نجاة زعيم الجهاد بغزة محمد الهندي من محاولتين إسرائيليتين لاغتياله في مكتبه ومنزله

إسرائيل تستهدف قياديا في «سرايا القدس» وتدمر مركزا للدراسات الإسلامية وجمعية خيرية تابعين للجهاد

TT

نجا زعيم حركة الجهاد الاسلامي في غزة محمد الهندي من محاولتين اسرائيليتين لاغتياله امس، استهدفت الاولى مكتبه في مركز للدراسات الاسلامية في حي الرمال غرب مدينة غزة، فيما استهدفت الثانية التي جاءت بعد نصف ساعة من المحاولة الاولى منزله الذي يقع في حي النصر بالقطاع. كما نجا محمد شيخ خليل احد القادة الميدانيين لسرايا القدس الجناح العسكري للجهاد بدوره من هجمات صاروخية استهدفت منزله.

وأدت الغارات الاسرائيلية الثلاث الفاشلة ضد الهندي وخليل الى تدمير مركز للدراسات الاسلامية كان يرأسه الهندي، وجمعية «الانصار» الخيرية التابعة للجهاد التى تنشط في مجال اعالة عائلات الفلسطينيين الذين قتلوا خلال الاعمال العسكرية الاسرائيلية، اضافة الى اصابة نحو 13 فلسطينيا بجراح، بعضها خطيرة. وقد اكد مسؤولون في حركة الجهاد ان الهندي في مخبأ آمن، وان الجهاد سترد على هذه المحاولة الجبانة لاغتيال زعيمها بمعاقبة «الاعداء الصهاينة». واوضح مصدر امني فلسطيني ان مروحيات اسرائيلية اطلقت صباح امس اربعة صواريخ على المبنى الذي يضم مركزا للدراسات الاسلامية مما اسفر عن سقوط خمسة جرحى وتدمير المبنى بالكامل تقريبا، ويقع هذا المبنى المؤلف من ثلاث طبقات في حي الرمال غرب مدينة غزة، ولكن الهندي الذي كان يداوم فيه بحسب مصدر في الجهاد لم يكن موجودا خلال الغارة وقد نجا من محاولة الاغتيال.

وقال شهود عيان ان المروحيات الاسرائيلية ضربت في بادئ مركز الدراسات الاسلامية حيث يعمل الهندي فدمرت مكتبه الذي لم يكن فيه احد في ذلك الوقت، وبعد ذلك بدقائق اصابت صواريخ مبنى يضم جمعية الانصار الخيرية المرتبطة بالجهاد وترعى عائلات الفلسطينيين الذين قتلوا في الصراع مع اسرائيل.

وذكر مسؤول طبي ان المبنى يضم مقر نقابة التمريض الذي دمر ايضا. وافاد مصدر مطلع ان عدة منازل في محيط المبنى تضررت بالقصف وان المروحيات الاسرائيلية ظلت تحوم فوق المنطقة بعد الغارة لاكثر من ساعة. وقال مسعف، يدعى نزار انه كان توجه مع طاقم اسعاف الى مكان القصف لكنه فوجئ بصاروخ اخر يسقط تجاه المبنى نفسه مما ادى الى اصابته في العين بشظايا واصابة سيارة الاسعاف كذلك. ووصف احد المبعدين من جنين الى غزة كان يسكن قرب المبنى المستهدف حيث اصيب بجروح طفيفة، الغارة بانها «عدوانية وجرائم حرب فالشظايا تناثرت في مساحة كبيرة بمحيط المبنى».

وفي الغارة الثانية التي تلتها بعد اقل من نصف ساعة اطلقت المروحيات الاسرائيلية صاروخين سقطا في منطقة يقع فيها منزل الهندي نفسه الذي لم يكن موجودا في المنزل الذي يقع في حي النصر بالمدينة، حسب ما افاد مصدر في الجهاد. وافاد مصدر مطلع ان سبعة اشخاص بينهم مسعف وامراة اصيبوا بجروح طفيفة في هذه الغارة.

ودانت حركة الجهاد الغارتين واعتبر ابو العبد احد المسؤولين في الحركة ان هذه الغارات «لن تؤثر على المجاهدين بل ستزيدنا قوة». وتوعد بمواصلة «المقاومة والانتقام لدماء الشهداء». وقد تجمع مئات الفلسطينيين في المستشفى وقرب مكاني القصف ورددوا هتافات تندد بالغارتين وتدعو الى تنفيذ عمليات «استشهادية».

وامتنع الجيش الاسرائيلي عن تأكيد ما اذا كان الهندي، وهو طبيب يبلغ من العمر 50 عاما ويعيش مختبئا من اجل سلامته خلال الاشهر الاخيرة، هو المستهدف، لكن مصدرا عسكريا اسرائيليا وصفه بانه «الزعيم الذي لا خلاف عليه للعمليات الارهابية للجهاد الاسلامي». وزعم المصدر ان مركز الدراسات كان واجهة للجهاد الاسلامي، كما ان المركز الخيري الذي ضرب امس يشارك في تجنيد المفجرين الانتحاريين باموال من حزب الله وايران. وقال الجيش الاسرائيلي انه استهدف المراكز العصبية «للنشاط الارهابي» في غزة بعد اغتيال اسرائيل للشيخ احمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي قائدي حركة المقاومة الاسلامية «حماس» في قطاع غزة في الاسابيع الاخيرة. واجمالا اصيب ثلاثة عشر فلسطينيا مدنيا في الغارتين، وقال الطبيب بكر ابو صفية مدير الاستقبال والطوارئ في مستشفى الشفاء بغزة «وصل الى المستشفى ثلاثة عشر مصابا بينهم مسعف ومصورا تلفزيون وجميعهم جروحهم بسيطة وغادروا المستشفى بعد تلقي العلاج اللازم».

اما الغارة الثالثة، فقد استهدفت قائدا ميدانيا لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد في جنوب قطاع غزة غير انه نجا بدوره من القصف الذي استهدف مبنى في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين جنوب قطاع غزة. وقال مصدر في الجهاد الاسلامي ان «قائدا ميدانيا لسرايا القدس هو محمد شيخ خليل نجا من محاولة الاغتيال اثر قصف منزله بصاروخ من مروحية عسكرية اسرائيلية في منطقة بلوك وفي مخيم رفح. واشار شهود عيان الى ان الشيخ خليل مطلوب للقوات الاسرائيلية منذ فترة. ونسب جيش الاحتلال الى الشيخ خليل المسؤولية عن جميع العمليات التي نفذتها «الجهاد»، في المنطقة الجنوبية من القطاع. وجاءت الهجمات الاسرائيلية بعد ساعات فقط من قتل اعضاء في «حماس» جنديين اسرائيليين في مخيم للاجئين في جنوب قطاع غزة في احدث كمين ضمن سلسلة من الكمائن التي وجهت اعنف ضربة للجيش الاسرائيلي خلال عامين.

واعلنت متحدثة عسكرية اسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي انهى عمليته في رفح بجنوب قطاع غزة وانسحب من المدينة صباح امس. وقالت «انسحب جنودنا من رفح بعد ان انهوا مهمتهم وعثروا على اشلاء رفاقهم» الذين قتلوا الاربعاء في انفجار وقع بناقلتهم. واضافت ان «هذه الاشلاء نقلت الى مركز الطب الشرعي في ابو كبير (بالقرب من تل ابيب) من اجل تحديد هوية الجنود الذين قتلوا كي يصبح بالامكان دفنهم».