اعضاء مجلسي النواب والشيوخ الجمهوريين علنا عن انتقادات لمعالجة الولايات المتحدة لقضية العراق وعبروا عن شعورهم بالغضب بسبب تجاوزهم من قبل ادارة بوش الجمهوري.

وقال الخبير في مركز الابحاث الاميركي المحافظ معهد المؤسسة الاميركية (نورمان ارونستين) «لا شك ان هناك شعورا متزايدا بالاستياء والاحباط لدى عدد من الجمهوريين في مواجهة الوضع في العراق وتأثيره مع اقتراب الاقتراع المقبل».

واشار كاتب الافتتاحية القريب من المحافظين روبرت نوفاك الى الامر نفسه في مقال نشره في صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية اخيرا.

وفي اشارة الى احاديث اجراها مع اعضاء في الحزب الجمهوري في جميع انحاء البلاد والتصريحات الاخيرة التي ادلى بها نواب في الكونغرس، تحدث نوفاك عن «تشكيك واستياء كبير» لديهم من مسألة العراق.وشكك السناتور الجمهوري بات روبرتس المعروف بأنه تقليدي، علنا بفلسفة ادارة بوش لتبرير التدخل العسكري الوقائي ضد نظام صدام حسين في 2003.

وقال السناتور عن كنساس «في الحرب العالمية ضد الارهاب علينا ان نمنع انفسنا من الانجراف وراء غرائزنا المسيحية المتنامية». ودعا الى تقييم واقعي للمصالح الاميركية.

وعبر رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب الجمهوري هنري هايد عن وجهات نظر مماثلة. وقال «سيكون من الغباء ان لم يكن من الوقاحة ايضا الاعتقاد اننا نستطيع ان نقرر مستقبل العراق».

وبصفته رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ التي تتمتع بنفوذ كبير، عبر بات روبرتس عن استغرابه لان ادارة بوش لم تعاقب احدا في اجهزة الاستخبارات التي كشف تقصيرها قبل اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) وفي وقت اقر بفشلها في قضية اسلحة الدمار الشامل التي لم يتم العثور عليها في العراق.

كما انتقد اعضاء جمهوريون آخرون في مجلس الشيوخ بينهم رئيس لجنة الشؤون الخارجية ريتشارد لوغار وشاك هاغل ادارة بوش بسبب غموض نظرتها للمسألة العراقية.

وقال لوغار «اذا كنا غير قادرين على الاعلان عن استراتيجية واضحة يمكننا ان نواجه خطر ان نفقد دعم الاميركيين والمساهمة الممكنة من قبل حلفائنا وقد نخيب آمال العراقيين».

لكن هذه الانتقادات صدرت ايضا عن المحافظين الجدد وبينهم اعضاء في الادارة مثل مساعد وزير الدفاع بول ولفوويتز احد مهندسي التدخل في العراق.

وقالت نشرة «ويكلي ستاندارد» المحافظة ان العراق يمكن ان نخسره اذا واصلنا الاستراتيجية السياسية والعسكرية الحالية. واضافت ان «الادارة لا تدرك على ما يبدو الى اي مدى اصبحت الامة برمتها على وشك الانتقال نهائيا الى معارضة الحرب».

في غضون ذلك اكد استطلاع للرأي ان المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الاميركية جون كيري تقدم مجددا على خصمه الجمهوري الرئيس جورج بوش.

وافاد الاستطلاع الذي اجرته شبكة التلفزيون الاميركية «سي ان ان» ومجلة «تايم» الاميركيتان ان كيري يلقى تأييد 51% من الناخبين مقابل 46% لبوش.

ويبدو ان استمرار الحرب في العراق وفضيحة المعتقلين العراقيين الذين تعرضوا للتعذيب اثرا على الناخبين الاميركيين.

فقد أكد 41% فقط من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع انهم موافقون على مواصلة الحرب في العراق مقابل 59% في ديسمبر (كانون الاول) الماضي.

ولم تعد نسبة الذين يرون ان الحرب ضد العراق مبررة تتجاوز الـ48% بينما كانت 53% في ابريل (نيسان) الماضي. ورأى 46% من الاميركيين الذين شملهم الاستطلاع ان الحرب ضد العراق ليست مبررة.

وقد اجري هذا الاستطلاع في 12 و13 مايو (أيار) الحالي وشمل 1001 شخصا. وحدد هامش الخطا فيه بـ1.3%.