ندوة مستقبل المنطقة في الكويت: صباح الأحمد يطالب بالتخلي عن فرض الإصلاحات من الخارج وحمد بن جاسم يدعو إلى عدم ربطها بتحرير فلسطين

TT

دعا مسؤولون كويتيون في ندوة «المنطقة والمستقبل» التي في بدأت في الكويت امس بمشاركة شخصيات عربية ودولية، الجهات الخارجية الى التخلي عن فرض الاصلاحات لينطلق التوجه من الداخل. واعتبر رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الاحمد الصباح، ورئيس مجلس الامة الكويتي جاسم محمد الخرافي، ورئيس اللجنة الخارجية البرلمانية النائب محمد الصقر ان التدخلات قد تتحول الى مصدر قلق لدول وشعوب المنطقة على استقلالية قراراتها وخياراتها.

وأكد الشيخ صباح الاحمد ان تحديات جديدة وجوهرية تتعلق بمطالب الاصلاح والتغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية داخل الدول العربية وغيرها من الدول ظهرت اثر احداث 11 سبتمبر (ايلول) 2001 .

وقال في كلمته خلال الندوة ان ما يتصل بالاصلاحات في المنطقة فان التخلي عن محاولات فرض الاصلاح والتغيير من الخارج هو بداية تطبيق هذه الاصلاحات المأمولة من الداخل. واضاف الشيخ صباح ان «تعاون الجميع في استشراف رؤية مستقبلية لمجموعة الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية هو في النهاية لصالح استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة وتجفيف منابع كافة اشكال العنف والارهاب والقضاء عليه».

واوضح ان هذه الندوة تنعقد في ظل ظروف ومتغيرات اقليمية ودولية مستجدة وسط تحديات كبيرة ابرزها تفاقم ظاهرة الارهاب التي اصبحت واقعا يهدد أمن وسلامة واستقرار كافة الدول. وقال «نتطلع الى انتقال سلمي للسلطة في الموعد المحدد وهو 30 من شهر (يونيو) المقبل وفقا للاتفاق المبرم بين مجلس الحكم وسلطة التحالف تمهيدا لاقامة حكومة عراقية وطنية في ظل دستور دائم يوافق عليه الشعب العراقي بما يكفل اقامة عراق جديد يتعايش بسلام ووفاق مع جيرانه في اطار الاتفاقيات والمعاهدات الدولية». من جانبه دعا وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني دول الخليج العربية للقيام باصلاحات سياسية «حقيقية» من تلقاء نفسها قبل ان تفرض عليها من الخارج. وقال الشيخ حمد: «نحتاج لاصلاح وضعنا الداخلي. نحتاج للقيام باصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية حقيقية وفي مجال تطوير حقوق الانسان». واضاف «علينا ألا نستخدم كلمة الاصلاح كشعار ولتهدئة الخواطر. نريد ان يكون للاصلاح برنامج وجدول زمني محدد لكل دولة من الدول»، مضيفا «ليس من المعقول ربط الاصلاحات بتحرير فلسطين».

وتابع الوزير ان الولايات المتحدة لم تكن مهتمة بالاصلاحات في الماضي لكن «اكتشفوا ان المنطقة مساهمة في موضوع 11 سبتمبر (ايلول) 2001». وناشد دول المنطقة ان تبادر الى عملية الاصلاح قبل ان يتم فرضها من الخارج قائلا «اذا قمنا بالاصلاح سيحترمنا الغرب ودول العالم». ومضى يقول «هذه الموجة كبيرة ولن تنتهي الا عندما تقوم كل الدول بكل ما عليها. والمهم ارضاء شعوبنا ايضا».

ورفض وزير الخارجية القطري الدعوات التي تطالب الولايات المتحدة بالرحيل من المنطقة. وقال «اذا ذهب الأميركيون فمن يضمن استقرار المنطقة. المنطقة لن تستقر والمهم ان لا ندخل في مزايدات».

وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الامة الكويتي النائب محمد الصقر «ان مستقبل المنطقة يتكشف من خلال منظورين اثنين احدهما بيد حكومات المنطقة وهو الاصلاح الحقيقي الشامل والاخر بيد الدولة الاكبر وهو الحل العادل للقضية الفلسطينية». وقال استاذ العلوم السياسية السعودي الدكتور تركي الحمد ان التركيز الاميركي على التغيير الشامل في منطقة الشرق الاوسط سواء من الناحية الجيوسياسية أو الثقافية هو قضية استراتيجية بعيدة المدى. وأشار الى ان «مسألة التغيير أبعد من قضية النفط على أهميتها وأبعد من الحفاظ على أمن اسرائيل وأبعد من قضية أسلحة الدمار الشامل في العراق، وهي قضية تتعلق ببناء النظام الدولي الجديد وفق المنظور الاميركي».

وأضاف تركي الحمد أن الادارة الاميركية تعتبر المنطقة الاكثر تهديدا لاستقرار النظام الدولي الجديد حيث تتجذر فيها ثقافات معادية للمعاصرة ومن ثم الغرب وأميركا.

وقال مساعد مدير مؤسسة واشنطن لشؤون السياسة الجديدة في الشرق الاوسط باتريك كلاوسن ان الاصلاح في منطقة الخليج العربية يعتبر من اولويات المفكرة الدولية». وقال انه من اجل الفهم الصحيح للمبادرات الغربية المتعلقة بالاصلاح يجب اولا الاطلاع على مصالح الولايات المتحدة في الخليج واقتراحاتها السابقة من اجل الاصلاح في المنطقة.

وحول المبادرة الاميركية المعروفة بمبادرة الشرق الاوسط الكبير تحدث كلاوسن عن استراتيجية الرئيس الاميركي جورج بوش تجاه الحريات في المنطقة واكد انها مبنية على السلام والاستقرار والدول الحرة، مشيرا الى ان الرئيس الاميركي كان قد اوضح ان همه الاساسي هو نشر الديمقراطية والحرية في الشرق الاوسط. ومن جهته، اكد جاسم الخرافي ان التحول الى الديمقراطية هو الخطوة الاولى للخروج من دائرة التخلف السياسي والاقتصادي في بلدان المنطقة.