مصر: التجمع والوفد والناصري يسعون للاتفاق على ورقة للإصلاح السياسي تستبعد «الإخوان» ودعوة الحزب الحاكم للتشاور بشأنها

TT

استبعد رئيس حزب التجمع اليساري المصري المعارض الدكتور رفعت السعيد مشاركة جماعة الاخوان المسلمين (المحظورة) في مصر من الحوار حول ورقة العمل التي تقوم أحزاب المعارضة حالياً باعدادها لطرحها كبرنامج شامل للتغيير الوطني في مصر. وقال ان الحوار سيكون للقوى الشرعية دون غيرها ولن يتم مشاركة الاخوان.

وكشف السعيد لـ«الشرق الأوسط» أن أحزاب التجمع والوفد والناصري سوف تعقد اجتماعاً ثلاثياً قبل نهاية الأسبوع الجاري للتشاور بشأن هذه الورقة بعد أن اتفقت الأحزاب على تشكيل لجنة ثلاثية من الأحزاب لدراسة الورقة والتحاور بشأن بنودها، مؤكداً أن الأحزاب الثلاثة اتفقت على استبعاد الاخوان من هذا الحوار.

وقال السعيد: لقد قمنا بإرسال نسخة من الورقة إلى الحزب الوطني الحاكم للاطلاع عليها وابداء وجهة نظره فيها حتى لا يكون محاولة التغيير والحوار مستبعداً للحزب الوطني. وإذا أراد المشاركة معنا في بعض المقترحات فنحن نرحب بذلك.

وأضاف السعيد أن باب الحوار حول هذه الورقة مفتوح أمام الأحزاب والقوى الشرعية من أجل فحصها وتطويرها في وقت نريد الاستماع فيه لكافة الآراء والمقترحات من أجل الوصول إلى أفضل صيغة وطنية.

وتأتي تحركات أحزاب المعارضة الجديدة عقب توقف الحوار بين الحزب الوطني الحاكم وباقي الأحزاب والذي بدأ في شهر نوفمبر الماضي بناء على دعوة من الرئيس حسني مبارك باجتماعات تمهيدية ثم توقف بعد ذلك مما أثار استياء أحزاب المعارضة من عدم استكماله رغم تجاوبهم السريع للمشاركة في الحوار.

ويأتي اصرار حزب التجمع على استبعاد جماعة الاخوان المسلمين من الحوار على خلفية أزمة عنيفة وتلاسن اعلامي بين الحزب والجماعة عقب اعلان الاخوان مبادرتهم للاصلاح في شهر مارس الماضي بعد وقت قصير من اعلان مبادرة الشرق الأوسط الكبير الأميركية، وهو ما اعتبره رئيس التجمع انتهازية من جانب الاخوان واتهمهم بمغازلة الاميركيين وطرح أنفسهم كنموذج مماثل لحزب العدالة التركي، وهو ما نفاه الاخوان واعتبروا ان السعيد يسعى للتقارب مع الحكومة على حسابهم.

ثم بادر حزب التجمع هو الآخر بطرح مبادرة أخرى حول التغيير الوطني في مصر الشهر الماضي رداً على مبادرة الاخوان، ودعا الأحزاب القوى السياسية للتشاور بشأنها وتقديم مقترحات وبدائل لما تراه القوى الأخرى واقعياً عما جاء في مبادرتهم، ثم تحول الأمر بعد ذلك لمحاولة اطلاق مبادرة مشتركة بين أحزاب الوفد والتجمع والناصري.