اللاجئون الفلسطينيون يشردون ثانية في ذكرى النكبة

ألف وخمسمائة فلسطيني بلا مأوى بعد تدمير أكثر من 150 منزلا في رفح

TT

دمر الجيش الاسرائيلي كليا اكثر من 150 منزلا في منطقتي «يبنا» و«بلوك او» بمخيم رفح جنوب قطاع غزة، ما اعتبرته السلطة الفلسطينية «كارثة» انسانية. وقال راجي الصوراني مدير المركز الفلسطيني لحقوق الانسان الذي يتخذ من غزة مقرا له ان «الاحصائيات الاولية التي اعدها باحثون ميدانيون في المركز تفيد ان اكثر من مائة منزل للاجئين فلسطينيين في المخيم دمرت كليا الخميس والجمعة فقط». وأدان الصوراني تدمير المنازل مؤكدا ان هذه «الممارسات الاسرائيلية ستؤدي الى كارثة انسانية».

غير ان مصادر مطلعة اكدت ان عدد المنازل التي دمرها جيش الاحتلال خلال اقتحامه فجر اول امس لحي «بلوك او»، جنوب مدينة رفح ارتفع لنحو مائة وخمسين منزلا. واكد مصدر امني ان «مائتين وخمسين عائلة على الاقل فقدوا منازلهم بسبب تدمير قوات الاحتلال لمنازلهم في منطقتي يبنا وبلوك او بالمخيم». واشار الى ان هذه العائلات تضم الف وخمسمائة شخص «باتوا مشردين بفعل هذا العدوان الاسرائيلي».

وذكر متحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ان اكثر من الف شخص باتوا بدون مأوى خلال عمليات التدمير التي نفذها الجيش الاسرائيلي في اليومين الاخيرين. وقال بول ماكان «لدى دخولنا مخيم رفح أحصينا ثمانية وثمانين مبنى مدمرا تأوي مائتين وست عائلات تضم ألفاًً واربعة وستين فردا».

واقدمت قوات الاحتلال على هذه الخطوة في اعقاب التعليمات التي اصدرها وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز لقواته والقاضية باقامة حزام امني على امتداد الشريط الحدودي بين مصر والقطاع، واكد ناطق امني ان الجيش الاسرائيلي دمر الطرقات والبنية التحتية خصوصا شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي اضافة الى احداث حفر كبيرة في المخيم.

وحتى الساعة الثانية فجر امس واصل سكان المنطقة النزوح عن منازلهم، خوفا من قيام جنود الاحتلال بتدمير المنازل على رؤوسهم، بعد ان تناقل السكان روايات لحالات قامت فيها جرافات الاحتلال بتدمير المنازل بينما سكانها عالقون فيها. وتبين ان هذه الروايات صحيحة في حالة واحدة على الاقل، حيث تم انتشال جثة احد الاشخاص من تحت انقاض منزله في الحي. وذكر شهود عيان انه قد تم العثور على جثة اشرف قشطة، 35 عاما، تحت انقاض منزله، بعد رفضه الاستجابة لمطالب الجيش باخلاء المنزل، فما كان من الجرافة الا ان قامت بتدمير المنزل فوق رأسه. وبعد انسحاب قوات الاحتلال، بدت المنطقة كمنطقة اشباح كأنما ضربتها هزة ارضية كبيرة، حيث تحولت المنطقة السكنية الى مجرد اكوام من الركام وانقاض المنازل المدمرة. وبتدمير هذه المنازل انضم اكثر من الف وسبعمائة شخص الى سكان المدينة الذين لا يملكون مأوى. وقد قضى اصحاب المنازل المدمرة الليلة قبل الماضية في منازل ذويهم واصدقائهم، وفي المؤسسات العامة، وبالذات في المدارس. وقد اسست لجنة المتابعة العليا للفصائل الفلسطينية لجنة منبثقة عنها للاشراف على تقديم المساعدات للاسر المنكوبة.

واعلنت اللجنة عبر بث الاذاعات الخاصة عن ارقام هاتف لكي يتصل عليها الراغبون في تقديم تبرعات لإغاثة الاسر المنكوبة.

وتسود حالة من الهلع في جميع اركان المدينة، حيث ان مئات المنازل قد اخليت وافرغت من محتوياتها تحسبا لعمليات تدمير للمنازل تنوي اسرائيل تنفيذها.